عند السادسة مساء أمس، رفعت أول صورة لامرأة في ساحة الشهداء وسط بيروت. الإعلامية مي شدياق تبتسم في الصورة وتلبس الزهر الذي يكرس أنوثتها في ساحة كانت حكراً على صور الرجال. أمس، رفعت صور مي على جدران تمثال الشهداء، بعدما أعيد تنظيفه وطلاؤه من مخلفات ثورة الأرز و14 آذار مارس. أمس، عادت الأعلام اللبنانية والحزبية الى الساحة، على رغم المطالبة المتكررة للمنظمين بأن تقتصر الأعلام على اللبنانية. ولبى مئات الشبان والشابات اللبنانيين والسياسيين والإعلاميين في المؤسسة اللبنانية للإرسال وغيرها نداء المنظمات الشبابية والطالبية وقوى 14 آذار للاعتصام استنكاراً لمحاولة اغتيال الزميلة شدياق. لم تحمل المناسبة معلومة جديدة، ولم يكشف السياسيون الكثر الموجودين في المكان عن هوية مرتكبي الجريمة. وحدها اللافتة التي رفعت على التمثال كانت صادقة. اللافتة تجسد اسم مي، يقطعه علم لبنان تحمله يد مقطوعة من فوق المعصم. تحت اللافتة مباشرة، رفع شبان صورة مي تصافح قائد"القوات اللبنانية"سمير جعجع قبل مغادرته بيروت في المطار. مي كانت تضحك في الصورة وتنظر الى جعجع الذي كان يصافحها بيديه الاثنين. لم يترك الشبان الصورة مرفوعة، وأعادوها بعد انتهاء المتحدثين على المنصة. في بداية الاعتصام، غطت أعلام المؤسسة اللبنانية للإرسال الساحة، ترافقها أعلام تيار"القوات اللبنانية"، قبل أن تتدفق أعلام"حزب الكتائب"و"التيار الوطني الحر"و"تيار المستقبل"و"الوطنيين الأحرار"والتقدمي الاشتراكي". واقتصرت اللافتات على تلك المطالبة بوقف العنف، والداعية بالشفاء الى مي:"سلامة قلبك. إرهابهم لن يسكت ضحكتك". ومع انطلاق الاعتصام، أكد رئيس مصلحة الطلاب في القوات دانيال سبيرو في كلمة باسم المنظمات الشبابية أن"لا اقتصاد ولا حياة ولا ديبلوماسية في غياب الأمن". وقال:"أننا موجودون اليوم بوحدة وطنية تقريبا كاملة، جمعت ساحة 14 آذار وساحة 8 آذار"، في اشارة الى"حزب الله"الذي أوفد طلاب"التعبئة التربوية"في الحزب للمشاركة في الاعتصام"تأكيداً على واجبنا الأخلاقي والإنساني والوطني ونحن اوعى مما يعتقد من يحيك للبنان مخططاً مشبوهاً"، كما يقول المسؤول عنهم. واستمر الاعتصام حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، تخخلته اضاءة شموع وصلوات لشفاء مي. جامعة سيدة اللويزة وعمّت أمس، الاعتصامات الطالبية معظم الجامعات استنكاراً لمحاولة اغتيال شدياق. وأحيا طلاب جامعة سيدة اللويزة وأساتذتها يومهم الأول في العام الدراسي الجديد، بالاعتصام احتجاجاً على العملية الارهابية التي طاولت شدياق التي تدرّس مادة الاعلام المرئي والمسموع في الجامعة. وقال مدير العلاقات العامة في الجامعة سهيل مطر ان"لبنانهم هم، هو اغتيالات وحصص وأحقاد ومناصب، أما لبناننا نحن، فلبنان الأقلام والشهداء والحرية والحضارة". وأضاف:"يقولون انها ستعود من دون رجل ويد، لكن المهم انها ستعود بكل قلبها وعقلها وأصابع يدها اليمنى لتمنح محبتها وعلمها وثقافتها لهؤلاء الطلاب الذين كانت تحبهم". وخلال الاعتصام رفع المشاركون الأقلام، قبل ان يشاركوا في الصلاة على نية شفائها. يذكر ان عند الثانية عشرة ظهر اليوم كان يفترض ان تعطي شدياق درسها الأول لهذا العام، الى طلابها في قسم الاعلام. اليسوعيةوالكسليك وفي جامعة القديس يوسف، نفذت الهيئات الطالبية اعتصاماً في حرم الجامعة. وشددت كلمة الطلاب على وجوب التمسّك بالوحدة الوطنية، مطالبة الحكومة بالإمساك بالأمن ووقف التذرع تارة بالأجهزة وتارة ببقاياها. ونظمت جامعة الروح القدس في الكسليك اعتصاماً رمزياً على درج الحرية. وأكد الأمين العام للجامعة الأب بيار أبو زيدان ان"الاصوات التي تجهر بالحقيقة لن تسكت ولن تغلق إرادة الخير والبنيان". ودعا أساتذة كلية الاعلام والتوثيق - الفرع الأول الى كشف منفذي الجريمة التي طاولت وجهاً إعلامياً بارزاً من خريجي الكلية المميزين. واستنكرت رابطة خريجي ديبلوم الدراسات العليا - صحافة في الجامعة اللبنانية الطريقة البربرية في التعاطي مع نساء القلم ورجاله. الجامعة اللبنانية وأضاء طلاب كلية الاعلام والتوثيق - الفرع الثاني وطلاب كلية الآداب والعلوم الانسانية - الفرع الثاني، الشموع وصلّوا لنجاة شدياق. كما نظمت المنظمات الطالبية والشبابية اعتصاماً رمزياً في الجامعات كافة.