انعقاد أعمال اجتماع الطاولة المستديرة الوزارية للرؤية السعودية اليابانية 2030    نائب وزير الخارجية يلتقي المبعوث الأممي لسورية    الأحساء من أهم مناطق الحرف اليدوية    إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج التأهيلي لمعلمات رياض الأطفال في الفنون الموسيقية    برعاية الملك.. انطلاق «مؤتمر الحج 2025» في جدة غداً    "الحج والعمرة" توقّع اتفاقية ترتيب شؤون حجاج دولة الكويت لحج 1446ه    4659 زيارة منزلية للمرضى في 2024    ضبط مواطن مخالف لنقله حطباً محلياً في منطقة المدينة المنورة    بعد تحرير «ود مدني» والرواد.. الخرطوم الهدف القادم للجيش    جامعة الملك فهد للبترول والمعادن توقع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم    صافرة "مانزانو" تضبط قمة "الكلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة في جدة    وزير العدل يبحث مع المنسق المقيم للأمم المتحدة سبل تعزيز التعاون    فتح التسجيل للممارسين الصحيين لحضور ملتقى نموذج الرعاية الصحية "رعاية وأثر"    الطائي يتغلّب على أبها بهدفين في دوري يلو    أمير الشرقية يدشّن النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة    آل بن محفوظ يستقبلون المعزين في فقيدتهم    80 شركة سعودية ويابانية في اجتماع مجلس الأعمال المشترك    وزير الخارجية يبحث المستجدات مع نظيره في الإدارة السورية الجديدة    ختام بطولة المنطقة الشرقية للملاكمة المؤهلة لنهائيات كأس المملكة    صالون ملتقى الأدباء ينظم أمسية شعرية على مسرح مانقروف بجدة    مباحثات دفاعية سعودية - أميركية    اجتماع الرياض: دعم خيارات السوريين.. والتأكيد على بناء دولة موحدة    «هيئة هلال نجران» تتلقى 12963 بلاغاً خلال عام 2024    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    مركز القلب بمستشفى الملك فهد الجامعي يحقق إنجازًا في علاج أمراض القلب والرئة المعقدة    استولوا على أكثر من 2.8 مليون ريال.. شرطة منطقة مكة تقبض على محتالي سبائك الذهب المزيّف    أمير الرياض يستقبل سفير كينيا المعين حديثًا لدى المملكة    أمير الرياض ونائبه يعزي وزير السياحة في وفاة شقيقته    استشهاد وفقدان قرابة 5000 فلسطيني شمال قطاع غزة    أمير الشرقية يطّلع على التقرير السنوي للهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين    «الصحة العالمية»: تسجيل أكثر من 14 ألف حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود في أفريقيا    زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب وسط إثيوبيا    تجربة استثنائية لمشاهدة أسرار مكة والمدينة في مهرجان الخرج الأول للتمور والقهوة السعودية    مركز الملك سلمان للإغاثة يحصد 5 جوائز دولية خلال عام 2024    المياه الوطنية تشرع في تنفيذ حزمة مشاريع لتطوير الخدمات البيئية بجدة ب42 مليون ريال    463.5 مليون دولار دعم يشمل 100 ألف مواطن عماني    وزراء خارجية جمهورية العراق وتركيا يصلون إلى الرياض    جدل بين النساء والرجال والسبب.. نجاح الزوجة مالياً يغضب الأزواج    10 مليارات لتفعيل الحوافز المعيارية للصناعيين    أمير القصيم يشكر المجلي على تقرير الاستعراض الطوعي المحلي لمدينة بريدة    ثنائية نوال ورابح صقر.. الطرب في أعماق جدة    من بلاغة سورة الكهف    «الصخر الشاهد» .. رفع الوعي بالثروات الطبيعية    30 يومًا لهوية مقيم للخروج النهائي    منع مرور الشاحنات من طريق السيل الكبير    برامج لذوي الإعاقة    «جوجل» تتيح إنشاء بودكاست شخصي    لاعبو النصر: سنقاتل حتى آخر جولة    وصول الطائرة الإغاثية التاسعة مطار دمشق.. مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية للمناطق السورية    يعود تاريخ صنعها إلى أكثر من 60 عامًا.. السيارات القديمة تثري فعاليات مهرجان «حرفة»    «مجيد».. ليلة من تفرد الغناء    «الغذاء والدواء»: احذروا «ببروني»    ماتياس والرئيس    جوارديولا: ووكر طلب الرحيل عن مانشستر سيتي    «اسلم وسلّم».. توعية سائقي الدرّاجات    الديوان الملكي: وفاة والدة صاحبة السمو الملكي الأميرة فهده بنت فهد بن خالد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود    للمملكة أهداف أنبل وغايات أكبر    القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاهدت الرئيس الشهيد على التزام مسيرته وأكدت التمسك بالمقاومة . بهية الحريري : لجنة وطنية لتطبيق الطائف ولن نقول وداعاً لسورية ولن نرضى الا بتحقيق دولي ... والاحرار لن يرهبهم الأرذال والمجرمون
نشر في الحياة يوم 15 - 03 - 2005

عاهدت النائب بهية الحريري، في المهرجان الحاشد في ساحة الشهداء أمس، شقيقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري على الوفاء لمسيرته. وأطلقت مجموعة مواقف باتجاه الداخل والخارج. وفي خطاب مؤثر لم تستطع في نهايته الاستمرار في كبت عواطفها فبكت وأبكت، طالبت بالحقيقة وأصرت عليها"ولن يكون ذلك الا بلجنة تحقيق دولية". ودعت المسؤولين الى ان يرحموا المسؤولية"التي أنيطت بكم من عبئكم عليها". وقالت:"ان اللبنانيين الاحرار لن يرهبهم الأرذال والمجرمون". وأكدت الحريري عدم التنازل عن أي حرف في اتفاق الطائف معلنة عن تشكيل لجنة متابعة تمثل جميع اللبنانيين قريباً لتطبيقه.
وفي لفتة تجاه سورية قالت: :لن نقول وداعاً أو شكراً بل الى اللقاء لأن الاشقاء لا يتباعدون ولا يتحاسبون... بل يكبرون معاً وينهضون ويتساعدون...". وقالت:"لن نضحي بأبطال التحرير والمقاومين ولا بصمود أهلنا ولا مقاومة أهلنا... ونحن هنا نمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري والسيد حسن نصرالله وكل المقاومين من أفراد وأحزاب وهم هنا معنا لأنهم في قلبنا ووجداننا". وفي ما ياتي نص الكلمة:
سيدي وقائدي...
ايها الرئيس الشهيد... يا رئيس الشهداء...
ايها اللبنانيون المعتصمون هنا من كل انحاء لبنان...
ايها اللبنانيون المنتشرون في كل لبنان وفي دنيا الانتشار... نلتقي اليوم في ساحة الشهداء... ساحة الحرية في قلب حلم رفيق الحريري... في قلب بيروت... بيروت التلاقي والحوار... بيروت التسامح والعطاء... بيروت الوحدة الوطنية... بيروت الرسالة... بيروت المنارة...
ايها الأب الشهيد...
هذا شعب لبنان العظيم... ها هم اللبنانيون الذين احببتهم وأحبوك... اللبنانيون الذين آمنت بهم وآمنوا بك... جاؤوا الى هنا يعلنون الولاء للبنان الواحد... السيد... الحر... المستقل... لبنان العدالة والمساواة... لبنان الكرامة والعنفوان... لبنان المستقبل الذي عملت على الإعداد لبنائه... ووفاء لدمائك الذكية التي عمّدت وحدتهم... وشدّت عزيمتهم... جئنا مسلحين بإيمانك وعزيمتك وإرادتك... جئنا نتظلل بهامتك العالية... ونسترشد بمنارة روحك الطاهرة طريق الأمل والمستقبل... جئنا نقف حولك اليوم لنكمل المشهد الوطني العظيم... ولتطمئن روحك الطاهرة بأن كل اللبنانيين اليوم يرفعون علماً واحداً... علم لبنان العظيم... جئنا نعاهدك بأننا لن نسمح لأحد ان يعبث بوحدتنا وإرادتنا بالمضي في مسيرة المستقبل التي رسمت لنا... وبأننا جميعاً سنقاتل من اجل لبنان السيد... الحر... المستقل... ولن نتقاتل عليه... وليكون لبنان كما اردته للجميع... وفوق الجميع... وطناً للحياة...
ان الذين يخافون على اللبنانيين من الانقسام نقول لهم... ان منع الانقسام لا يكون بالخوف والانكفاء... بل بالسير نحو الأمام... نحو التلاقي... نحو الحقيقة... نحو المستقبل... وان المسؤولية تقتضي ان يكون العقلاء في مقدمة الناس وليس فوقهم... ولهذا فإنني اناشدهم ان يرفعوا الصوت عالياً في وجه من يسعى الى الفتنة ومن ينظر لها... وخصوصاً من المسؤولين الذين تحولوا الى مراسلين اجانب يتحدثون عن خلافاتنا وانقسامنا وهشاشة وحدتنا واقتتالنا في ما بيننا... اننا نقول لهؤلاء ارحموا المسؤولية التي انيطت بكم من عبئكم عليها... وأن الشعب اللبناني بكل اطيافه وفي كل مناطقه وكذلك قياداته الواعية والتي صنعت جميعاً معجزة الوحدة والبناء والتحرير ستسقط ادعاءاتكم وأوهامكم... وإن دعوة الأحرار للانكفاء والاختباء في بيوتهم لترك الساحات لأصحاب الرذالات والسوابق... فإننا نقول لهم ان اللبنانيين الأحرار لن يرهبهم الأرذال المجرمون ولن تقع على اللبنانيين خدعة انكفائهم كما حصل في العام 1975 تاركين وطنهم للعابثين... فإن اللبنانيين الذين يعتصمون هنا حول ضريح الرئيس الشهيد في ساحة الحرية... وكذلك الذين اعتصموا في ساحة رياض الصلح... والذين يعبّرون عن حزنهم وكذلك عن سخطهم ورفضهم للاستخفاف والاستلشاق بمصير الوطن والمواطن... وحدهم هم اصحاب الحق بالحرية في وطنهم والعيش بأمان... يرفعون علم لبنان الحبيب... ويريدون الحقيقة من اجل لبنانهم... ولبنان ابنائهم... وأن وحدتهم الوطنية اصبحت بنياناً متراصاً معمّداً بدماء الشهيد رفيق الحريري..
يا شهيد الصداقة والوفاء...
اننا نعاهدك ان نبقى اوفياء على اصدقائك وحلفائك... وأن نحافظ على عهودك ومواثيقك... وسنبقى مع كل الذين وقفوا الى جانبنا... يشاركوننا في نضالنا من اجل الحقيقة... اننا نعاهدك بألا نتخلى عن كل من وقف معنا... من قوى المعارضة جميعها من دون استثناء... فهم اصدقاء وحلفاء... وانني اضع يدي في يد كل واحد منهم... فرداً فرداً... لنتعاهد بأننا سنمضي معهم في ما توافقنا عليه... وإن جلاء الحقيقة... حقيقة الذين ارادوا اغتيال لبنان باغتيالك... فإننا لن نرضى إلا بلجنة تحقيق دولية سبيلنا الى الحقيقة... وإننا سنبني وإياهم وكل اللبناينين شركاؤنا في الوطن والمسؤولية... سنبني لبنان الآمن والمستقر والمزدهر... ونسير معاً للم الشمل وتعميق الوحدة ومنع الفتنة مهما غلت التضحيات.
يا شهيد الفقراء الذين كنت منهم ولهم... ورأوا فيك رايتهم مؤكدين من خلالك على حقهم بالطموح والأمل... حقهم في العلم والمعرفة والقيادة... كنت رائد مقاومتهم وكفاحهم من اجل غدهم وبأن الإنسان يجب ان يكون اكبر من ظروفه وألا يرضى بما يفرض عليه... وأن يسير على طريق الأمل مسلحاً بالعزيمة والثقة والتحدي... وبأن الله اعطاهم كما اعطى غيرهم... نعاهدكم ان نبقى منهم ومعهم... نحثهم على العلم والمعرفة والطموح والتقدم والعمل والإنتاج ليأخذ كل منهم حقه... ولا يزال صوتك مدوياً في مسامعنا وأنت تكرر دائماً... متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً...
يا شهيد الطائف والوفاق الوطني... هذا الوفاق الذي سعيت إليه منذ بدايتك متجاوزاً حواجز النار والقتل والدمار... حدود الطوائف والقبائل... داعياً الى الحوار والتلاقي... تجمع فتات حلمك الكبير من كل نبرة خير في صوت أي لبناني... وجمعتها جميعاً جاعلاً منها وثيقة فرحنا وخلاصنا ونهضتنا... ان هذا الاتفاق الذي يُجمع عليه اللبنانيون اليوم... نعاهدك بأننا لن نتنازل عن أي حرف فيه... وسنعيد الاعتبار والقداسة الى بنوده التي استبيحت وخُرقت... نعاهدك اننا خلال الأيام القادمة سنعلن عن لجنة متابعة وطنية لتطبيق اتفاق الطائف تمثل جميع اللبنانيين لتتحول هذه الوثيقة مجدداً من شعار نرفعه في المناسبات الى حقيقة واقعة... وإننا لن نعود الى نقطة الصفر التي يراد لنا ان نعود إليها... فإن الحوار قد تم... وأن وثيقة الوفاق الوطني... الطائف... اصبحت دستوراً... وإن عملنا الآن هو البحث في كيفية تنفيذ ما اتفقنا عليه وليس البحث عن اتفاق جديد... لم تكن ايها الرئيس الشهيد من ضمن الموقعين على هذا الاتفاق... بل كنت من معديه... وحاضنيه مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين... اما الآن وبعد ان وقعته بدمائك الزكية وشهادتك... فإننا لن نتنازل عن تطبيقه مهما كانت التحديات...
يا شهيد العرب والعروبة...
نعاهدك بأن نبقى اوفياء لعروبتنا ولكل قضايا العرب التي آمنت بها وعملت من اجلها وفي مقدمتها قضية العرب الأولى... قضية شعب فلسطين التي نشأت على النضال من اجلها وحملتها في قلبك وعقلك وضميرك... ان هذا الشعب العظيم الذي يناضل جيلاً بعد جيل ما زال متسمكاً بتراب وطنه وحقه بالعودة وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف... ان هذا الشعب الشقيق الذي امتزجت دماؤنا بدمائه سنبقى معه وإلى جانبه حتى انتصاره وتحقيق إرادته... وسيبقى اللبنانيون متوافقين على حق اشقائهم بالعودة الى وطنهم الغالي وأرضهم المقدسة لأنهم اكثر شعوب الأرض استحقاقاً لوطنهم الذين ضحوا من اجله على مدى ما يزيد عن الخمسين عاماً ولا يزالون يضحون من اجله حتى الآن... وسنكون اوفياء لعروبتنا الحقة بتحديث مجتمعاتنا وبناء حاضرنا الآمن والمستقر... وسنسعى لتحقيق توافقنا ودعم مؤسسات العمل العربي المشترك وتحديثها وتطويرها وتفعيلها لتلبي طموحات شعوبنا العربية... وأن نحترم خصوصيات بعضنا وأن تبقى بيروت مدينة العرب والعروبة... مدينة تلاقيهم وحوارهم وحريتهم... وبأننا سنسير قدماً في بناء لبنانك العربي الذي اردته وجهاً مشرقاً لعالم عربي حديث... وسنبقى اوفياء لأشقائنا العرب الذين وقفوا الى جانبنا من المحيط الى الخليج... وأننا ندعو العرب جميعاً لكي يقفوا مع لبنان الآن في محنته لينهض من فجيعة اغتيالك التي استهدفت حلم اللبنانيين بوطن آمن مستقر مزدهر... وسنبقى يا رئيس الشهداء رمزاً للوفاء... ومن مثلك كان وفياً للأخوة والأشقاء وأنت الذي تجرّعت مرارة التضحية بإرادتك وقناعتك وسرت في عملية التمديد وفاء للأشقاء منعاً لانكسارهم في لبنان... لن نقول وداعاً سورية... أو شكراً سورية... بل الى اللقاء مع الشقيقة سورية... لأن الأشقاء لا يتباعدون... ولا يتحاسبون... بل الأشقاء يكبرون معاً وينهضون ويتساعدون ويستقلون ويصنعون غدهم على افضل ما يكون... وسنكون الى جانب سورية كما كنت دائماً الى جانبها... وسنقف معها حتى تحرير ارضها واستعادة سيادتها على الجولان المحتل... وأن الأخوة السوريين يعرفون بأن العرفان بالجميل من شيم الأبرار وبأن اللبنانيين جميعاً هم احرار مستقلون وهم الآن... في اشد آلامهم وأحزانهم ومأساتهم... لا يتنكرون ولا يغدرون...
يا شهيد الوطن والدولة العادلة...
نعاهدك بأن نكمل المسيرة لتحقيق حلمك بإقامة الدولة العادلة التي تكون فيها الدولة في خدمة الوطن والمواطن... وأن نرفض ان يكون الوطن والمواطن في خدمة الدولة... ونردد معك ما كنت تقوله... بأن الشعوب هي التي تصنع الدول وتحركها وتطورها لتواكب ضروراتها... وإننا لن نضحي بالوطن والمواطن من اجل حماية حفنة من الموظفين الذين يتقاضون اجورهم من الشعب ومن خيرات الوطن... وسنبقى نعمل من اجل إقامة الدولة الآمنة المستقرة وأن نرفض الدولة الأمنية الحاقدة والمتوترة ولن نتراجع عن المطالبة بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية انتصاراً لإرادة الشعب وحقه بمحاسبتهم... وحرصاً منا على ألا يستمروا في إعاقة التحقيق منعاً للوصول الى الحقيقة...
نعاهدك بأن نبقى اوفياء لأصدقائك في العالم... اصدقاء لبنان الذين جاؤوا من كل مكان من هذا العالم الكبير ليقدموا العزاء لشعب لبنان المصمم والقادر على بناء دولته وحمايتها وليس لتعزية الدولة العاجزة غير القادرة على حماية قادتها وشعبها... إننا لن ننسى لأصدقائك وأصدقاء لبنان وقفتهم الكبيرة واعترافهم بشعبك وبمناعته وقدرته على صيانة وحدته وسلمه الأهلي ومتابعة مسيرة نهوضه وتقدمه... وإننا ندعوهم اليوم كي يكونوا معنا في مواجهة تحدياتنا وحماية شعبنا وأرضنا واقتصادنا وألا يتركوا شعب لبنان فريسة لمسؤولية الذين يهددون الشعب بلقمة عيشهم وبخراب بلدهم ويدافعون عن الجناة والمقصرين ويحولون دون كشف حقيقة اولئلك الجناة والمقصرين ومحاكمتهم..
يا شهيد المحبة...
نعاهدك نحن الذين احببتهم... وتنعمنا بقربك... وبرعايتك... وحنانك... ودفئك وأبوتك، بأننا سنحب كل الذين احببتهم ولم تعرفهم، والذين احبوك وآمنوا بك وبرؤيتك وسلموا امرهم لقيادتك، والذين تجاوزوا خوفهم وقلقهم وساروا خلفك، وآمنوا بقيادتك وبالمستقبل الآمن الذي وعدتهم به, وعملت من اجله، ان محبتك لنا والتي كانت بالأمس ميزة... اصبحت اليوم مسؤولية كبيرة نعاهدك بأن نحفظهم ونرعاهم ونحقق احلامهم وأحلام اطفالهم، وأن شباب لبنان الذي لم ينم منذ استشهادك... شباب لبنان الذي آمنت به واعتبرته صانع المستقبل وأنت الذي قلت ان مستقبل لبنان هو: الاستثمار في الإنسان, لبنان المستقبل لن يستكين ولن ينام ولن يخاف حتى جلاء الحقيقة، كل الحقيقة، من اجل لبنان، كل لبنان...
نعاهدك ان نواصل مسيرتك من حيث انتهت، من على درج البرلمان في 14 شباط يوم اتيت هازئاً بالمخاطر والتهديدات لتصون ديموقراطية لبنان وتناقش قانون انتخابه، مؤمناً بأن ارادة الشعب اللبناني فوق كل التقسيمات الانتخابية والدوائر الكيدية بأن هذا الشعب العريق في ديموقراطيته والمتمسك بسيادته وحريته سيعطي درساً جديداً للعابثين بقوانينه وحقوقه وهو كما اعطاهم درساً في انتخابات العام 2000 فإننا نعاهدك بمواصلة المسيرة في بيروت وفي كل لبنان... وأننا لن نرضى بتأجيل الاستحقاق الانتخابي احتراماً لإرادة الشعب اللبناني باختيار ممثليه وبناء مستقبله... كما اننا جادون في إقرار قانون انتخاب يعبر عن تطلعات اللبنانيين نحو المستقبل وساعون الى تنفيذه بما لا يخالف حقيقة ارادة اللبنانيين...
يا شهيد إعادة البناء والتحرير...
نعاهدك ان نحافظ على اسطورة شعب لبنان العظيم بإعادة بناء دولته وتحرير ارضه مساراً واحداً حيث كان اللبنانيون يبنون ويقاومون... يزيلون الاحتلال ويصنعون المستقبل، يطردون الأعداء، ويفتحون الأبواب للأخوة والأصدقاء، فعلت هاماتهم امام كل شعوب العالم، ونالوا احترام العالم وتقديره وصنعوا اسطورة قيامة لبنان بإعادة بنائه وتحريره في آن، نعاهدك ألا نفرّط بهذه المسيرة العظيمة... وأن اجتماع اللبنانيين حول استشهادك من كل الطوائف والمناطق هو صفحة تضاف الى هذه المسيرة العظيمة... ووفاء لتضحياتك ولتضحيات الأبطال المقاومين... فإننا لن نضحي بأبطال التحرير، المقاومين، ولا بصمود اهلنا، ولا مقاومة اهلنا بصمودهم تحت القهر والاحتلال في الجنوب والبقاع الغربي، وإننا نتمسك بهذا الإنجاز الكبير الذي شرّف اللبنانيين جميعاً واحتضنوه وتوحدوا حوله ومنعوا استهدافه وشرّعت حق اللبنانيين بمقاومة المحتل واسترداد سيادتنا على ارضنا، ان اسرتك، وتيارك، ومحبيك، وأهلك في صيدا، كل صيدا، عاصمة الجنوب، عاصمة المقاومة والتحرير، وكل اللبنانيين معهم، سيحافظون على هذا التاريخ، وإننا هنا نمثل ايضاً دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله وكل المقاومين الوطنيين من احزاب وأفراد وأنهم معنا هنا، لأنهم في قلوبنا ووجداننا... وسطروا لتاريخنا صفحات مشرقة بيضاء، ستعتز بها اجيالنا القادمة، وإننا مصرون على ان نبني معهم مستقبل لبنان العظيم وأن لبنان المقاومتين: مقاومة الاحتلال، ومقاومة اعداء البناء والنهوض وقيام الدولة الحديثة الآمنة التي تؤمن للبنان دوراً رائداً في محيطه والعالم... ان اللبنانيين الذين انتصروا في كلا المعركتين على الاحتلال وعلى الدمار وعلى اعداء لبنان هم اكبر من ان يفرطوا في انتصاراتهم وقد اصبحوا نموذجاً للشعوب التي تأخذ حقوقها بيدها وتبني مستقبلها... ان كل شعب لبنان البطل هو كما كنت دائماً تقول آخر من يوقع معاهدة سلام.
يا شهيد اسرتك الصغيرة وحبيبها، ان رفيقة دربك وحبيبة القلب السيدة نازك رفيق الحريري وأبناءك بهاء وسعد وأيمن وفهد وهند وجمانة وعُدي وأحفادك يعاهدونك انهم لن يتنازلوا عن الحقيقة من اجل لبنان ومعرفة الجناة ومحاكمتهم... وإعادة البسمة والأمل الى كل اللبنانيين على حد سواء... وأنهم سيتابعون الطريق التي رسمت ويحققون الأهداف التي حددت، ولن يهونوا ولن يتهاونوا وسيكونون امام شعب لبنان من اجل نهوضه واستقراره حتى تعود الفرحة الى قلوب الجميع ليبلغوا حقهم حينذاك كي يحزنوا عليك ويبكوك كما تستحق البكاء... وإنني باسمهم أدعو الجميع ليرفعوا ايديهم لنعاهدك ايها الرئيس الشهيد على الولاء للوطن الواحد، الحر، السيد، المستقل، ونعاهدك ان نبقى اوفياء لبيروت، مدينة الحرية والوفاء، وعاصمة لكل اللبنانيين وكل لبنان.
عاش رفيق الحريري فينا، عاشت رؤيته، عاشت بيروت، عاش ولاؤكم، عاش وفاؤكم، عاشت وحدتكم وعاش لبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.