اتفق وزراء خارجية البلدان الأحد عشر الأعضاء في"المنتدى المتوسطي"أمس، على مشروع مدونة سلوك ضد الارهاب سيعرضونها على قمة برشلونة المقرر عقدها في أسبانيا أواخر الشهر المقبل. وأنهى الوزراء أمس اجتماعات الدورة الثانية عشرة للمنتدى الذي يعتبر هيئة غير رسمية، بمشاركة وفود كل من المغرب والجزائر وتونس ومصر وتركيا واليونان ومالطا وايطاليا وفرنساواسبانيا والبرتغال. لكن وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس الذي تسلم رئاسة المنتدى من تونس أكد أن مكافحة الارهاب ستتم في اطار دولة القانون والمحافطة على حقوق الانسان. وأفيد أن تونس والجزائر قدمتا مذكرة محورها تعزيز الجهود الاقليمية لمكافحة"الارهاب"، واستأثرت بمناقشات"طويلة وصريحة"بحسب مصدر حضر الاجتماعات. أما وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى فقدم ورقة بالتعاون مع فرنساواسبانيا ركزت على آفاق تطوير الحوار السياسي والتعاون الاستراتيجي والعسكري بين البلدان المتوسطية. وتطرق الوزراء الى موضوع الهجرة في ضوء ورقة قدمها وزير الخارجية الجزائري محمد بجاوي بالاشترك مع تونس. وقال بجاوي ل"الحياة"إن"مشروع الميثاق الأورو متوسطي للهجرة"الذي اعتمده الوزراء سيعرض على قمة برشلونة الشهر المقبل. في المقابل، أكد موراتينوس في تصريحات أدلى بها بعد نهاية الاجتماعات أن مدريد والرباط اللتين"مرتا بأيام صعبة أخيراً بسبب مشاكل الهجرة غير المشروعة"أبدتا اهتماماً خاصاً بالموضوع في اشارة الى أحداث مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين اللتين تحتلهما اسبانيا. وحض على اطلاق"حوار شامل مع جميع شركائنا المتوسطيين في هذا الشأن"، ملمحاً الى احتمال دعوة وزراء داخلية مجموعة بلدان"5+5"المطلة على الحوض الغربي للمتوسط أو قادة الشرطة فيها للاجتماع قريباً لدرس تخصيص اعتمادات أوروبية اضافية لمكافحة الهجرة غير المشروعة. وأبدت الوفود الأوروبية في اجتماعات المنتدى الأورومتوسطي في تونس ضيقاً بالغاً من تحول بلدان شمال افريقيا"ليس فقط الى مصدر للمهاجرين غير الشرعيين وانما الى جسر للمهاجرين الآتين من القارة الافريقية". واعتبر أن المسؤولية مشتركة لتأمين الطاقات البشرية والوسائل المادية اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة، مشدداً على أن قمة برشلونة ستدرس هذا الملف. وفي هذا السياق، أفيد أن الوزراء اتفقوا على إنشاء بنك أورومتوسطي للتنمية من ضمن السعي لمكافحة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية للهجرة. واتفق الوزراء على عقد دورة استثنائية للمنتدى في مصر في تاريخ لم يحدد بعد، فيما يستضيف الاسبان الدورة المقبلة الثالثة عشرة للمنتدى في مقاطعة أليكانتي العام المقبل.