تستعد الحكومة التركية لفتح صفحة جديدة مع الحكومة العراقية المزمع تشكيلها، ومع اكراد العراق، بخاصة"الاتحاد الوطني الكردستاني"وأمينه العام جلال طالباني، وذلك كثمرة لنجاح زيارة السفير التركي عثمان كوروترك بداية الشهر الجاري الى السليمانية، حيث التقى طالباني. وتقول مصادر في الخارجية التركية ان نتائج تلك الزيارة شجعت أنقرة على البدء بتنفيذ سياستها الخارجية الجديدة نحو العراق والتي أقرها مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه الأخير في 28 شباط فبراير الماضي، وهي تقضي بترك الاعتماد على ملف التركمان، أو اعتباره المنطلق لتحديد سياسة تركيا في العراق، وحوار مباشر مع الشيعة العراقيين. وقال مصدر في الخارجية لتركية ل"الحياة"انه يعتقد بأن هذه السياسة ستتضح أكثر خلال اجتماع دول الجوار الذي ستدعو تركيا الى عقده في اسطنبول بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وكان مجلس الأمن التركي تخلى عما عرف سابقاً بالخطوط الحمر في العراق، وعن الاعتماد على التركمان في سياساته تجاه العراق، بعد النتائج السيئة التي حققوها في الانتخابات الأخيرة، والتي عكست اما عدم رغبة التركمان في المشاركة في الجدل السياسي حول مستقبل العراق، واما عدم موافقتهم على سياسات تركيا والجبهة التركمانية التي ترتبط بعلاقة وثيقة مع أنقرة. الى ذلك تتبادل انقرة الرسائل الايجابية مع طالباني الذي تتوقع ان يتولى رئاسة الجمهورية العراقية. وكان آخرها عرضه تعيين مساعد لمحافظ كركوك من التركمان التابعين للجبهة التركمانية، كما تتوقع انقرة ان تتحسن علاقاتها مع الحكومة العراقية الجديدة، في حال تولى ابراهيم الجعفري رئاستها، وهو ترك انطباعاً جيداً لدى المسؤولين الأتراك خلال زيارته أنقرة نهاية العام الماضي، بينما لم تتفق تركيا أبداً مع سياسات علاوي الذي رفض زيارة أنقرة.