ذكرت صحيفة "تايمز" اللندنية امس ان الاستخبارات البريطانية اعترضت تحويل 800 ألف دولار من العراق الى رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف في تشرين الثاني نوفمبر 1997. وأضافت الصحيفة ان "كشف" هذه القضية أثار مخاوف في الأوساط السياسية البريطانية والاميركية من ان يكون بريماكوف أحد الذين يتلقون أموالاً من النظام العراقي بانتظام لعرقلة برنامج الاممالمتحدة الخاص بالتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق. ونفى مصدر في مكتب رئاسة الحكومة الروسية، رداً على سؤال "الحياة" هذه الانباء ووصفها بأنها "تلفيقات". وكانت صحيفة "نيويوركر" نشرت تحقيقاً في عددها الصادر امس كتبه سيمور. م. هيرش كشف فيه تحويل أموال عراقية الى بريماكوف الذي تربطه علاقة صداقة متينة بالرئيس العراقي صدام حسين تعود الى عام 1960 عندما كان رئيس الوزراء الروسي مراسلاً لصحيفة "برافدا" في الشرق الأوسط. وتأكد رئيس فريق المفتشين الدوليين السابق رولف أكيوس من مدى قوة العلاقة التي تربط بريماكوف بصدام حسين عام 1996، عندما وضع أمام رئيس الوزراء الروسي، وكان وقتها وزيراً للخارجية، أدلة تثبت ان روسيا تهرب ممنوعات الى بغداد، بما في ذلك مواد للبرنامج النووي العراقي. وأبلغ بريماكوف أكيوس، يومها، ان حكومته غير متورطة في تهريب أي ممنوعات الى العراق ووعده بإجراء تحقيق في الأمر، لكن أكيوس لم يطلع على نتائج أي تحقيق في هذا الشأن. وقال ان الروس غيروا الشيفرة التي كانوا يستخدمونها للتهريب. وتؤكد "نيويوركر" ان الاستخبارات البريطانية عثرت على أدلة دامغة على ان هناك تحويلاً بقيمة 800 ألف دولار من وزير الخارجية العراقي طارق عزيز الى بريماكوف. ونقلت عن مسؤول اميركي ومصدر في الاستخبارات المركزية ان التحويل حصل بالفعل. وذكرت "نيويوركر" في التحقيق نفسه أيضاً ان قصف العراق في كانون الأول ديسمبر 1988 كان غرضه اغتيال صدام حسين، لذا تركز على مكانين حيث يعتقد ان الرئيس العراقي يختلي بعشيقاته. ورداً على سؤال لپ"الحياة" عن صحة الانباء البريطانية قال مصدر في ديوان رئاسة الحكومة الروسية: "أين نحن من هذه التلفيقات". وأضاف المصدر ان بريماكوف "مشغول الآن بالأزمة البلقانية وسيتوجه الثلثاء الى بلغراد، ولا يجد وقتاً للرد على الأكاذيب". وأشار أحد أصدقاء رئيس الوزراء ان بريماكوف "لم يتعرض لإتهام بالرشوة حتى من ألد أعدائه الداخليين الذين يتحينون الفرص للافتراء عليه". وأضاف ان هناك "تزامناً غريباً" بين نشر الأنباء المذكورة واستفحال الأزمة اليوغوسلافية من جهة، ومفاوضات يجريها في موسكو المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي ميشال كامديسو.