أصيب نحو 50 اسرائيلياً بجروح ما بين طفيفة وبالغة، بينهم رجلا أمن، وذلك في هجوم فجر خلاله فلسطيني نفسه في مدينة بئر السبع في صحراء النقب صباح أمس. ودان الرئيس محمود عباس ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الهجوم الذي لم يعلن أي جهة المسؤولية عنه، فيما تعالت أصوات اسرائيلية تطالب السلطة بمحاربة ما وصفته ب"الارهاب"، ورئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بالاستقالة من منصبه. وكان شاب فلسطيني حاول ركوب باص اسرائيلي في مدينة بئر السبع، وسأل السائق ان كان في طريقه الى مستشفى"سوروكا"في المدينة، فاشتبه به السائق واستدعى رجال الأمن الذين لاحقوه الى ان فجر نفسه وسط اثنين منهم وعشرات الاسرائيليين الموجودين في محطة للباصات. وقالت مصادر أمنية اسرائيلية ان المهاجم حمل حقيبة على ظهره احتوت عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات وقطعاً معدنية مختلفة. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية عشرات العمال الفلسطينيين من منطقة جنوب جبل الخليل ممن دخلوا الى اسرائيل من دون تصاريح تخولهم ذلك، وأجرت تحقيقات معهم ومع اسرائيليين نقلوهم الى مدينة بئر السبع، وهي الاقرب الى مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. وقالت شرطة"حرس الحدود"الاسرائيلية انها اعتقلت شخصاً"من ابناء الاقليات"نقل الاستشهادي الذي فجر نفسه في المدينة. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان الشرطة لاحقت الشخص المشتبه به في ضواحي المدينة، مستعينة بمروحية الى حين اعتقاله. وجاء الهجوم بعد أسابيع قليلة على عملية مماثلة نفذها مقاتلون من حركة"الجهاد الاسلامي"، وبعد ايام قليلة على عملية اغتيال خمسة فلسطينيين في مدينة طولكرم توعدت بعدها فصائل المقاومة على الانتقام لدمائهم. وكان متوقعاً وقوع العملية بعد سلسلة من عمليات القتل والاعتقال واستمرار بناء جدار الفصل العنصري على رغم حال التهدئة السارية المفعول منذ مطلع العام الحالي. السلطة تدين من جانبه، دان الرئيس عباس العملية في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية"وفا"حض فيه على"ضرورة التزام الجميع التهدئة وضبط النفس على رغم الاستفزازات الاسرائيلية التي كان آخرها قيام الاحتلال الاسرائيلي باغتيال خمسة مواطنين فلسطينيين في مخيم طولكرم، بينهم ثلاثة أطفال". ودعا اسرائيل الى التزام التهدئة ايضاً ووقف عمليات التوغل والاغتيالات في المناطق الفلسطينية، معتبراً أن"التهدئة والهدنة هي في مصلحة الطرفين وعملية السلام". ودان العملية ايضاً عريقات، داعياً جميع الاطراف الى التزام التهدئة التي اعتبرها لمصلحة الطرفين. وشدد على ان العنف لا يجر الا العنف وان الفوضى لا تقود الا لمثلها. وبدا موقف مستشار الأمن القومي الفلسطيني العميد جبريل الرجوب مختلفاً عن مواقف مسؤولي السلطة، اذ حمل المسؤولية"لمن أعطى الأوامر باغتيال خمسة فلسطينيين في طولكرم". وشدد على ان على الحكومة الاسرائيلية ان تدرك ان استمرار الارهاب الرسمي لا يخدم عملية السلام ويؤدي الى استمرار دوامة العنف في المنطقة. موفاز: الضفة مسرح الارهاب اسرائيلياً، قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية امس ان الضفة بدأت تتحول الى المسرح الرئيس لعمليات مكافحة الارهاب. وأضاف ان اسرائيل أوضحت للجانب الفلسطيني على المستويات المختلفة انه يتعين عليه الآن تنفيذ التزاماته بمحاربة ما أسماه"الارهاب". وربط عدد من أعضاء الكنيست من اليمين الاسرائيلي بين العملية في بئر السبع وخطة الانفصال من قطاع غزة واربع مستوطنات شمال الضفة. وقال النائب زفولون اورليف من حزب"المفدال"الديني المتطرف ان الهجوم"يدل على ان تنفيذ خطة الفصل يشجع الارهاب"، معتبراً أنه يتعين على الحكومة الاسرائيلية ان"تشترط نقل منطقة غوش قطيف بقطاع غزة الى مسؤولية السلطة الفلسطينية بقيامها بشن حرب لا هوادة فيها ضد الارهاب"، فيما قال عضو"ليكود"ميخائيل راتسون ان"العملية التخريبية في بئر السبع تثبت أن رئيس الوزراء أخطأ ويجب عليه الاستقالة من منصبه". واعتبرت الفصائل الفلسطينية ان العملية جاءت رداً طبيعياً على الجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، وآخرها اغتيال خمسة فلسطينيين في مخيم طولكرم.