قتل خمسة اسرائيليين على الأقل واصيب نحو عشرين آخرين في تفجير فلسطيني نفسه أمام مقصف لبيع الفلافل في السوق المركزية في مدينة الخضيرة الساحلية، وتبنت حركة"الجهاد الاسلامي"العملية في اتصالات مع وكالات الانباء، واعتبرتها رداً على قتل قوات الاحتلال أحد أبرز قادتها العسكريين لؤي السعدي في طولكرم الاثنين الماضي. ووقعت العملية بعد نحو ساعتين على هجوم شديد شنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن على"الجهاد"لقيام عناصرها باطلاق صواريخ محلية الصنع من غزة رداً على عملية القتل ذاتها والتي اعتبرها"خرقاً منفرداً"لاتفاق التهدئة الذي اتفق عليه بالاجماع الفلسطيني. وجاءت ردود الفعل الاسرائيلية الأولية محرضة للسلطة الفلسطينية ضد"الجهاد"التي كان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تعهد في وقت سابق بمواصلة ملاحقة ناشطيها وتكثيف الحرب ضدها. وذكر شهود ان منفذ العملية وقف في طابور لشراء الفلافل قبل ان يفجر نفسه، ما أدى الى مقتل أربعة اسرائيليين على الأقل واصابة 30 عولج بعضهم ميدانياً، فيما وصفت اصابات خمسة منهم بأنها"حرجة". وأعلن ناشطون في"الجهاد الاسلامي"عبر مكبرات الصوت في جنين شمال الضفة الغربية، ان حسن ابو زيد 21 عاماً من بلدة قباطية المجاورة هو منفذ عملية الخضيرة. واغلقت قوات الشرطة الاسرائيلية المناطقة والشوارع المؤدية الى خارج المدينة الساحلية، وأعلنت عن تعقبها لسيارة او سيارتين غادرتا موقع الانفجار قبل لحظات من وقوعه. ووصف خضر حبيب، أحد قادة"الجهاد الاسلامي"السياسيين العملية بأنها"رد على الاغتيالات اليومية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني". وقال في تصريحات صحافية إن حركته لا تزال ملتزمة التهدئة شرط ان تلتزمها اسرائيل، وان"على العالم والسلطة الفلسطينية إلزام اسرائيل بالتهدئة التي لم تلتزمها ولا للحظة واحدة". ونفى ان تكون"حركة الجهاد"عقبة أمام مفاوضات السلطة مع اسرائيل، وقال:"نحن لا نقف ضد السلطة ومفاوضاتها، لكن يجب تسجيل الرد على جرائم الاحتلال والثأر لأحد أبرز قادتنا لؤي السعدي". وسارعت مصادر اسرائيلية الى التشكيك في إمكان عقد اللقاء الذي ارجئ عقده غير مرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والذي اعلن في وقت سابق انه سيعقد على الأرجح في مطلع الشهر المقبل. ودعا مسؤولون اسرائيليون عباس والسلطة الفلسطينية أمس الى محاربة"الجهاد"وتفكيك البنية التحتية لما اسموه"منظمات الارهاب"، معتبرين ان"حركة الجهاد"بالتحديد تشكل"تحدياً وخطراً على حكم عباس"كما نقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن مسؤولين اسرائيليين.