بدأ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل محادثات مع القادة الصينيين في بكين امس، بعد ساعات من وصوله الى الصين في زيارة تستهدف الحصول على مساعدات اقتصادية ويتوقع ان يتم خلالها التطرق الى سبل حل الازمة المتعلقة بامتلاك بيونغيانغ أسلحة نووية. وجاء ذلك بعدما حض ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي خلال زيارته بكين القادة الصينيين على العمل على انهاء الازمة. واللافت ان كوريا الشمالية استبقت وصول زعيمها الى بكين بانتقاد تشيني واتهامه بانه "مختل عقلياً يضمر لها عداء متأصلاً". وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الى بكين امس، آتياً بقطاره الخاص، في رحلة من بيونغيانغ استمرت طيلة ليل الاحد -الاثنين. وفور وصوله، اجتمع كيم بالرئيس الصيني ورئيس الحزب الشيوعي هو جينتاو حول مأدبة غداء. وبثت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية ان اللقاء حصل في مجمع جونغنانهي القيادي المحاط بأسوار عالية في بكين، مشيرة الى ان المحادثات تناولت الأزمة النووية والمشاكل الاقتصادية ونقص الاغذية في كوريا الشمالية. ويعتبر حل القضية النووية أساسياً للسماح للمعونات الخارجية بالتدفق على الاقتصاد الكوري الشمالي المتعثر المنعزل. وتشمل معونات من الصين أقرب حلفاء كوريا الشمالية. وتأتي زيارة كيم التي تلفها السرية التي تحيط عادة بزياراته النادرة خارج البلاد بعد أقل من أسبوع من تحذير ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي بكين من أن الوقت اللازم لحل الازمة المتعلقة بالطموحات النووية لبيونغيانغ والتي تستحوذ على اهتمامات شمال اسيا منذ عام 2002، بدأ ينفد. وقال المحللون ان من المرجح أن يركز القادة الصينيون على امكان تقديم المساعدة الاقتصادية لكيم، فيما يكررون معارضتهم لمشكلة أثارت غضب واشنطن وأشاعت التوتر بين الدول المجاورة. ويتوقع أن تستغرق زيارة كيم للصين أربعة أيام. وهي أول زيارة يجريها لها خلال ثلاث سنوات. ولم يعلن عن زيارتيه السابقتين الا بعد مغادرته. ومن المرجح أن يقوم كيم بجولة في منطقة التكنولوجيا العالية بالصين المعروفة باسم "وادي السيليكون الصيني"، في اطار اهتمامه بالتكنولوجيا وعزمه اقامة منطقة مماثلة في بلاده. اجراءات استثنائية وكان أول ما أشار الى وصول كيم قافلة من السيارات التي لا تحمل أي علامات من بينها سيارة من طراز "مرسيدس" سوداء خرجت من محطة السكك الحديد الرئيسية في بكين وتوجهت الى الغرب في اتجاه دار الضيافة الخاصة بالدولة حيث مكث خلال رحلاته السابقة الى البلاد. وقامت قوات من الجيش والشرطة بحراسة محطة السكك الحديد الرئيسية في بكين. وقال مسؤول في المحطة انها أغلقت لوصول زائر خاص قال ان هويته سرية. وبثت شبكة التلفزيون الكورية الجنوبية كي بي اس ان من المقرر أن يلتقي كيم برئيس الوزراء وين جياباو ومع الرئيس الصيني ورئيس الحزب الشيوعي السابق جيانغ زيمين. ويرأس كل من جيانغ وكيم الجيش في بلديهما. انتقاد تشيني وقبل وصول كيم الى بكين، انتقدت كوريا الشمالية بشدة ليل الاحد -الاثنين نائب الرئيس الاميركي. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان بيونغيانغ "تعتبر تشيني شخصاً مختلاً عقلياً يضمر عداء متأصلاً لنظام كوريا الشمالية بصفته مسؤولاً عن القوى المحافظة الجديدة في الولاياتالمتحدة". ودان الناطق كلام تشيني خلال جولته الآسيوية عن "علاقة" بين كوريا الشمالية وتنظيم "القاعدة". وقال ان ذلك يشكل "تعبيراً عن جهل كامل وليس اكثر من محاولة لتبرير" العداء الذي تكنه واشنطن لبيونغيانغ. وكان تشيني تحدث خلال جولة قام بها في اليابانوالصين وكوريا الجنوبية الاسبوع الماضي عن احتمال ان تنقل تكنولوجيا نووية كورية شمالية الى "مجموعات ارهابية مثل القاعدة". كما عبر عن خشيته من "سباق للتسلح في آسيا" اذا لم يتم وقف البرامج النووية الكورية الشمالية.