بدأت سورية امس"استعجال"تنفيذ خطتها لسحب قوات عسكرية من لبنان وانتشارجميع القوات واجهزة الامن التابعة لها في سهل البقاع اللبناني طبقاً لاتفاق الطائف للعام 1989 قبل انعقاد القمة العربية المقررة في الجزائر في 22 آذار مارس الجاري، ما يفسر خلفية الاجراءات التي بدأ جنود سوريون اتخاذها في مناطق محددة في البقاع في اليومين الاخيرين. ويوجه الرئيس بشار الاسد بعد ظهر اليوم خطابا الى الشعب السوري من منبر مجلس الشعب البرلمان، وهو ثالث خطاب له في البرلمان منذ انتخابه رئيساً بعد خطابي القسم في 17 تموز يوليو 2000 وافتتاح المجلس في اذار 2003. وتكتمت المصادر الرسمية السورية على مضمون الخطاب. كما التزم المحللون الرسميون وشبه الرسميين عدم الحديث الى وسائل الاعلام العربية والاجنبية الى ما بعد القاء الخطاب. وكان مقرراً ان يلقي الاسد الخطاب يوم الخميس الماضي، لكن زيارته الى السعودية ادت الى تأجيل الموعد الى بعد ظهر اليوم ل"الحديث عن التطورات الراهنة وخصوصاً لبنان". وعلى رغم ان وزير الخارجية فاروق الشرع حمل معه الى القاهرةوالرياض الاسبوع الماضي تصوراً سورياً للانسحاب طبقاً للطائف"، ساهمت الاتصالات السورية مع الاطراف العربية والدولية وزيارة الأسد السعودية في"انضاج التصور". وقال مسؤول سوري ل"الحياة"امس ان محادثات الاسد مع المسؤولين السعوديين اظهرت تطابق وجهات النظر وان العلاقات التاريخية بين البلدين لم تكن في وقت مضى افضل مما هي عليه الآن"قبل ان يشير الى ان"القرار السياسي بالانسحاب اتخذ سلفا وكانت مصادر سورية اكدت ل"الحياة"وجود"خطة شاملة"اعدتها القيادة السورية تتضمن اقرار"مبدأ الانسحاب"حسب تطبيق الطائف ثم اجراء اتصالات عربية ودولية لشرح خلفيات الموقف السوري والحصول على"تأكيدات"بعدم فرض عقوبات اقتصادية ً وضغوطات سياسية والعمل على استئناف مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل وتحريك التوقيع الرسمي لاتفاق الشراكة مع اوروبا على هذا الاساس نقل الشرع"رسالة"من الاسد الى كل من الرئيس المصري حسني مبارك والامير عبد الله وقيام الاسد بزيارة الرياض، بالتزامن مع نقل نائب وزير الخارجية وليد المعلم"رسالة"الى الرئيس الروسي فلادمير بوتن واحتمال توجهه الى اسبانيا باعتبار ان مدرير قناة دمشق الى الاتحاد الاوروبي لأن دمشق تعتقد انها"لن تكون ضد القرارات الدولية"وان القرار 1559 لايتضمن و آليات للتنفيذ تمسكت بتطبيق الطائف، وسعت في الوقت نفسه الى اقناع القاهرة باجراء"مزاوجة"بين الطائف و1559 لدى الاطراف الدولية وان يكون الانسحاب من لبنان ضمن عملية وليس فورياً". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان المسؤولين السوريين سيعرضون تصورهم وآليات الانسحاب مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن لدى وصوله بعد ايام الى دمشق.