احتشد امس في ساحة حسن كامل الصباح في النبطية، بدعوة من الأحزاب والقوى الموالية اكثر من 150 ألف شخص قدرت مصادر في حركة"امل"و"حزب الله"العدد بنحو 250 ألفاً، هتفوا ضد التدخل الأميركي ? الفرنسي في شؤون لبنان الداخلية، وأكدوا الوفاء لسورية للدور الذي لعبته في إعادة توحيد البلد وفي دعم المقاومة لتحرير الجنوب ورفعوا لافتات تدعو الى الحوار بين اللبنانيين وصوراً للسيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس نبيه بري والوزير سليمان فرنجية. وافتتح التجمع الحاشد الذي اشرفت على تنظيمه حركة"امل"و"حزب الله"بالوقوف دقيقة صمت حداداً على الرئيس رفيق الحريري الذي رفعت صورته على مقربة من المنصة التي خصصت للخطباء ومن ثم بالنشيد الوطني اللبناني. وكان لافتاً تقيد الحشود برفع الأعلام اللبنانية باستثناء قلة رفعت اعلام"امل"و"حزب الله"، اضافة الى امتناعهم عن اطلاق الهتافات ضد المعارضة ما عدا تلك التي رددوها من حين لآخر ضد الزميل جبران تويني الذي كان له نصيبه ايضاً من اللافتات التي رفعت في مكان المهرجان وفي شوارع اخرى في النبطية، وكذلك ضد النائب وليد جنبلاط. وأجمع الخطباء على ضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري، ومعاقبة من تثبت علاقته او ضلوعه فيها، وبالتالي رفضهم القرار الرقم 1559 الذي يستهدف المقاومة وسلاحها وإصرارهم على تطبيق الطائف كأساس لبناء مشروع الدولة محذرين من الوقوع في الفراغ الدستوري. ولعل كلمتي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة حزب الله محمد رعد، والنائب في حركة"امل"علي حسن خليل كانتا الأبزر وقد غمزا من قناة بعض المعارضة التي"ما زالت تراهن على التدخل الخارجي وتعد العدة للانقلاب على الطائف لمصحلة مشروع الشرق الأوسط الجديد في المنطقة". وقال رعد في كلمته"جئتم اليوم الى مدينة المقاومة والشهداء في النبطية لتؤكدوا رفضكم التدخل الأجنبي في لبنان وخصوصاً الأميركي ? الفرنسي السافر، والتوطين ولتؤكدوا حق العودة للشعب الفلسطيني الى دياره". وأضاف:"جئتم لتطالبوا بكشف الحقيقة الكاملة بكل تفاصيلها, حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولتؤكدوا رفضكم القرار 1559 الذي هو قرار فتنة وتقسيم للبنان وقرار فك الارتباط والعلاقات بين سورية ولبنان بتحويله الى محمية اسرائيلية وحجز موقع للبنان في الخريطة السياسية الجديدة التي تريدها اميركا لمنطقة الشرق الأوسط الجديد". وأكد رعد ان اللبنانيين جاؤوا ليعلنوا ان كل خلافاتهم يجب ان تعالج بالحوار على طاولة واحدة تجمع كل الفرقاء تحت سقف الطائف لتنهض بلبنان السيد الحر المستقل العربي الهوية والانتماء. وأشاد بوقوف سورية الى جانب لبنان طوال ايام المحنة وايام الاحتلال الاسرائيلي والدور الذي لعبته المقاومة بدعم مباشر منها لتحرير الأرض وقال:"اذا كانت السيادة تعني بسط السلطة على كامل الأرض فإن من ينتهك هذه السيادة اليوم هو من يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونقاطاً اخرى لا يزال الاختلاف حولها داخل الخط الازرق". وتوجه الى الحشود قائلاً:"انكم هنا لأنكم تريدون حماية خيار المقاومة ومشروع الدولة ومعرفة من قتل الرئيس الشهيد، لذلك تحرصون على الحوار وترفضون إلغاء الآخر او الاستخفاف بالآخر، وتريدون ان تحل الخلافات بين اللبنانيين، جئتم لتقولوا ان اللبنانيين الذين توافقوا على الطائف لن يقبلوا ان يكون ال1559 بديلاً منه. وأضاف:"انتم تعرفون ماذا تريدون لكن بالله عليكم قولوا لنا ماذا يريد اولئك الذين يرفضون الحوار ومشروع الدولة ويعطلون التحقيق في الجريمة ويشككون فيه ويحاولون تعطيل الانتخابات النيابية وقانونها. ان هؤلاء يعتقدون انه سيكون لهم دور اذا سقط مشروع الدولة ظناً منهم ان اسرائيل وأميركا ستقرران مصير لبنان". ورأى رعد ان لا حل للأزمة"التي نواجهها إلا بالحكمة والتعقل لذلك نأمل من الجميع الترفع عن مصالحهم الخاصة والانتخابية لنكون في مستوى ما يريده بلدنا. إننا نريد حواراً جدياً غير مشروط لا في المضمون ولا في المكان من اجل الوصول الى القواسم المشتركة التي تحقق عزة لبنان وكرامته". وتحدث النائب علي حسن خليل فقال:"انكم هنا لتؤكدوا رفضكم اختراق جدار الوحدة الوطنية الذي جسدته مسيرة الثلثاء الماضي"، مؤكداً:"لن نسكت بعد اليوم على الذين يصنفونكم، فأنتم اسود هذه الأمة ولستم اغنامها. وأنتم حراس وحدة الوطن". وأضاف:"ان استفزازات البعض لن تجرنا الى موقف اولئك الذين يحاولون التطاول على مواقف الكبار، ونحن نأمل ان نتكامل مع تحركات الغد اليوم التي تنظمها المعارضة تحت عنوان كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأن حناجرنا يجب ان تلتقي مع كل الحناجر التي تصرخ من اجل كشف الحقيقة، لأن اكتشافها هو لمصلحة لبنان ووحدته وقوته وقوة سورية". وتابع:"اننا مع الصوت الذي سينطلق غداً اليوم من امام ساحة الشهداء مطالباً بكشف الحقيقة، لا مع صوت البعض الذي يحاول ان يؤسس على عمق هذه الجريمة لمواقف لا تخدم مصلحة لبنان". وغمز من قناة رئيس الجمهورية الأسبق امين الجميل وقال:"ان البعض يحاول ان يطرح مشروعه السياسي بصوغ الاتفاقات مع العدو على انها كانت لمصلحة لبنان وأن اتفاق 17 ايار مايو كان اتفاقاً لتحرير الأرض. إننا نقول لهؤلاء ان دماء الشهداء هي التي حررت الأرض". وإذ شدد خليل على العلاقة بين الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله قال ان المقاومة محصنة بمشروع وحدة وطنية"ولن نسمح لأحد ان ينتزع من لبنان ورقة القوة فيه بانتهاك سيادته وضرب مقاومته بذريعة تطبيق القرار 1559 الذي هو مشروع فتنة داخلية". وحيا الموقف التاريخي للرئيس حافظ الأسد وقال:"ها نحن نجدد الموقف الآن ونقول اننا مع الرئيس بشار الأسد وأن العلاقة بين البلدين لا يقررها الوجود العسكري لأننا نعيش في تحد كبير على مستوى ساحتنا". وتوجه خليل الى المعارضة قائلاً:"ان اجتماعنا الوحدوي يجب ان يكون عنوان وحدة لكل اللبنانيين الذين يعارضوننا او يلتقون معنا. لقد طرحنا الكثير من المبادرات في لقاء عين التينة، لكنهم حاولوا تحييدنا تارة من اجل ايجاد شرخ بين الحزب والحركة وتارة بينهما وبين القوى الأخرى". مشيراً الى"اننا امام فرصة حقيقية للحوار مع تشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس عمر كرامي الذي يتحمل المسؤولية في هذا الظرف"، مؤكداً:"نحن مع الحوار لكن ليس من اجل الانقلاب على مشروع الدولة لمصحلة الذين يراهنون على الخارج". وتطرق الى من سماهم بالانقلابيين في اشارة الى بعض المعارضة الذين يتناغمون مع بعض قادة العالم في طرح الديموقراطية والسيادة من وجهة نظر الإدارة الأميركية بدلاً من ان يحملوا شعار المقاومة فإذا بهم يتناغمون مع إدراج اسم"حزب الله"على لائحة الإرهاب. وتساءل أي سيادة يتحدثون عنها طالما انهم يمارسون هذا الدور الانقلابي. وتحدث ايضاً الشيخ رواد عماش باسم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وبسام حمود باسم الجماعة الإسلامية وقاسم صالح باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي وعصمت العريضي باسم الحزب الديموقراطي اللبناني والنائب قاسم هاشم باسم حزب البعث فأكدوا رفض القرار 1559 وتمسكهم بالمقاومة وطالبوا بكشف قتلة الرئيس الحريري.