اتسمت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السابعة عشرة في الجزائر بأكثر من عشر مداخلات للضيوف الأجانب الذين حرصوا على مخاطبة توقعات القادة العرب سواء بالنسبة الى القضية الفلسطينية وفرص السلام المتاحة أمامها، أو بالنسبة الى العراق والبحث عن الاستقرار فيه، فضلاً عن توقف للجميع عند تداعيات مسألة الإرهاب. واتفق رئيس لجنة الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ومفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وممثلو ايطاليا والمانيا والبرتغال والهند والبرازيل واليابان، على الدعوة الى عدم السماح بأن يشوه الإرهاب صورة الإسلام أو أن يفسد العلاقات بين العالم الإسلامي وسائر المجموعات الدولية. وفيما ركز ثاباتيرو وبارنييه على الموضوع السوري اللبناني، مشددين على ضرورة الانسحاب العسكري السوري الكامل من لبنان وفقاً لاتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية، ذكّر سولانا بأن الاتحاد الأوروبي يعمل مع المجموعة العربية على مواجهة أربعة تحديات: احياء عملية السلام في الشرق الأوسط، ومساعدة العراق على استعادة الدولة، والمساهمة في استعادة لبنان استقلاله وسيادته، ودعم مسيرة الإصلاح في العالم العربي عموماً. وتناول ضيوف القمة مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، فدعوا المجتمع الدولي الى عدم الكيل بمكيالين في تعامله مع الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ومع القرارات الدولية التي تطالب اسرائيل بإزالة احتلالها للأراضي العربية، كذلك دانوا الكيل بمكيالين في النظرة الى الترسانة النووية الاسرائيلية وعدم خضوعها لمعايير الشرعية الدولية. وأشار الخطباء أيضاً الى أهمية العمل لادخال اصلاحات سياسية واقتصادية لتمضي مع متطلبات الاسرة الدولية. وكانت الجلسة بدأت بكلمة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي، بصفته رئيس الدورة السابقة للقمة العربية، فشدد على أهمية الاستمرار في الاصلاح دعماً لمسيرة العمل العربي المشترك. كما دعا الى التمسك بالمسيرة السلمية كنهج لاحقاق الحقوق، وانتهى الى دعوة الجميع للمساهمة في قمة مجتمع المعلوماتية التي تستضيفها تونس في الخريف المقبل. وعرض الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تقريره عن عمل الجامعة خلال السنة الماضية، فأشار خصوصاً الى خطوات حصلت في"عملية التحديث والتطوير"وفقاً لوثيقة قمة تونس العام الماضي، وعدد منها انطلاق العمل في منطقة التجارة الحرة العربية التي تضم 18 دولة و"تسير ببعض التردد"، وبدء المفاوضات في إطار التوصل الى"اتفاقية عربية لتجارة الخدمات"، ووعد بجدول زمني لإقامة اتحاد جمركي عربي يقدمه في القمة المقبلة. لكنه نبّه الى أن جهود الجامعة"قد تذهب ادراج الرياح"بسبب"أزمة مالية طاحنة"تشهدها الجامعة بعدما تراكمت متأخرات الدول الأعضاء، ما اضطر الجامعة الى وقف العمل في برامج التنمية المشتركة. وطلب موسى أن يخصص القادة العرب لهذه الأزمة المالية جانباً من جلساتهم المغلقة. وتسلم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئاسة القمة، فألقى كلمة سياسية شاملة، بادئاً بالحال العامة للعالم العربي و"التأخر الذي هو عليه في مجال التنمية"، وصولاً الى"الفظائع الإرهابية التي اقترفتها جماعات البغاة المتطرفين وتحاول الحطّ من شأن الإسلام". وشدد بوتفليقة على التمسك بالمبادرة العربية للسلام، مؤكداً"خيار السلام الاستراتيجي للعالم العربي ودعمه بإحداث آلية سياسية عالية المستوى للتنفيذ والاتصال والمتابعة والتقويم". ودعا الى التضامن مع العراق والتمسك ب"سيادته ووحدته شعباً وتراباً"، وحضّ العالم العربي على الوقوف الى جانب الشعب العراقي"في كل الظروف وفي محاولاته لاستعادة استقلاله وسلامته الترابية". وتطرق الى مسألة الجزر الإماراتية المحتلة، فاعتبر ان استعادتها بالطرق السلمية"ستكون عاملاً للتطهير الضروري لعلاقات العالم العربي مع جواره بروح من الاحترام المتبادل والتفاهم". ورفعت الجلسة نحو الرابعة بعد الظهر لتستأنف مساء بالاستماع الى كلمات رؤساء الوفود العربية، وكان متوقعاً أيضاً أن تُعقد جلسة مناقشة تقتصر على القادة العرب لبت عدد من المسائل التي يفترض ادخالها الى البيان الختامي للقمة.