حذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في المحطة الاخيرة من جولتها الآسيوية في الصين امس، كوريا الشمالية من امكان مواجهتها"خيارات اخرى"يتوقع ان تشمل فرض عقوبات وليس مهاجمتها كما اعلنت رايس نفسها، في حال لم تعد الى طاولة المحادثات السداسية الخاصة ببرنامجها النووي. وأكدت رايس التي غادرت عائدة الى واشنطن ان استئناف المحادثات يعتمد على كوريا الشمالية ورغبتها في اتخاذ هذا"الخيار الاستراتيجي". وأشارت الى ان كل الاطراف المعنية بالمحادثات ابدت استعدادها لاجراء مناقشات بناءة". وقالت رايس ان واشنطن مستعدة للتفكير في حاجات كوريا الشمالية للطاقة والتي تصر عليها. ودعت إلى تضافر جهود القوى الإقليمية من أجل إنهاء الأزمة النووية لبيونغيانغ"والتي لا يمكن أن تستمر إلى الأبد". وشكلت زيارة رايس لبكين المحطة الاكثر اهمية في محادثاتها في المنطقة الهادفة الى معالجة الأزمة النووية لبيونغيانغ، تجسيداً للقناعة الراسخة لدى الإدارة الأميركية بامتلاك الصين النفوذ الاكبر حجماً لدى جارتها الشيوعية، وهو ما نفته بكين في السابق، على رغم اضطلاعها بدور حيوي وذات تأثير بالغ في الاقتصاد الكوري الشمالي، قبل أن تدعو واشنطن إلى إظهار مزيد من المرونة في التعامل مع المسألة. ورأى محللون أن بكين تسعى عبر تعمد تجاهل الوساطة المؤثرة لدى بيونغيانغ إلى تحقيق مكسب إظهار نفوذها الكبير في المنطقة، في مواجهة محاولة الولاياتالمتحدة إضعافه، خصوصاً عبر مطالبة الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في فرض الحظر الأوروبي على بيع الأسلحة إليها. على صعيد آخر، صرحت رايس بأن القانون الصيني الجديد الخاص ب"مناهضة انفصال"تايوان واستخدام الوسائل"غير السلمية"ضدها يزيد مخاطر المشروع الاوروبي الهادف الى رفع حظر بيع الاسلحة الى الصين التي شددت على ضرورة تقليصها التوتر مع تايوان التي تعتبرها احد اقاليمها. وناقض ذلك تأكيد الرئيس الصيني هو جينتاو في محادثاته مع رايس اول من امس، على أن قانون"مناهضة الانفصال"يعزز السلام والاستقرار في مضيق تايوان، علماً انه طالب واشنطن بدعمه واحترامه. ويذكر ان الرئيس الصيني سيزور اميركا للقاء الرئيس بوش قبل نهاية العام الجاري بحسب رايس. زما بالنسبة إلى الحريات الدينية وحقوق الانسان التي شكلت مسائل رئيسة في المحادثات، اكدت رايس ان تحسناً ملموساً طرأ"ونحن نتوقع استمرارها في المستقبل عبر اصلاحات سياسية جديدة تتماشى مع التطور الاقتصادي السريع في البلاد".