نعم، جورج بوش معجب جداً بلبنان، لا بل مغرم به هذه الأيام. مغرم به الى درجة انه بات شغله الشاغل وعشقه القاتل. القاتل حتى الهذيان. هو يحكي عنه للجميع، الى اقرب الأقرباء, الى زوجته، الى الخادمات في الغرف، الى آنية الزهر في مكتبه البيضاوي، وربما... الى كلبه. ويروى انه بات لا يفيق إلا على صوت فيروز يصدح في اروقة البيت الأبيض:"بحبك يا لبنان", ولا يفطر إلا على الكشك المجبول ومربى المشمش. اما سهرات البيت الأبيض، فحدّث ولا حرج: اقداح يموج فيها العرق البلدي على ألحان الموسيقار ملحم بركات، وباقة من اغاني الأرشيف. صار من العارفين بسهل البقاع وأهله وهمومه وعاداته حتى، ومن يدري قد نراه فجر يوم ما في ساحة شتورا يهم نحو موسم جديد للمطوق، وفي يدٍ صندوق الخرطوش، وفي اخرى كاسة السحلب. عمر ذلك الحب ليس بالقصير. فهو بدأ بنظرات اعجاب، منذ ان تولى بوش ولايته الثانية. وعندما صار يزداد الحب شيئاً فشيئاً، وبات من الصعب اخفاء تلك المشاعر المتقدة في الصدر، قرر بوش حينها ان يبوح بحبه الجديد امام العالم اجمعين. ومن مبنى الأممالمتحدة في نيويورك، بعث برسالته الغرامية التي حملت الرقم 1559 وفيها ما فيها من ولع وهيام وجوى. باسل الخليل [email protected]