شدد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في خطاب مطول، على أهمية دعم"مبادرة السلام العربية"والى تجنب صراع الحضارات. وقال مخاطباً القمة بعدما تسلم رئاستها للسنة الجارية:"دعوني ابدأ بشكر الرئيس زين العابدين بن على رئيس الجمهورية التونسية على ما تحلى به من الحكمة والتفاني في تحمل مسؤولية الرئاسة العام الماضي". كما شكر الامين العام للجامعة ورحب بالضيوف الغربيين الذين يحضرون القمة. ووجه كلامه مخاطباً الزعماء بالقول ان"العالم العربي على رغم تحقيقه بعض التقدم لا سبيل لنكرانه لم يقلص بالقدر الملموس من التأخر الذي هو عليه في مجال التنمية". وتساءل:"هل من سبيل الى تجنب الاستسلام للتحسر والرثاء لضعف التعاون والاندماج البيني العربي في وقت تتضاعف فيه التكتلات الجهوية وتزداد عنفواناً وقوة". وأشار الى ان"هذا الواقع العربي ناتج أساساً عن عوامل خارجية تولدت بطبيعة الحال عن مخلفات السيطرة الاستعمارية وكذلك عن المأساة المفروضة على الشعب الفلسطيني وتداعياتها العدوانية والتوسيعة ضد البلدان المجاورة وما نتج عنها من آثار وخيمة على تنميتها وتقدمها". ولاحظ ان"لعبة الاطماع الخارجية والتنافسات الجيوستراتيجية ساهمت في اذكاء الخلافات بقصد تبديد موارد العالم العربي واستنزاف طاقاته". وتحدث عن احداث 11 ايلول سبتمبر 2001 في الغرب وتداعياتها ما أدى الى انفجار عداء بعض الاوساط فراحت"تتذرع بالفظائع الارهابية التي اقترفتها جماعات البغاة المتطرفين وتحاول الحط من شأن الاسلام وتسعى الى اختلاق صراع بين الحضارات وتأجيج ناره". وحض على التصدي للذين يتعرضون للاسلام"مع تجنب الدخول في منطق صدام بين الحضارات يخدم المتطرفين... كل المتطرفين". وبعض عرض للمنجزات قال ان"الرهانات الكبرى لعصرنا وطرق عمل اطراف العولمة الفاعلة تهدد بتثبيط أشد أهداف عملنا المشترك مشروعية ما لم تتحول اجتماعاتنا الى قوة اقتراح وما لم يستجمع فضاؤنا الجيوستراتيجي والاقتصادي مقومات الاستقلالية الجماعية المزودة بالقدرة على التحكم في العوامل المؤثرة في مصيرنا". وحض على التزام الشرعية الدولية، وقال:"من المصلحة الحيوية للبلدان العربية، مثلما برهنت على ذلك الآثار الوخيمة للغاية الناجمة عن اجتياح الكويت واستمرار الاحتلال الاسرائيلي لأراض عربية جعل الشرعية الدولية الحصن الحصين حيث تحتمي حقوقها المشروعة، حتى وان انتهك البعض بحكم قوته او بالاعتماد على تحالفات قوية، القانون الدولي بلا حسيب ولا رقيب". الدولة الفلسطينية وعن فلسطين، ناشد الزعماء بقوله ان"تلبية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس واسترجاع سورية ولبنان اراضيهما المحتلة شرطان يتوقف عليهما نهوض العالم العربي من كبوته. والامر هذا يكتسي صفة التحدي الحضاري بقدر ما هو مسعى لاحلال العدالة والسلام". مبادرة الامير عبدالله وأضاف ان مبادرة السلام التي عرضها علينا سمو الامير عبدالله وتبنتها قمة بيروت رسمياً، قامت على المبدأ العالمي"الارض مقابل السلام"، ونصت على"الانسحاب الكامل لاسرائيل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في حزيران يونيو 1967 مقابل سلم كامل وخريطة الطريق التي زكاها المجتمع الدولي تأخد الموقف العربي هذا بعين الاعتبار وتكرس فكرة وجود دولة فلسطينية وأخرى اسرائيلية تتعايشان تعايشاً سلمياً. وانه لمن الاهمية بمكان ان يتم اليوم التأكيد بكل قوة على خيار السلام الاستراتيحي للعالم العربي ودعمه باحداث آلية سياسية عالية المستوى للتنفيذ والاتصال والمتابعة والتقويم قصد ترقيته وتجسيده في اقرب الآجال. وحض على مضاعفة الجهد من أجل ان يردف ذكر"دولة فلسطين"للمرة الاولى من قبل مجلس الامن في قراره رقم 1397 ويتبع خلال السنة الجارية بالقيام القانوني والسياسي لدولة فلسطينية معترف بها وقابلة للدوام. ودعا الى تضامن عربي"متعدد الابعاد والجوانب"، وتحدث عن العراق حيث"الوضع يستوقف بقوة ضمائرنا وعقولنا من حيث ان المحن العصيبة والقاسية التي يكابدها الشعب العراقي الشقيق تثير فينا عميق القلق والانشغال"، وقال:"من طبيعة التضامن العربي الحق ان يجدد جمعنا هذا تمسكنا من دون لبس ولا ابهام بسيادة ووحدة العراق شعباً وتراباً واستعداد العالم العربي للوقوف الى جانب الشعب العراقي في كل الظروف وفي محاولاته استعادة استقلاله وسلامته الترابية". الارهاب وأشار الى ان مكافحة الارهاب"تشكل اليوم موضوعاً بارزاً ضمن مناقشاتنا وبلداننا، والجزائر خصوصاً، كانت اول من تكبد ويلات تفشي هذه الآفة". وقال ان"التجربة التي عشناها في الجزائر حافلة بالدروس والعبر. والمأساة تلك لم تكن وليدة ما عرفه الجزائريون من ضيق العيش فحسب اننا عرفنا كغيرنا فترات عسيرة نكراء للغاية حيث تحولت خيبة التطلعات الاجتماعية الى تذمر وسخط". وأضاف:"من يستطيع ان يتجاهل اليوم ان العنف غير المسبوق الذي عشناه وجد مصدره في أزمات أخرى ومآس أخرى في افغانستان وفي الشرق الاوسط وغيرهما من انحاء العالم وسيأتي الوقت الذي يكشف فيه التاريخ أسراره ويمكن للأمة العربية عندها ان تتعرف تعرفاً افضل من خلال ما وقع في الجزائر على جانب من الجوانب الخفية للعولمة وأعني به العنف والتوترات وتوسع رقعتها". وتحدث عن معاناة العالم العربي اقتصادياً"في عهد التجمعات الكبرى". ودعا الى شراكة اقتصادية عربية - افريقية.