أكدت تقارير في بلغراد امس، ان القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش يدرس عروضاً بالاستسلام طوعاً لمحكمة لاهاي، فيما يسود الاعتقاد ان الحكومة الصربية ستستخدم القوة لاعتقاله اذا فشلت المحادثات الجارية معه بحلول نهاية هذا العام. ونقلت صحيفة"كوريس"الساعي الصادرة في بلغراد امس، عن قريبين من ملاديتش، انه في صربيا وان المحادثات معه بدأت منذ نحو أسبوعين وپ"يشارك فيها خبراء من الاستخبارات الاميركية والدول الغربية". وأوضحت ان المحادثات بدأت في اجواء من التفاؤل بقرب موافقة ملاديتش على الاستسلام"لكنه اخذ في التشدد خلال الايام الاخيرة، وأصبح يكرر انه يفضل الموت اذا لم تكن شروط استسلامه مرضية لديه". وأشارت الصحيفة الى ان الحكومة الصربية"أنذرته بأن هذه الأيام هي الاخيرة لبقائه حراً، وان مشكلته ستحسم في كل الاحوال". واعترف وزير الداخلية الصربي دراغان يوتشيتش، ان الحكومة"تملك حالياً بعض المعلومات عن مكان اختباء ملاديتش والجهات التي تساعده في مواصلة فراره". وأعرب يوتشيتش في تصريح الى تلفزيون بلغراد"عن اعتقاده بأن ملاديتش في صربيا، ويستخدم تأثيره العسكري لتلقي المساعدة في اختبائه". الى ذلك، نقلت صحيفة"بليتس"الصادرة في بلغراد أمس، عن الخبير في الشؤون الأمنية الصربية رئيس شرطة بلغراد السابق ماركو نيتسوفيتش، ان الحكومة رصدت مكان اختباء ملاديتش"وتفضل الى الآن عدم استخدام القوة في اعتقاله، تجنباً لاراقة الدماء". وأوضح نيتسوفيتش ان محادثات مكثفة تجرى مع ملاديتش من اجل استسلامه"لكنها تمر بمرحلة حساسة". وأشار الى ان الحكومة"وافقت على تقديم دعم مالي منتظم لاسرته وتوفير الضمانات الحكومية للافراج الموقت عنه لحين البدء بمحاكمته، لكن ملاديتش يصر على اصدار عفو عام عن الاشخاص الذين ساعدوه في فراره". من جهة اخرى، أفاد قائد قوات حلف شمال الاطلسي في البوسنة الجنرال لويس فيبير لصحيفة"دينفني آفاز"الصادرة في ساراييفو أمس، ان الجهات التي شاركت في ملاحقة الجنرال الكرواتي أنتي غوتوفينا"تلاحق حالياً زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري ملاديتش". وأضاف ان الحلف الاطلسي لا يعرف تحديداً مكان اختباء كاراجيتش وملاديتش"الا انه يلبي الطلبات التي تصله للمساعدة". ولا يستبعد المراقبون، ان يكون كاراجيتش تمكن من الانتقال الى دولة خارج البوسنة واتحاد صربيا والجبل الأسود، أسوة بما اقدم عليه غوتوفينا. ومعلوم ان بلغراد تتعرض لضغوط دولية من اجل تسليم ملاديتش، وهدد الاتحاد الاوروبي بتعليق مفاوضات انضمام"اتحاد صربيا والجبل الاسود"الى عضويته، اذا لم يتعاون بالكامل مع محكمة لاهاي.