أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    محافظ أبو عريش‬⁩ يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثالثة للعام ١٤٤٦ه    وزير المالية: نمو الناتج المحلي 64% و«غير النفطية» تقفز 154%    بلاك هات تنطلق في ملهم بمشاركة 59 رئيس قطاع أمن السيبراني    إسرائيل تقصف وسط بيروت لأول مرة    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة خطية من أمير دولة الكويت    رئيس «اتزان»: 16 جهة مشاركة في ملتقى "التنشئة التربوية بين الواقع والمأمول" في جازان    وزير الشؤون الإسلامية: ميزانية المملكة تعكس حجم نجاحات الإصلاحات الإقتصادية التي نفذتها القيادة الرشيدة    زيارة رسمية لتعزيز التعاون بين رئاسة الإفتاء وتعليم منطقة عسير    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة    نائب وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة ال 21    الخريف يبحث تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين مع تونس وطاجيكستان    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    العراق يشهد اجتماعًا ثلاثيًا حول أهمية الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق البترول العالمية    يايسله يطلب تعاقدات شتوية في الأهلي    موعد مباراة النصر القادمة بعد الفوز على الغرافة    تنفيذ 248 زيارة ميدانية على المباني تحت الإنشاء بالظهران    أمانة الشرقية : تطرح فرصة استثمارية لإنشاء مركز صحي لعلاج حالات التوحد والرعاية الفائقة    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة يحصد 4 جوائز للتميز في الارتقاء بتجربة المريض من مؤتمر تجربة المريض وورشة عمل مجلس الضمان الصحي    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    سجن سعد الصغير 3 سنوات    حرفية سعودية    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    ألوان الطيف    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    866 % نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    القتال على عدة جبهات    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاهدت الرئيس الشهيد على التزام مسيرته وأكدت التمسك بالمقاومة . بهية الحريري : لجنة وطنية لتطبيق الطائف ولن نقول وداعاً لسورية ولن نرضى الا بتحقيق دولي ... والاحرار لن يرهبهم الأرذال والمجرمون
نشر في الحياة يوم 15 - 03 - 2005

عاهدت النائب بهية الحريري، في المهرجان الحاشد في ساحة الشهداء أمس، شقيقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري على الوفاء لمسيرته. وأطلقت مجموعة مواقف باتجاه الداخل والخارج. وفي خطاب مؤثر لم تستطع في نهايته الاستمرار في كبت عواطفها فبكت وأبكت، طالبت بالحقيقة وأصرت عليها"ولن يكون ذلك الا بلجنة تحقيق دولية". ودعت المسؤولين الى ان يرحموا المسؤولية"التي أنيطت بكم من عبئكم عليها". وقالت:"ان اللبنانيين الاحرار لن يرهبهم الأرذال والمجرمون". وأكدت الحريري عدم التنازل عن أي حرف في اتفاق الطائف معلنة عن تشكيل لجنة متابعة تمثل جميع اللبنانيين قريباً لتطبيقه.
وفي لفتة تجاه سورية قالت: :لن نقول وداعاً أو شكراً بل الى اللقاء لأن الاشقاء لا يتباعدون ولا يتحاسبون... بل يكبرون معاً وينهضون ويتساعدون...". وقالت:"لن نضحي بأبطال التحرير والمقاومين ولا بصمود أهلنا ولا مقاومة أهلنا... ونحن هنا نمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري والسيد حسن نصرالله وكل المقاومين من أفراد وأحزاب وهم هنا معنا لأنهم في قلبنا ووجداننا". وفي ما ياتي نص الكلمة:
سيدي وقائدي...
ايها الرئيس الشهيد... يا رئيس الشهداء...
ايها اللبنانيون المعتصمون هنا من كل انحاء لبنان...
ايها اللبنانيون المنتشرون في كل لبنان وفي دنيا الانتشار... نلتقي اليوم في ساحة الشهداء... ساحة الحرية في قلب حلم رفيق الحريري... في قلب بيروت... بيروت التلاقي والحوار... بيروت التسامح والعطاء... بيروت الوحدة الوطنية... بيروت الرسالة... بيروت المنارة...
ايها الأب الشهيد...
هذا شعب لبنان العظيم... ها هم اللبنانيون الذين احببتهم وأحبوك... اللبنانيون الذين آمنت بهم وآمنوا بك... جاؤوا الى هنا يعلنون الولاء للبنان الواحد... السيد... الحر... المستقل... لبنان العدالة والمساواة... لبنان الكرامة والعنفوان... لبنان المستقبل الذي عملت على الإعداد لبنائه... ووفاء لدمائك الذكية التي عمّدت وحدتهم... وشدّت عزيمتهم... جئنا مسلحين بإيمانك وعزيمتك وإرادتك... جئنا نتظلل بهامتك العالية... ونسترشد بمنارة روحك الطاهرة طريق الأمل والمستقبل... جئنا نقف حولك اليوم لنكمل المشهد الوطني العظيم... ولتطمئن روحك الطاهرة بأن كل اللبنانيين اليوم يرفعون علماً واحداً... علم لبنان العظيم... جئنا نعاهدك بأننا لن نسمح لأحد ان يعبث بوحدتنا وإرادتنا بالمضي في مسيرة المستقبل التي رسمت لنا... وبأننا جميعاً سنقاتل من اجل لبنان السيد... الحر... المستقل... ولن نتقاتل عليه... وليكون لبنان كما اردته للجميع... وفوق الجميع... وطناً للحياة...
ان الذين يخافون على اللبنانيين من الانقسام نقول لهم... ان منع الانقسام لا يكون بالخوف والانكفاء... بل بالسير نحو الأمام... نحو التلاقي... نحو الحقيقة... نحو المستقبل... وان المسؤولية تقتضي ان يكون العقلاء في مقدمة الناس وليس فوقهم... ولهذا فإنني اناشدهم ان يرفعوا الصوت عالياً في وجه من يسعى الى الفتنة ومن ينظر لها... وخصوصاً من المسؤولين الذين تحولوا الى مراسلين اجانب يتحدثون عن خلافاتنا وانقسامنا وهشاشة وحدتنا واقتتالنا في ما بيننا... اننا نقول لهؤلاء ارحموا المسؤولية التي انيطت بكم من عبئكم عليها... وأن الشعب اللبناني بكل اطيافه وفي كل مناطقه وكذلك قياداته الواعية والتي صنعت جميعاً معجزة الوحدة والبناء والتحرير ستسقط ادعاءاتكم وأوهامكم... وإن دعوة الأحرار للانكفاء والاختباء في بيوتهم لترك الساحات لأصحاب الرذالات والسوابق... فإننا نقول لهم ان اللبنانيين الأحرار لن يرهبهم الأرذال المجرمون ولن تقع على اللبنانيين خدعة انكفائهم كما حصل في العام 1975 تاركين وطنهم للعابثين... فإن اللبنانيين الذين يعتصمون هنا حول ضريح الرئيس الشهيد في ساحة الحرية... وكذلك الذين اعتصموا في ساحة رياض الصلح... والذين يعبّرون عن حزنهم وكذلك عن سخطهم ورفضهم للاستخفاف والاستلشاق بمصير الوطن والمواطن... وحدهم هم اصحاب الحق بالحرية في وطنهم والعيش بأمان... يرفعون علم لبنان الحبيب... ويريدون الحقيقة من اجل لبنانهم... ولبنان ابنائهم... وأن وحدتهم الوطنية اصبحت بنياناً متراصاً معمّداً بدماء الشهيد رفيق الحريري..
يا شهيد الصداقة والوفاء...
اننا نعاهدك ان نبقى اوفياء على اصدقائك وحلفائك... وأن نحافظ على عهودك ومواثيقك... وسنبقى مع كل الذين وقفوا الى جانبنا... يشاركوننا في نضالنا من اجل الحقيقة... اننا نعاهدك بألا نتخلى عن كل من وقف معنا... من قوى المعارضة جميعها من دون استثناء... فهم اصدقاء وحلفاء... وانني اضع يدي في يد كل واحد منهم... فرداً فرداً... لنتعاهد بأننا سنمضي معهم في ما توافقنا عليه... وإن جلاء الحقيقة... حقيقة الذين ارادوا اغتيال لبنان باغتيالك... فإننا لن نرضى إلا بلجنة تحقيق دولية سبيلنا الى الحقيقة... وإننا سنبني وإياهم وكل اللبناينين شركاؤنا في الوطن والمسؤولية... سنبني لبنان الآمن والمستقر والمزدهر... ونسير معاً للم الشمل وتعميق الوحدة ومنع الفتنة مهما غلت التضحيات.
يا شهيد الفقراء الذين كنت منهم ولهم... ورأوا فيك رايتهم مؤكدين من خلالك على حقهم بالطموح والأمل... حقهم في العلم والمعرفة والقيادة... كنت رائد مقاومتهم وكفاحهم من اجل غدهم وبأن الإنسان يجب ان يكون اكبر من ظروفه وألا يرضى بما يفرض عليه... وأن يسير على طريق الأمل مسلحاً بالعزيمة والثقة والتحدي... وبأن الله اعطاهم كما اعطى غيرهم... نعاهدكم ان نبقى منهم ومعهم... نحثهم على العلم والمعرفة والطموح والتقدم والعمل والإنتاج ليأخذ كل منهم حقه... ولا يزال صوتك مدوياً في مسامعنا وأنت تكرر دائماً... متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً...
يا شهيد الطائف والوفاق الوطني... هذا الوفاق الذي سعيت إليه منذ بدايتك متجاوزاً حواجز النار والقتل والدمار... حدود الطوائف والقبائل... داعياً الى الحوار والتلاقي... تجمع فتات حلمك الكبير من كل نبرة خير في صوت أي لبناني... وجمعتها جميعاً جاعلاً منها وثيقة فرحنا وخلاصنا ونهضتنا... ان هذا الاتفاق الذي يُجمع عليه اللبنانيون اليوم... نعاهدك بأننا لن نتنازل عن أي حرف فيه... وسنعيد الاعتبار والقداسة الى بنوده التي استبيحت وخُرقت... نعاهدك اننا خلال الأيام القادمة سنعلن عن لجنة متابعة وطنية لتطبيق اتفاق الطائف تمثل جميع اللبنانيين لتتحول هذه الوثيقة مجدداً من شعار نرفعه في المناسبات الى حقيقة واقعة... وإننا لن نعود الى نقطة الصفر التي يراد لنا ان نعود إليها... فإن الحوار قد تم... وأن وثيقة الوفاق الوطني... الطائف... اصبحت دستوراً... وإن عملنا الآن هو البحث في كيفية تنفيذ ما اتفقنا عليه وليس البحث عن اتفاق جديد... لم تكن ايها الرئيس الشهيد من ضمن الموقعين على هذا الاتفاق... بل كنت من معديه... وحاضنيه مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين... اما الآن وبعد ان وقعته بدمائك الزكية وشهادتك... فإننا لن نتنازل عن تطبيقه مهما كانت التحديات...
يا شهيد العرب والعروبة...
نعاهدك بأن نبقى اوفياء لعروبتنا ولكل قضايا العرب التي آمنت بها وعملت من اجلها وفي مقدمتها قضية العرب الأولى... قضية شعب فلسطين التي نشأت على النضال من اجلها وحملتها في قلبك وعقلك وضميرك... ان هذا الشعب العظيم الذي يناضل جيلاً بعد جيل ما زال متسمكاً بتراب وطنه وحقه بالعودة وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف... ان هذا الشعب الشقيق الذي امتزجت دماؤنا بدمائه سنبقى معه وإلى جانبه حتى انتصاره وتحقيق إرادته... وسيبقى اللبنانيون متوافقين على حق اشقائهم بالعودة الى وطنهم الغالي وأرضهم المقدسة لأنهم اكثر شعوب الأرض استحقاقاً لوطنهم الذين ضحوا من اجله على مدى ما يزيد عن الخمسين عاماً ولا يزالون يضحون من اجله حتى الآن... وسنكون اوفياء لعروبتنا الحقة بتحديث مجتمعاتنا وبناء حاضرنا الآمن والمستقر... وسنسعى لتحقيق توافقنا ودعم مؤسسات العمل العربي المشترك وتحديثها وتطويرها وتفعيلها لتلبي طموحات شعوبنا العربية... وأن نحترم خصوصيات بعضنا وأن تبقى بيروت مدينة العرب والعروبة... مدينة تلاقيهم وحوارهم وحريتهم... وبأننا سنسير قدماً في بناء لبنانك العربي الذي اردته وجهاً مشرقاً لعالم عربي حديث... وسنبقى اوفياء لأشقائنا العرب الذين وقفوا الى جانبنا من المحيط الى الخليج... وأننا ندعو العرب جميعاً لكي يقفوا مع لبنان الآن في محنته لينهض من فجيعة اغتيالك التي استهدفت حلم اللبنانيين بوطن آمن مستقر مزدهر... وسنبقى يا رئيس الشهداء رمزاً للوفاء... ومن مثلك كان وفياً للأخوة والأشقاء وأنت الذي تجرّعت مرارة التضحية بإرادتك وقناعتك وسرت في عملية التمديد وفاء للأشقاء منعاً لانكسارهم في لبنان... لن نقول وداعاً سورية... أو شكراً سورية... بل الى اللقاء مع الشقيقة سورية... لأن الأشقاء لا يتباعدون... ولا يتحاسبون... بل الأشقاء يكبرون معاً وينهضون ويتساعدون ويستقلون ويصنعون غدهم على افضل ما يكون... وسنكون الى جانب سورية كما كنت دائماً الى جانبها... وسنقف معها حتى تحرير ارضها واستعادة سيادتها على الجولان المحتل... وأن الأخوة السوريين يعرفون بأن العرفان بالجميل من شيم الأبرار وبأن اللبنانيين جميعاً هم احرار مستقلون وهم الآن... في اشد آلامهم وأحزانهم ومأساتهم... لا يتنكرون ولا يغدرون...
يا شهيد الوطن والدولة العادلة...
نعاهدك بأن نكمل المسيرة لتحقيق حلمك بإقامة الدولة العادلة التي تكون فيها الدولة في خدمة الوطن والمواطن... وأن نرفض ان يكون الوطن والمواطن في خدمة الدولة... ونردد معك ما كنت تقوله... بأن الشعوب هي التي تصنع الدول وتحركها وتطورها لتواكب ضروراتها... وإننا لن نضحي بالوطن والمواطن من اجل حماية حفنة من الموظفين الذين يتقاضون اجورهم من الشعب ومن خيرات الوطن... وسنبقى نعمل من اجل إقامة الدولة الآمنة المستقرة وأن نرفض الدولة الأمنية الحاقدة والمتوترة ولن نتراجع عن المطالبة بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية انتصاراً لإرادة الشعب وحقه بمحاسبتهم... وحرصاً منا على ألا يستمروا في إعاقة التحقيق منعاً للوصول الى الحقيقة...
نعاهدك بأن نبقى اوفياء لأصدقائك في العالم... اصدقاء لبنان الذين جاؤوا من كل مكان من هذا العالم الكبير ليقدموا العزاء لشعب لبنان المصمم والقادر على بناء دولته وحمايتها وليس لتعزية الدولة العاجزة غير القادرة على حماية قادتها وشعبها... إننا لن ننسى لأصدقائك وأصدقاء لبنان وقفتهم الكبيرة واعترافهم بشعبك وبمناعته وقدرته على صيانة وحدته وسلمه الأهلي ومتابعة مسيرة نهوضه وتقدمه... وإننا ندعوهم اليوم كي يكونوا معنا في مواجهة تحدياتنا وحماية شعبنا وأرضنا واقتصادنا وألا يتركوا شعب لبنان فريسة لمسؤولية الذين يهددون الشعب بلقمة عيشهم وبخراب بلدهم ويدافعون عن الجناة والمقصرين ويحولون دون كشف حقيقة اولئلك الجناة والمقصرين ومحاكمتهم..
يا شهيد المحبة...
نعاهدك نحن الذين احببتهم... وتنعمنا بقربك... وبرعايتك... وحنانك... ودفئك وأبوتك، بأننا سنحب كل الذين احببتهم ولم تعرفهم، والذين احبوك وآمنوا بك وبرؤيتك وسلموا امرهم لقيادتك، والذين تجاوزوا خوفهم وقلقهم وساروا خلفك، وآمنوا بقيادتك وبالمستقبل الآمن الذي وعدتهم به, وعملت من اجله، ان محبتك لنا والتي كانت بالأمس ميزة... اصبحت اليوم مسؤولية كبيرة نعاهدك بأن نحفظهم ونرعاهم ونحقق احلامهم وأحلام اطفالهم، وأن شباب لبنان الذي لم ينم منذ استشهادك... شباب لبنان الذي آمنت به واعتبرته صانع المستقبل وأنت الذي قلت ان مستقبل لبنان هو: الاستثمار في الإنسان, لبنان المستقبل لن يستكين ولن ينام ولن يخاف حتى جلاء الحقيقة، كل الحقيقة، من اجل لبنان، كل لبنان...
نعاهدك ان نواصل مسيرتك من حيث انتهت، من على درج البرلمان في 14 شباط يوم اتيت هازئاً بالمخاطر والتهديدات لتصون ديموقراطية لبنان وتناقش قانون انتخابه، مؤمناً بأن ارادة الشعب اللبناني فوق كل التقسيمات الانتخابية والدوائر الكيدية بأن هذا الشعب العريق في ديموقراطيته والمتمسك بسيادته وحريته سيعطي درساً جديداً للعابثين بقوانينه وحقوقه وهو كما اعطاهم درساً في انتخابات العام 2000 فإننا نعاهدك بمواصلة المسيرة في بيروت وفي كل لبنان... وأننا لن نرضى بتأجيل الاستحقاق الانتخابي احتراماً لإرادة الشعب اللبناني باختيار ممثليه وبناء مستقبله... كما اننا جادون في إقرار قانون انتخاب يعبر عن تطلعات اللبنانيين نحو المستقبل وساعون الى تنفيذه بما لا يخالف حقيقة ارادة اللبنانيين...
يا شهيد إعادة البناء والتحرير...
نعاهدك ان نحافظ على اسطورة شعب لبنان العظيم بإعادة بناء دولته وتحرير ارضه مساراً واحداً حيث كان اللبنانيون يبنون ويقاومون... يزيلون الاحتلال ويصنعون المستقبل، يطردون الأعداء، ويفتحون الأبواب للأخوة والأصدقاء، فعلت هاماتهم امام كل شعوب العالم، ونالوا احترام العالم وتقديره وصنعوا اسطورة قيامة لبنان بإعادة بنائه وتحريره في آن، نعاهدك ألا نفرّط بهذه المسيرة العظيمة... وأن اجتماع اللبنانيين حول استشهادك من كل الطوائف والمناطق هو صفحة تضاف الى هذه المسيرة العظيمة... ووفاء لتضحياتك ولتضحيات الأبطال المقاومين... فإننا لن نضحي بأبطال التحرير، المقاومين، ولا بصمود اهلنا، ولا مقاومة اهلنا بصمودهم تحت القهر والاحتلال في الجنوب والبقاع الغربي، وإننا نتمسك بهذا الإنجاز الكبير الذي شرّف اللبنانيين جميعاً واحتضنوه وتوحدوا حوله ومنعوا استهدافه وشرّعت حق اللبنانيين بمقاومة المحتل واسترداد سيادتنا على ارضنا، ان اسرتك، وتيارك، ومحبيك، وأهلك في صيدا، كل صيدا، عاصمة الجنوب، عاصمة المقاومة والتحرير، وكل اللبنانيين معهم، سيحافظون على هذا التاريخ، وإننا هنا نمثل ايضاً دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله وكل المقاومين الوطنيين من احزاب وأفراد وأنهم معنا هنا، لأنهم في قلوبنا ووجداننا... وسطروا لتاريخنا صفحات مشرقة بيضاء، ستعتز بها اجيالنا القادمة، وإننا مصرون على ان نبني معهم مستقبل لبنان العظيم وأن لبنان المقاومتين: مقاومة الاحتلال، ومقاومة اعداء البناء والنهوض وقيام الدولة الحديثة الآمنة التي تؤمن للبنان دوراً رائداً في محيطه والعالم... ان اللبنانيين الذين انتصروا في كلا المعركتين على الاحتلال وعلى الدمار وعلى اعداء لبنان هم اكبر من ان يفرطوا في انتصاراتهم وقد اصبحوا نموذجاً للشعوب التي تأخذ حقوقها بيدها وتبني مستقبلها... ان كل شعب لبنان البطل هو كما كنت دائماً تقول آخر من يوقع معاهدة سلام.
يا شهيد اسرتك الصغيرة وحبيبها، ان رفيقة دربك وحبيبة القلب السيدة نازك رفيق الحريري وأبناءك بهاء وسعد وأيمن وفهد وهند وجمانة وعُدي وأحفادك يعاهدونك انهم لن يتنازلوا عن الحقيقة من اجل لبنان ومعرفة الجناة ومحاكمتهم... وإعادة البسمة والأمل الى كل اللبنانيين على حد سواء... وأنهم سيتابعون الطريق التي رسمت ويحققون الأهداف التي حددت، ولن يهونوا ولن يتهاونوا وسيكونون امام شعب لبنان من اجل نهوضه واستقراره حتى تعود الفرحة الى قلوب الجميع ليبلغوا حقهم حينذاك كي يحزنوا عليك ويبكوك كما تستحق البكاء... وإنني باسمهم أدعو الجميع ليرفعوا ايديهم لنعاهدك ايها الرئيس الشهيد على الولاء للوطن الواحد، الحر، السيد، المستقل، ونعاهدك ان نبقى اوفياء لبيروت، مدينة الحرية والوفاء، وعاصمة لكل اللبنانيين وكل لبنان.
عاش رفيق الحريري فينا، عاشت رؤيته، عاشت بيروت، عاش ولاؤكم، عاش وفاؤكم، عاشت وحدتكم وعاش لبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.