انتقلت عدوى"الثورات الديموقراطية"من شرق اوروبا الى جمهوريات آسيا الوسطى. وشهدت قيرغيزستان امس، اضطرابات واسعة بعدما سيطر الآلاف من انصار المعارضة على المناطق الجنوبية من الجمهورية. وهددوا بتصعيد اعمال المواجهات ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم في شأن الغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت هناك الشهر الماضي، وأسفرت عن فوز حزب السلطة بغالبية مقاعد البرلمان الجديد. وتفجر الوضع بعد جولة الانتخابات الثانية التي أجريت الاحد الماضي، وانتهت بخسارة أحزاب المعارضة التي احتشد الآلاف من انصارها في مركزي ادارة مقاطعتي جلال آباد واوش جنوب البلاد منذ اول من امس. وحاولت السلطات كسر الاعتصام بالقوة، ما اسفر عن وقوع قتلى وجرحى، اضافة الى اعتقال مئات الناشطين المعارضين. وأدى هذا التطور الى انفجار موجة غضب نزل بعدها آلاف المعارضين الى الشوارع في الاقليميين الحيويين، واستولوا على المرافق الحيوية، بما فيها مطار جلال آباد ومجالس البلدية والمؤسسات الحكومية الاخرى. في المقابل، أكد رئيس الوزراء القيرغيزي نيكولاي تانايف استعداد حكومته لاجراء محادثات مع ممثلي المعارضة. وقال انه اجرى مكالمة هاتفية في هذا الشأن مع احد زعماء التحرك في جلال آباد. وعلى رغم تشديد السلطات على انها لن تلجأ لفرض الامن باستخدام القوة، فإن مصادر المعارضة حذرت من احتمالات تدهور الوضع في شكل خطر وهددت باللجوء الى تصعيد راديكالي اذا سعت السلطات الى قمع التحرك الشعبي. وأعلن جبار جيكشييف احد زعماء المعارضة ان مدينة اوش غدت ثاني المدن القيرغيزية الكبرى التي يسيطر عليها المعارضون، مشيراً الى ان اجهزة الامن"انحازت الى جانب الشعب"في هذه المناطق. وفي تكرار لسيناريو"الثورة البرتقالية"في اوكرانيا و"الوردية"جورجيا، تحدثت اوساط حكومية عن قيام جهات غربية بتشجيع المعارضة، وخصوصاً بعد توجيه دوائر اميركية انتقادات شديدة الى السلطات القيرغيزية والتشكيك بنزاهة الانتخابات التي فجرت نتائجها الازمة. وبذلك امتدت"الثورات الملونة"من شرق اوروبا الى آسيا الوسطى في ما يبدو طوقاً حول روسيا. وفي محاولة لتفادي الاسوأ، امر الرئيس القيرغيزي عسكر اكاييف بفتح تحقيق"موسع وشفاف"في نتائج الانتخابات وخصوصاً في المناطق التي شهدت الاضرابات. واعتبر مراقبون قرار الرئيس تراجعاً مهماً امام مطالب المعارضة، فيما دعت الخارجية الروسية السلطة والمعارضة إلى ضبط الاعصاب والتزام الهدوء وفتح حوار بهدف التوصل الى نهاية سلمية للازمة. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الاضرابات في قيرغيزستان لم تؤثر في عمل القاعدة الجوية العسكرية الروسية في منطقة قانت القريبة من مكان الاحداث. وكانت موسكو حذرت في وقت سابق من"النتائج الكارثية"التي قد تنجم عن تدخل الغرب في الشؤون الداخلية لجمهوريات الرابطة المستقلة، ما قد يسفر عن تدهور خطر يخرج الاوضاع في المنطقة عن السيطرة.