كثفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي حملتها المتصاعدة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خصوصاً ضد ما تصفه ب"البنية التحتية"المدنية ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس والمتمثلة بشبكة الجمعيات الخيرية الاسلامية التي تديرها الحركة. وتعنى هذه الجمعيات بشؤون الايتام والفقراء وذوي الحاجات الخاصة كالمعاقين جسدياً. وواصلت اسرائيل في الوقت نفسه حملة الاعتقالات في صفوف الناشطين في"حماس"وبينهم العشرات من المرشحين لخوض الانتخابات المحلية التي تجري الجولة الثالثة فيها اليوم الخميس والمرشحين المحتملين لخوض الانتخابات التشريعية العامة مطلع العام المقبل. ورفض وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة اي تدخل اسرائيلي في سير الانتخابات، مشيراً الى ان اسرائيل"كقوة احتلال تستطيع عرقلة الانتخابات وان توقفها بالقوة ولكن يجب ان يكون لذلك ثمن سياسي واضح". وفي غضون ذلك، اتهمت"حماس"اسرائيل ب"تقليص فرصها في الانتخابات الفلسطينية من خلال حملة الاعتقالات"التي اعترف ناطق بوزراة الخارجية الاسرائيلية ان الهدف منها"ليس امنياً بل لالحاق الضرر بالقيادة والسيطرة على حماس". والى جانب استمرار الاعتقالات في الضفة والتي طاولت 27 ناشطاً من المحسوبين على"حماس"ليل الثلثاء-الاربعاء، دهمت قوات كبيرة من الجيش مقار نحو 15 جمعية خيرية اسلامية في الخليل وطولكرم وبيت لحم وقلقيلية واغلقتها بالشمع الاحمر معلنةً عن اغلاقها حتى اشعار آخر. ومن بين الجمعيات التي اعلنت اسرائيل اغلاقها"جمعية الاحسان لرعاية المعاقين"و"الجمعية الخيرية الاسلامية"في مدينة الخليل حيث استخدمت المتفجرات لاقتحام بعض المكاتب في المدينة، فيما تم اغلاق فروع هذه الجمعية في بلدات الشيوخ وبيت اولى وبني نعيم في محافظة الخليل و"جمعية دورا الاسلامية لرعاية الايتام" في بلدة دورا المجاورة حيث صادرت سلطات الاحتلال اكثر من 20 جهاز حاسوب واجهزة تلفزيون وعبثت بمحتويات المقر. وفي بيت لحم اغلقت السلطات الاسرائيلية ثلاث مؤسسات خيرية، كما دهمت عدداً آخر من المؤسسات.وتكرر السيناريو ذاته في طولكرم وقلقيلية حيث طاولت حملات الاغلاق بالشمع الاحمر احدى الجمعيات الخيرية المحسوبة على حركة"الجهاد الاسلامي"وناد رياضي ومؤسسات اجتماعية اخرى. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان حملة الاغلاقات نفذت بناء على اوامر قائد المنطقة الوسطى"في الجيش. واشارت مصادر رسمية اسرائيلية الى ان الهدف من هذه الحملة"تجفيف مصادر تمويل حركة حماس"، مدعيةً في الوقت ذاته ان هذه الجمعيات تقدم الدعم للناشطين الفلسطينيين ولابناء عائلاتهم. وكانت مصادر صحافية كشفت ان اسرائيل اعتقلت يعقوب ابو عصب 33 عاماً وهو مواطن فلسطيني مقدسي الشهر الماضي بتهمة"نقل مئات آلاف الدولارات الى قيادة حماس في الاراضي الفلسيطنية استخدمت لدعم عائلات الانتحاريين والناشطين العسكريين". وذكرت المصادر ذاتها ان ابو عصب شكل"حلقة الاتصال المركزية بين مراكز مختلفة لحماس في الخليل ورام الله وبيت لحم, ووصفته بانه"رجل الاتصال"بين قيادة"حماس"في الضفة الغربية و"مكتبها في المملكة السعودية"رغم انه لا يوجد ل"حماس"مكتب في السعودية كما افادت مصادر لصحيفة"الايام"الفلسطينية.