عندما فاز ركي ويليامز بكأس هايزمن وهي الجائزة التي تمنح للظهير الذي يحمل الكرة الأميركية لأكثر عدد من الياردات على مستوى الجامعات، حينها توقع الجميع أن يصنع ويليامز لنفسه مجداً فريداً في رياضة كرة القدم الأميركية، وعندما تقدم ويليامز بطلب الانضمام إلى الإن إف إل ودخول السحب الاختياري وهي الحفلة التي تقام بعد نهاية كل موسم لتختار الفرق المحترفة اللاعبين المتخرجين من الجامعات ويتم تحديد ترتيب الاختيارات للفرق بناء على أدائها في الموسم السابق، تحولت إلى مناسبة كبيرة وحظيت بمتابعة إعلامية وجماهيرية منقطعة النظير، وسعى فريق نيو أورلينز سيتس للحصول على ويليامز، وضحى بكل اختياراته وبعض لاعبيه ليصل للاختيار الخامس، وكانوا على علم بأن الفرق أصحاب الخيارات الثلاثة الأولى لن تختار وليامز لوجود كفاءات لديها في مركزه، ولكن فريق اندينا بلوس كولتس وهو صاحب الخيار الرابع يريد لاعباً في مركز ويليامز، ولم تفلح محاولات مدرب السينتس مايك ديتكا بالحصول على الاختيار الرابع، وظل الجميع يترقب على من سيقع اختيار مسؤولي أندينا بلوس وعلى عكس المتوقع وقع اختيارهم على أدريان جيمس وهو اللاعب الثاني من حيث الكفاءة على مستوى الجامعات بعد ويليامز، وعلى رغم الصمت والاستغراب كان شعور محبي الكولتس إلا أن أنصار السينتس لم ينفكوا عن الصراخ والفرح لأن ويليامز سيلعب لفريقهم. سجل ذهبي ولم يخيب الفتى الأسمر التوقعات وخلال موسمه الأول عام 1999 مع نيو أورلينز حمل الكرة لمسافة 884 ياردة وتحسن أداؤه في الموسم الثاني وحمل الكرة 1000 ياردة واتبع النهج ذاته في الموسم الذي يليه حاملاً الكرة 1245ياردة، وبعد ثلاثة مواسم ناجحة قام فريق ميامي دولفنز بإجراء أكبر مقايضة في تاريخ الإن إف إل منذ عام 1970 حيث استغنى عن الكثير من لاعبيه وقدم الكثير من التنازلات لمصلحة السينتس وأسهم بتسهيل العملية رغبة ويليامز الشخصية بعد أن استغنى السينتس عن خدمات مدربه دتكا الذي كان بمثابة الموجه لويليامز، وخلال موسمه الأول مع الدولفنز حمل ويليامز الكرة أكثر مما حملها أي لاعب من قبله في تاريخ اللعبة محققاً مسافة 1853 ياردة ومحطماً تسعة أرقام في تاريخ ميامي وفي موسه الثاني مع ميامي والخامس له في هذه الرياضة عدا ويليامز لمسافة 1372 ياردة على رغم الدعم القليل الذي وجده من فريقه، وفي ظل صعود ركي لسلم الشهرة وتحديداً قبل أسبوع من انطلاق المعسكر الاستعدادي لميامي لموسم 2004 قرر ويليامز "27 عاماً" الابتعاد عن حبه الأول وترك الرياضة على غير رجعة في قرار صعق الجميع ، وربط قرار اللاعب في بادئ الأمر بفشله في تجاوز اختبار الإدمان حيث أن نتيجة تحاليله كانت إيجابية فيما يتعلق باستعمال الماريجوانا وبما أنه الاختبار الثالث الذي يفشل ويليامز في تجاوزه فإن ذلك يحتم إعلان الأمر للإعلام بكل وسائله الأمر الذي لم يستطع ويليامز مواجهته وقرر الابتعاد عن اللعبة والاختفاء عن الأنظار. وبعد ستة أشهر من غياب أخبار ويليامز استطاع مايك ولاس مقدم برنامج 60 دقيقة الذي تبثه قناة ال إي بي سي الأميركية أن يجد ويليامز الذي كان الجميع ينتظر منه تفسيراً لخطوته الغريبة وظهر ركي ملتحياً وفي وضع يرثى له، لكنه أكد بأنه لم يكن أسعد من الآن وأن ثبوت استعماله الماريجوانا كان سبباً ثانوياً لاتخاذه قرار الترجل "في البداية خفت حتى الموت عندما علمت بأن تعاطي الماريجوانا سيذاع للعامة". قرار نهائي ولفت الظهير إلى أن توصله الى قراره كان وهو في رحلته إلى استراليا بعد موسم 2003 حينها عرف المعنى الأسمى للحياة "عشت حياة بسيطة في صغري وعندما احترفت بدأت الأموال تنهال علي واستلمت أول شيك في حياتي بقيمة 3.6 مليون دولار وفي هذا المجال يحدد لك أين تذهب وماذا تقول وما عليك أن ترتديه وأنا لم أستطع التأقلم مع هذه الحياة". وبعد أن أعلن ويليامز قرار تنحيه توجه إلى استراليا حيث عاش في خيمة في إحدى غاباتها الواسعة بكلفة يومية لا تتجاوز سبعة دولارات "كنت أستيقظ في الخامسة من صباح كل يوم وأشعل المصباح الضوئي وأبدأ بالقراءة فلقد أحضرت معي 30 كتاباً عن مختلف العلوم والديانات لم أستطع أن أحدد إلى أي منها أنتمي ولكني استفدت الكثير وهذا حالي طوال ستة أشهر". وكرس ويليامز أكثر أوقاته في تلقي علم ايرفيدا وهو علم علاج النفس باستخدام الطبيعة ومنشأه الهند والتحق ركي بجامعة ايرفيدا في مدينة ساكرامنتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية مسقط رأسه واستأجر منزلاً صغيراً فيه غرفة واحدة ومن دون تلفزيون وخط تليفون دولي. ولدى ويليامز ثلاث بنات من ثلاث أمهات مختلفات لم يتزوج أي منهن ولكنه يعولهن مادياً. وفي فترة نموه تولع بنجم الريغي الراحل الجاميكي بوب مارلي وأطلق اسم ماري على إحدى بناته، ويملك ويليامز 13 وشماً موزعة على أجزاء مختلفة من جسده الحديدي أحدهم يرمز لغلاف ألبوم غنائي للراحل مرالي يدعى "كيا"، كما أنه حمل شعره "الدريدلوكس" قبل أن يقصه في رحلته إلى استراليا. ورفض ويليامز أن يوجه اعتذاره إلى مسؤولي وجماهير ميامي لأنه لا يعرف سبباً يجعله يقوم بذلك حتى لو أنه رحل قبل بدء الموسم بفترة قصيرة "لا أعتقد أنه يجب علي الاعتذار ولست السبب الذي قاد ميامي لأسوأ موسم في تاريخه، إذا طلبوا مني الاعتذار لمجرد الاعتذار قد أفعل ولكني لا أرى سبباً لذلك، كل ما أريد هو الراحة وهذه لا يمكن أن تجدها في هذه الرياضة، فالقيود تحكمك وكل ما تفعله يحسب عليك، متى يريدوني أن أعتزل؟ عندما ينخلع كتفي! أو تتلف ركبتي! أو عندما أصاب بأكثر من ارتجاج! لقد قررت ما رأيته في مصلحتي وهو أن أملك حريتي". اقتناع تام واستبعد ريكي أن يتراجع عن قراره في حال حاجته للمال لكنه لم يؤكد ذلك لأنه حلم ذات يوم بارتداء شعار أوكلاند ريدرز "لا أعرف ما الذي ستقرره الأيام ولكني مقتنع بالقرار الذي اتخذته، وأنا استمتع بأوقاتي أكثر من أي وقت مضى وإن كنت اشتاق لاختراق الدفاعات من جديد وحمل الكرة للهدف وإطراب أكثر من 70 ألف متفرج كل أحد، كما اني تمنيت لو أني ارتديت شعار الريدرز ولكن حياتي الآن أفضل في حياتي الاحترافية"، ويطالب مسؤولو ميامي دولفنز ريكي ويليامز بدفع غرامة مقدارها 8.617 مليون دولار وهي عقوبة فسخ عقده مع الفريق حسب قانون ولايتي فلوريدا ولويزيانا، ولكن محامي ويليامز يرون أن ذلك مبالغ فيه حيث أن المبلغ يشكل 52 في المئة مما تقاضاه ويليامز خلال خمسة مواسم في دوري كرة القدم الأميركية.