سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطيران الاسرائيلي يغير على مواقع لپ"القيادة العامة" قرب بيروت بعد سقوط صواريخ على مستعمرات . "حزب الله" يشكل لجنة للتحقيق في "الكاتيوشا" وممثل أنان مع حصر استعمال القوة بالحكومة
استتبع التطور الأمني المفاجئ على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في وقت متقدم ليل أول من أمس، والغارة الإسرائيلية على مواقع"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"في تلال الناعمة فجر أمس، سلسلة من المواقف المحلية والخارجية. وكانت طائرتان اسرائيليتان نفذتا غارة عند الرابعة و25 دقيقة فجر أمس على منطقة حارة الناعمة جنوببيروت، موقعة جريحين وأضراراً مادية في المنطقة ومحيطها. وأفادت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أن الطائرتين ألقتا صاروخين، ثم غادرتا عند الساعة 4,40 من فوق البحر مقابل مدينة صيدا. وجوبهت الغارة بنيران المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني. وعلى الأثر شوهد استنفار عسكري فلسطيني في محيط الموقع، حيث ارتدى العناصر بزاتهم العسكرية وأسلحتهم تحسباً لأي تطور. وخلال يوم أمس، فرض الطيران الحربي الإسرائيلي، أجواء الحذر والترقب على مختلف الأراضي اللبنانية، بتحليقه المكثف وتنفيذ غارات وهمية وخرق جدار الصوت فوق عدد من مناطق الجنوب مروراً بالجبل وبيروت ووصولاً إلى البقاع والشمال. كما سيرت القوات الإسرائيلية دوريات مؤللة على طول الخط الأزرق وحلقت طائراتها المروحية فوق الخط المذكور من الناقورة صعوداً حتى بلدات يارون ومارون الراس في قضاء بنت جبيل. وأطلقت الزوارق الإسرائيلية المرابضة في عرض البحر قنابل مضيئة وسيرت دورياتها على حدود المياه الإقليمية. ومن جهتها، اتخذت قوات الطوارئ الدولية نقاط مراقبة في منطقة اللبونة - الناقورة. وكانت الجبهة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية شهدت توتراً أمنياً بعد إطلاق صواريخ كاتيوشا من الأراضي اللبنانية في اتجاه المستعمرات الإسرائيلية، أوقعت عدداً من الجرحى وأضراراً مادية. وفي حين نفى"حزب الله"مسؤوليته عن التصعيد، أكدت مصادر لپ"الحياة"أن الحزب ابلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن تشكيل لجنة منه للتحقيق في الأمر. وفي التفاصيل انه قرابة الحادية عشرة والنصف ليل أول من أمس، انطلقت أربعة صواريخ كاتيوشا من منطقة العديسة الجنوبية في اتجاه منطقة مسكافعام كريات شمونة الإسرائيلية. وعلم لاحقاً أن إطلاق الكاتيوشا صدر من مثلث العديسة والطيبة ورب ثلاثين في قضاء مرجعيون. وبعد أقل من ساعة انطلقت ثلاثة صواريخ من وادي الجبين في القطاع الغربي نحو منطقة شلومي الإسرائيلية. وأكدت مصادر عسكرية ل"الحياة"أن الصواريخ التي انطلقت من الأراضي اللبنانية هي من نوع كاتيوشا الموقتة وغير بعيدة المدى، مرجحة أنها أطلقت من مسافة كيلومتر واحد من الحدود. واستبعدت المصادر أن تكون الصواريخ التي استهدفت مستعمرة شلومي انطلقت من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، موضحة أنها قد تكون أطلقت من محيط بلدتي الضهيرة ويارين. وقدرت المصادر أن تكون الصواريخ أطلقت من المنطقة الحدودية في اتجاه شلومي، فيما انطلقت الدفعة الثانية من مثلث رب ثلاثين والعديسة والطيبة. مواقف وطالب الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الحكومة اللبنانية بنشر سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، وبأن يكون لها القرار الحصري باستعمال القوة. وأعرب بيدرسون في بيان عن بالغ قلقه تجاه"إطلاق صواريخ من قبل عناصر غير محددة ليل أول من أمس من الأراضي اللبنانية عبر الخط الأزرق باتجاه إسرائيل"، مؤكداً أن"أربعة صواريخ على الأقل، أطلقت من داخل لبنان، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة في منطقة سكنية في بلدة كريات شمونة، وان إسرائيل ردت بغارة جوية عند الساعة الرابعة والنصف صباحاً على منطقة الناعمة"، مذكراً"جميع الأطراف بأن خرقاً واحداً لا يبرر خرقاً آخر"، ودعاهم إلى الامتناع عن أي تصعيد إضافي. واعتبر النائب بطرس حرب أن"التصعيد في الجنوب هو نتيجة حال الفلتان السائدة والتي تجر الشعب اللبناني إلى مواجهات لم يقررها وليس مستعداً لها ولم يتخذ قراراً فيها ولا علاقة له في القرار الذي اتخذ فيها"، داعياً إلى"فتح ملف السلاح الفلسطيني، لا سيما الثقيل منه والمنتشر خارج المخيمات في صورة جدية ومسؤولة". أما مسؤول"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"في لبنان أنور رجا، فاعتبر"أن الغارة الإسرائيلية استهداف أمني سياسي اكثر ما هي استهداف عسكري، لأنها تأتي في ظرف سياسي تتفاعل فيه الدعوات إلى تطبيق القرار 1559 على الطريقة الأميركية - الإسرائيلية". وقال:"العدو لا يحتاج إلى مبررات، فعلى رغم نفينا مسؤوليتنا عن إطلاق الصواريخ، أغار الطيران، وهذا ما يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يتحين الفرص لكي ينقض على الأمن اللبناني، كما أن إسرائيل ما زالت تشكل مصدر الخطر الأساسي في المنطقة وتختار الزمان والمكان اللذين تريد كي تفرض خياراتها". وأضاف:"التنسيق بيننا وبين حزب الله سياسي"، معتبراً"اننا مطالبون بأن نكون مجلس أمن وقوات مراقبة دولية والمطلوب منا حتى ادانة الصاروخ الذي يقع فوق رأس شارون". ولاحقاً، رد رئيس الفريق اللبناني للحوار مع الفلسطينيين المقيمين في لبنان السفير خليل مكاوي على كلام رجا، موضحاً ان"التصريح لا يمثل الواقع اطلاقاً، بل على العكس نحن الذين ننتظر منذ اسابيع عدة من الاخوة الفلسطينيين ان يأتوا بوفد موحد لبدء الحوار، وفي كل مرة نسأل عن هذا الموضوع يجيبون بأنهم في صدد الإعداد لمثل هذا الوفد، وحتى الآن لم نر شيئاً محدداً على الارض". ودان وفد الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة علي فيصل بعد زيارته رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا"العدوان الاسرائيلي على لبنان"، معتبراً انه"حلقة في مسلسل العدوان المتواصل على الشعبين اللبنانيوالفلسطيني". وأكد أن الشعب الفلسطيني في لبنان صاحب مصلحة حقيقية في استقرار الوضع. ومن جهة ثانية، أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع الجبهة في الناعمة هي رد على صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت على شمال إسرائيل، معتبراً أن هذا النوع من الهجمات خطير جداً. وشدد على"حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها"، لافتاً إلى أن"الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عن عدم تفكيك المنظمات الإرهابية". وإلى ذلك، حمّل قائد المنطقة العسكرية الشمالية لإسرائيل الجنرال عودي آدم الحكومة اللبنانية مسؤولية العمليات التي تشن ضد إسرائيل انطلاقاً من أراضيها، مؤكداً أن"غارتنا على جنوببيروت يجب أن تفهم على أنها تحذير". وأضاف:"المجموعات الفلسطينية ضالعة في إطلاق صواريخ كاتيوشا على كريات شمونة، لكنني لن أفاجأ إذا كان"حزب الله"أعطاها موافقته"، وقال:"لن نسمح بأن يصبح إطلاق صواريخ الكاتيوشا على أراضينا عادة"، داعياً الحكومة اللبنانية إلى نشر الجيش اللبناني في جنوبلبنان حتى الحدود الإسرائيلية،"حتى تثبت أنها تحظى بالسيادة وتطبق قرارات الأممالمتحدة". الاشتباه بجسم غريب وكان مواطنون اشتبهوا صباحاً بوجود جسم غريب ظنوا انه عبوة ناسفة في مستوعب للنفايات في محلة البص في صور. وضرب الجيش اللبناني على الفور طوقاً أمنياً في المنطقة. وكشف خبير المتفجرات في قوى الأمن الداخلي على الجسم الغريب وتبين له انه جهاز إنذار ضد الحرائق وصالح للاستخدام.