وجهت لجنة التحقيق في فضيحة برنامج"النفط للغذاء"الى نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز أسئلة حول معلومات تزعم ضلوع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي في تلقيه رشاوى بقيمة 15 مليون دولار، ضمن حملات شراء المواقف المساندة لنظام صدام حسين، أثناء الحصار الاميركي للعراق. ووردت لائحة بأسماء اشخاص في جلسة تحقيقات مطولة ثماني ساعات أجرتها لجنة التحقيق مع طارق عزيز في سجنه في العراق، في 28 الشهر الماضي. وتظهر وثائق اطلعت"الحياة"على جزء كبير من مضامينها، ان طارق عزيز يبرئ النائب العمالي البريطاني جورج غالاوي من الاتهامات التي وجهت اليه سابقاً بالحصول على رشاوى مالية أو نفطية من العراق. وقال المسؤول العراقي السابق:"جورج غالاوي صديق للعراق، لكنه لم يتلق كوبونات نفط من العراق، وبما انه صديق وفيّ للعراق كنا مستعدين لمنحه هدايا نفطية لكن هذا لم يحصل". وكشف ان اللجنة التي كانت توافق على منح شخصيات وأحزاب ومنظمات، كوبونات نفط أو"هدايا"مالية، كانت تضم"رئيسها طه ياسين رمضان، وزير النفط عامر رشيد، وزير المال حكمت مزبان، وزير التجارة محمد مهدي صالح، وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف ورئيس الديوان الرئاسي أحمد حسين السامرائي". ونفى طارق عزيز ان يكون مسؤولاً عن اعطاء أي شخص هدايا مالية، لكنه اضاف:"وافقت على منح ممثلين لأحزاب روسية واميركية كوبونات نفط، وكنت مسؤولاً عن تمويل السفارات، لكنني لم أكن مخولاً ان أصرف فلساً من العملة الصعبة". وذكر ان لجنة المغتربين العراقيين في اميركا"حصلت على كوبونات نفط لأنها كانت صديقة لنا، ولن يكن بإمكاننا ان ندفع لها أموالاً". واشار الى ان سياسياً ايطالياً مثل غيره من"أصدقاء"العراق حصل على كوبونات نفط في مقابل مواقفه المساندة للنظام العراقي السابق. ولم يعط طارق عزيز جواباً قاطعاً في شأن حصول الاميركي دايفيد شالو ورجل الأعمال الفرنسي برنارد كيه على كوبونات نفطية. وسألت لجنة التحقيق طارق عزيز عن لبناني اشارت الى انه كان يمثل شركة"توتال"في لبنان، فلم يعط اي توضيح، لكنه اكد ان اللجنة العراقية منحت نائباً لبنانياً كوبونات نفط، وكذلك لشخص في المكتب الرئاسي الروسي، وهو رجل أعمال. وعلى رغم نفي الرئيس السابق لمفتشي أسلحة الدمار الشامل، السويدي رالف اكيوس معلومات عن تلقيه رشاوى مالية أو نفطية، قال المحققون لطارق عزيز ان رشيد عامر، وزير النفط العراقي السابق، كشف انه تلقى أوامر منه بمنح اكيوس مليوني دولار، لكن عزيز أجاب:"احضروا اكيوس كي أجيب". واتخذ التحقيق منحى آخر، عندما تطرق المحققون الى ما يدعيه عراقي اميركي حول اعطاء بطرس غالي رشاوى مالية بقيمة 15 مليون دولار، وأجاب نائب رئيس الوزراء السابق:"قابلت بطرس غالي مصادفة في جنيف، وقال لي ان على العراق القبول بالقرار 986 الذي صدر في 1995، ويخول اليه بيع نفط خام بمبلغ بليون دولار كل 90 يوماً، واستخدام العائدات لشراء امدادات انسانية، وبما ان القرار لمصلحتنا، قلت له حفاظاً على ماء الوجه، ارجو ان تتوجه بكتاب رسمي الى صدام حسين تقترح عليه ذلك... وبالفعل ارسل كتاب عن طريق سفيرنا لدى مصر، ووافق صدام على طلب غالي، فتم الاتفاق على التفاوض مع الأممالمتحدة في شأن القرار 986" .