مع تقديم مشروع قانون الى الكونغرس الأميركي يدعو الى تحويل السفارات الأميركية في دول العالم النامي الى حكومات خفية تدير اللعبة الديموقراطية بمعايير أميركية في هذه الدول، وصل الاستهتار الأميركي بالعالم وشعوبه الى منتهاه. فأميركا التي سيطرت عليها عصابة المحافظين الجدد لم تعد تقيم وزناً للشعوب وتجاربها وتراثها، بل أصبحت ترى العالم كالقطيع يجب أن يسير وفق رؤيتها، لا إرادة ولا رأي له في إدارة شؤونه الداخلية قبل الخارجية. يشكل القرار الذي تطبل له جوقة المحافظين الجدد في البيت الأبيض، والتهم الإعلامية الجبارة، تهديداً حقيقياً لاستقرار الشعوب والدول في العالم النامي، ذلك انه تحت بنود هذا القانون ستشرع أميركا لنفسها التدخل في شؤون كل من لا يروق له أو لا يسير في ركابها. وبمقتضاه ستستبيح كل حرمات الدول وتحولها ساحات لتجاربها السياسية التي أثبتت فشلها في أكثر من مكان، من فيتنام شرقاً الى غرينادا غرباً. فهذا القانون يضرب عرض الحائط باتفاق فيينا في عمل البعثات الديبلوماسية، ويحول السفارات الأميركية الى حكومات خفية تدير شؤون الدول بما يتفق والرؤية الأميركية. وهي رؤية متعددة الأنماط، تفصل النظم بما يستجيب لمصالحها فقط، ولو كانت على حساب تلك الشعوب. عمان - فهد الراعي [email protected]