تنطلق الليلة فاعليات"أيام عمان المسرحية"في دورتها الحادية عشرة بعرض مسرحية"حديد"المصرية - الفرنسية المشتركة على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي. وتشهد دورة هذا العام من المهرجان المسرحي الأبرز على الساحة المحلية, تغييرات جذرية في نوعية البرمجة التي لم تعد تقتصر كما في الدورات السابقة على العروض المسرحية, إنما تخطت هذا الإطار, وانطلقت إلى تقديم أمسيات غنائية وعروض أفلام ومعارض فنية, إلى جانب ندوات وورش واجتماعات. ويشارك في الدورة نحو 250 فناناً, بعضهم يتولّى نفقات إقامته كنوع من الدعم للمهرجان الذي يعتبر من المؤسسات المستقلّة القليلة في العالم العربي. في الوقت الذي قدرت فيه اللجنة المنظمة موازنة الدورة ب 120 ألف دينار نحو 170 ألف دولار شاملة الدعم اللوجستي الذي قدمته أمانة عمان الكبرى ووزارة الثقافة لمساعدة فرقتي الفوانيس الأردنية والورشة المصرية. ويبدو أن اختيار عرض"حديد"ليوم الافتتاح لم يكن مصادفة... فهو حظي بإشادة من منظمي المهرجان يوم أعلنوا عن الفاعليات, واعتبروه"نجم"العروض لهذا العام, وهو لقاء بين اثنين من مصممي الرقص, الفرنسي لورنس روندوني والمصري محمد شفيق. ويعبر عن قسوة الزمن الذي نعيشه في كل مكان -"زمن الحديد", ويقترب من"المسرح التعبيري"إذ تصبح الرقصات سريعة وعنيفة. وسيقدم المهرجان عروضاً مسرحية, هي عماد فاعلياته أساساً, من ست دول عربية, إضافة إلى فرنسا. من العراق يقدم هيثم عبدالرزاق مسرحية"أعتذر أستاذي لم أقصد ذلك", ومن مصر مسرحية"حلاوة الدنيا"لحسن الجريتلي مسرح الورشة, ومن لبنان مسرحية ميشال أنطاكي"الدرس", و"اتفضل احكي"لأحمد محمد كنعان من سورية, و"فوتوكوبي"للأسعد بن عبد الله من تونس, ومسرحية"ع الحاجز"للفلسطيني خالد عليان... أما العرض الفرنسي"الخالص"فهو"ثلاثة دون"لفرقة أليس. أما الأردن فتشارك بعرضين, أولهما للمخرجة سوسن دروزة"مصابة بالوضوح"الذي عرض في أكثر من مهرجان محلي وعربي منذ عرضه أول مرة هذا الصيف, و"عربي خفيف"لأحمد مغربي من"فرقة فوانيس". أما العرضان الغنائيان اللذان أدرجا ضمن قائمة العروض المسرحية فهما لفرقة"حبايبنا"المصرية التي ستقدم نخبة من أغاني الراحل الشيخ إمام, وصاحب التجربة الغنائية المتفردة السوري بشار زرقان في أمسية صوفية. وكما يقدم المهرجان وجبة مسرحية دسمة, فإنه يقدم وجبة مماثلة سينمائيا 17 عرضاً موزعة على أيام المهرجان العشرة, خصوصاً أنها تحمل بعضاً من الأفلام الأردنية التي نادراً ما يراها المشاهد المحلي تعرض في دور السينما, إلى جانب تجارب سينمائية من مصر ولبنان وفلسطين. وبينما تزخر عروض المسرح والسينما بالحضور العربي والعالمي, يقتصر المعرض التشكيلي الذي ينظمه المهرجان بالتعاون مع رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين على 14 فناناً أردنياً يقدمون أعمالهم تحت مسمى معرض"الفنانين التشكيليين الشباب". يذكر أن فاعليات المهرجان ستكون موزعة على أكثر من مكان, على غير عادة المهرجانات المسرحية المحلية, إذ تتنقل العروض بين مسارح مركز الحسين الثقافي والمركز الثقافي الملكي, ومسرح البلد القريب من وسط البلد, وهو لا يزال قيد الإنشاء.