واجهت إدارة السجون الاسرائيلية قرار الاسرى الفلسطينيين الاضراب عن الطعام بترحيل قادة حملة الاحتجاج، وعددهم 28 اسيراً، الى سجون مختلفة. وفي حديث إلى "الحياة"، قالت المحامية نائلة عطية، التي ترافق قضايا عشرات الاسرى، ان الاسرى باتوا في وضع صعب حيث صعدت اسرائيل سياسة التنكيل بهم وتحقيرهم، ولا وسيلة لاطلاق صرختهم الا بالاحتجاج والاضراب والتمرد. وكان الاسرى قد بدأوا الاضراب عن الطعام، اليوم الاربعاء، على ان يشمل في المرحلة الاولى ايام الاربعاء والخميس والسبت ثم يتصاعد في حال عدم التجاوب مع مطالبهم. ويأتي الاضراب ضمن حملة احتجاج واسعة اطلقها الاسرى الفلسطينيون تحت عنوان "وقف سياسة العزل الانفرادي والعقوبات الفردية والجماعية". وهدد الاسرى بعصيان شامل كخطوة اولى من نوعها تتمثل بعدم الالتزام بقوانين إدارة مصلحة السجون، من حيث الإضراب عن الطعام ورفض ارتداء ملابس السجن وعدم الوقوف على التعداد اليومي وعدم الالتزام بتعليمات إدارة السجون اليومية. وضمن مطالب الاسرى فتح ملفات العزل الانفرادي ل20 أسيرا ووقف عزلهم وإنهاء مأساة سياسة الموت البطيء التي تمارسها مصلحة السجون بحق هؤلاء الاسرى الذين يرزحون في العزل الانفرادي منذ عشر سنوات. ويتزامن الاضراب مع ذكرى 11 عاماً على انطلاق انتفاضة الاقصى، وكما تقول عطية فإن لهذه الذكرى ميزة خاصة لدى الاسرى، وتزامن الإضراب مع الذكرى لم يكن بالمصادفة. وتضيف: "على مدى عشر سنوات، ذاق الاف الاسرى مرارة سياسة التنكيل الاسرائيلية التي وصلت الى حد استخدام اهاليهم وسيلةً للضغط عليهم، اذ يعاني الاهالي التحقير والإذلال والتنكيل كلما زاروا أبناءهم. وهو أمر لم يعد يحتمله ليس الاهالي فحسب بل أيضاً الاسرى. وهذا دافع من أبرز دوافع حملة الاحتجاج. وترى عطية أن تطرق رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في كلمته في الاممالمتحدة الى الاسرى يفتح هذا الملف المنسي من جديد، كما يطرح بقوة وجرأة "ضرورة أن يأخذ الفلسطينيون زمام الامور بأيديهم ولا ينتظرون مبادرات حسن النية للاسرائيليين". وتقول: "صرخة الاسرى لن تبقى مسجونة خلف قضبان السجون الاسرائيلية. حان الوقت لأن تدوي في المجتمع الدولي لوضع حد لإسرائيل وسياستها تجاههم". وكان الأسرى طرحوا مطالبهم أمام وزير الأمن الداخلي، اسحق اهرونوفتش، لكنه لم يتجاوب مع أي منها، معلناً ان لا حقوق للاسرى. وهو الأمر الذي دفعهم الى حملة الاحتجاج. وتشمل المطالب التي طُرحت امام الوزير الاسرائيلي: 1. إعادة التعليم الجامعي للأسرى 2. وقف سياسة العقوبات الجماعية بمنع الزيارات وفرض الغرامات المالية 3. وقف سياسة الاقتحامات والتفتيشات المذلة بحق الأسرى 4. وقف سياسة إجبار الأسرى على تقييد أيديهم وأرجلهم، للخروج إلى لقاء زائريهم أم محامينهم 5. تحسين الوضع الصحي لمئات المرضى والمصابين وتقديم العلاج اللازم لهم. وعلمنا ان الاضرابات تختلف بين سجن واخر فقد تقرر في سجن نفحة اضرابا مفتوحا عن الطعام الاربعاء والخميس وفي سجن شطة تقرر الى جانب الاضراب عن الطعام الامتناع عن زيارة الأهل احتجاجاً على ممارسات مصلحة السجون تجاه العائلات لدى زيارة الاسرى. وأشارت عطية الى ان ملف الاسرى ومعاناتهم لا يقتصر على المطالب المطروحة فما يواجهه الاسرى من مخاطر تجاوزت مسالة العزل والتنكيل وسلبهم حقوقهم الى حد العثور على أسرى ميتين في غرف العزل بشكل مفاجئ، مثلما حصل للاسير شادي الصعايدة الذي كان يعمل في الامن الوطني في الضفة، واعتقل بعد تنفيذه عملية عين عاريك التي قتل فيها ستة جنود اسرائيلين. وبعد أسبوعين من أسره، في العزل عثر عليه ميتاً.