هاجم المدير الفني للإسماعيلي المصري عماد سليمان اتحاد بلاده الكروي، وحمله مسؤولية تراجع الكرة المصرية جراء محاباته للأهلي والزمالك، وشدد على تراجع مستوى المدرب المصري وانصهار شخصيته الفنية تحت وطأة التدخلات الإدارية، واعترف بأن اللاعب المصري يثير المشكلات من مبدأ الفوز ولا شيء غيره، جاء ذلك خلال الحوار الذي اجرته"الحياة"معه وباح بالكثير من الأسرار في السطور الآتية: كيف ترى حظوظ فريقك في المنافسة على اللقب؟ - في البطولة الماضية كنا قاب قوسين أو أدنى من ملامسة الكأس، إلا ان ركلات الترجيح وقفت إلى جانب الصفاقسي التونسي، وفي هذه المرة لن نقبل بغير الذهب مع احترامنا للخصوم وطموحاتهم، إلا أننا كنا الأفضل والأكثر امكانات من النواحي الفنية لتحقيق ذلك. لكن الإسماعيلي دائماً ينافس من دون تحقيق بطولة حتى على المستوى المصري؟ - هذا عائد إلى تواضع عامل الخبرة في المقام الأول وعدم التوفيق، ونعمل جاهدين إلى اعداد اللاعبين نفسياً وفنياً للتعامل مع المباريات الحاسمة وأعتقد أننا وصلنا إلى درجة ممتازة. وماذا عن الكرة المصرية؟ - الاتحاد لدينا ليس لديه خطط مستقبلية ونظرته قاصرة، ونظام الاحتراف سبب في هبوط مستوى اللعبة، فاللاعب يسهر طوال الليل وينام صباحاً حتى موعد التمارين من دون برنامج رياضي صحي، ويأخذ من مفهوم الاحتراف اسمه فقط، من دون التطبيق الفعلي، ونحن العرب في حاجة إلى عشرات السنين حتى يدرك لاعبونا ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تحت مظلة الاحتراف. ما سبب النتائج السيئة للمنتخب المصري في تصفيات كأس العالم ووقوعه في المركز الأخير في مجموعته؟ - هذا أحد الشواهد الحية على سوء التخطيط في الاتحاد المصري، فالمدرب الإيطالي تاردلي تم التعاقد معه قبل التصفيات بأسبوع، ما جعل منتخبنا يتعادل مع السودان ويخسر من ليبيا، حتى تأزم الموقف فأقيل الإيطالي وتمت الاستعانة بالوطني حسن شحاتة. وهل شحاتة قادر على فعل شيء؟ - حالياً لا، فنحن لا نملك سوى سبع نقاط والحساب المنطقي يقول اننا خارج دائرة المنافسة التي انحصرت بين ساحل العاج والكاميرون، ولكن حسن شحاتة يستطيع اعادة صياغة المنتخب من جديد للمنافسات المقبلة. ما سبب غياب المدرب المصري خارجياً؟ - المدرب المصري خرج من شخصيته تماماً وأصبح ينصاع لإدارات الأندية ويسمح بالتدخل في أموره الفنية، بل حتى في التشكيل الذي يلعب به المباريات، وهذا جعله يفقد الثقة بنفسه وفاقد الشيء لا يعطيه، مما أثر سلباً في المدرب واللاعبين والأندية والمنتخبات. ما سبب ذلك؟ - الأندية استغلت حاجة المدرب المصري للمادة والوظيفة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، فالمدرب رب أسرة ويبحث عن قوته محاولاً عدم التفريط في وظيفته، لذا يضطر إلى قبول التدخلات الإدارية في صميم عمله. وأين اتحاد الكرة عن ذلك؟ - الاتحاد هو الآخر يعاني من مشكلات كثيرة وفي حاجة إلى الحلول الطويلة الأجل، فهو ضعيف أمام نادي الأهلي والزمالك ودائماً في أنظمته وقوانينه وقرارته يعمل موازنة بين الأهلي والزمالك حتى يرضي الطرفين، على حساب الأندية الأخرى، وحتى مسؤولو الاتحاد تجد احدهم إما أهلاوياً أو زملكاوياً، فتخيل ان المنافسة منذ أكثر من أربعين عاماً محصورة بين الأهلي والزمالك ودخل الإسماعيلي طرفاً منافساً في العشر سنوات الأخيرة، وأحد عشر نادياً يتصارعون من أجل الهبوط فهذه ظاهرة خطيرة وتهدد مستقبل الكرة المصرية. ولكن الكرة المصرية تعاني من غياب المواهب؟ - غياب المواهب بسبب انحصار النجوم في الزمالك والأهلي، فهذه الأندية دأبت على شراء اللاعبين الجاهزين من دون الاهتمام بالقاعدة، وبسبب المادة غادر أسوار الإسماعيلي عماد النحاس واسلام الشاطر ومحمد بركات. كنا في السابق أربعين مليون نسمة والمواهب موجودة والآن أصبحنا سبعين مليون نسمة من دون مواهب. وما الحل في وجهة نظرك؟ - ان تكون هناك آلية تنظم عملية الانتقال، بحيث يحدد حد أقصى لكل ناد في الموسم لا يتجاوز لاعبين مع حفظ حقوق النادي الأهلي للاعب. يعاب على الأندية المصرية إنها أثارت المشكلات خصوصاً أثناء المشاركات العربية، لماذا؟ - هذا صحيح وهو شيء ملاحظ والسبب الأول والأخير هو مسؤولو الأندية، إذ يزرعون في نفوس اللاعبين الفوز ولا شيء غيره، مهما حدث، لذا تجد اللاعب المصري يفقد أعصابه مع الخسارة وربما يحدث خروج عن الروح الرياضية في بعض الأحيان، واتمنى من ادارات الأندية ان تجهز اللاعب نفسياًَ للفوز والخسارة وهذا هو الأسلوب الصحيح، فكل الفرق تكسب وتخسر، تواضع عند الانتصار وابتسم عند الخسارة. لذا التصقت إثارة المشكلات باللاعب المصري في الآونة الأخيرة في الألعاب كافة. ما سبب تواضع نتائج الأندية المصرية خارجياً؟ - انحصار المنافسة بين الأهلي والزمالك قتل الكرة المصرية، وأصبحت الأندية الأخرى، من دون دافع ومن دون روح فالإسماعيلي هو الوحيد الذي ينافس الأهلي والزمالك ومعظم المشاركات الخارجية يشارك فيها الأهلي والزمالك، ما أصابهما بالإرهاق والتعب وانعكس ذلك على نتائجهما خارجياً، ولديكم مثلاًَ نشاهد الهلال والاتحاد والأهلي والشباب تشارك خارجياً وتخفق نتائج جيدة على المستويين العربي والقاري. وماذا عن المحترفين الأجانب في ملاعبكم؟ - هناك سوء انتقاء والبحث عن الأقل تكلفة ما قلل الفائدة المنتظرة من المحترف الأجنبي وأعتقد ان الأبرز حتى الآن هو محترف الأهلي كيلبرتو.