إنه تسونامي جديد، لا بل زلزال كبير سيجعل البيروتيين يبكون دماً"كانت هذه العبارة تتردد على ألسنة آلاف اللبنانيين في نهاية الأسبوع الماضي. وعلى رغم الانشغال الكبير بالتظاهرات والأوضاع السياسية الاّ أن الخوف من زلزال مدمر أو من موجات مد بحري أخذت مكانها في أحاديث أهل العاصمة اللبنانية، الذين استندوا في مخاوفهم هذه بما قاله أحد كبار المنجمين الذي أطل على شاشة التلفزة ليلة رأس السنة وراح يدلي بثقة عن توقعاته، لم يكن الوحيد الذي استفاد من سطوة الإعلام المرئي والمسموع في عصرنا بل كان له زملاء آخرون يطلون في هذه المناسبة على المشاهدين عبر قنوات أخرى، لكن صيته ذاع عندما تحققت إحدى توقعاته، إذ قال إن انفجاراً سيقع في وسط بيروت وسيُقتل قائد كبير، واعتبر كثيرون أن جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ترجمة لهذا التوقع، وراحوا"يدوزنون"يومياتهم على إيقاع توقعاته، وهو كما يروي بعضهم قال أن زلزالاً سيضرب العاصمة اللبنانية يوم السبت 12 آذار مارس أو الأحد 13 منه وسيؤدي الى قتل الآلاف، وآخرون قالوا لا إنها موجات مد بحري ستجتاح المدينة. الخوف كان كبيراً، والتحذيرات كثيرة، والاشاعات تنوعت لكن"الويك أند"مر بسلام لتصحو المدينة على وقع أصوات أخرى ليست أصوات الطبيعة بل أصوات مواطنيها.