ما زالت الإعلامية في"المؤسسة اللبنانية للإرسال"الزميلة مي شدياق في غرفة العناية الفائقة في مستشفى"اوتيل ديو"، حيث أخضعت في الساعات الأولى من صباح أمس الى عدد من الجراحات، بعد تعرضها الى محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة في سيارتها أول من أمس. وأسفر الانفجار عن بتر ساقها اليسرى ويدها كما أصيبت بكسور في رجلها اليمنى وحوضها. وأكد ممثل الإدارة الطبية في مستشفى"اوتيل ديو"رمزي قشقوش في بيان صادر عن الإدارة الطبية في المستشفى أن"شدياق لا تزال في غرفة العناية الفائقة تتلقى العلاج المناسب لوضعها الدقيق"، لافتاً الى أن"الوظائف الحيوية تعمل في شكل طبيعي ومنتظم، وكشف صباح اليوم أمس على كامل الإصابات والجروح بوجود الطاقم الطبي الفرنسي - اللبناني طبيب عائلة الحريري الخاص في باريس هاني كنعان وكبير اختصاصيي جراحة الأوصال في فرنسا، البروفسور باتريك كيفلر اللذان وصلا الى بيروت على متن طائرة خاصة بآل الحريري، وغادراها في اليوم نفسه وتبين أن وضعها لا يستدعي نقلها الى الخارج". وعما إذا كانت معرضة لانتكاسات، قال قشقوش:"هذا النوع من الانفجار القوي أحياناً يترك مضاعفات، لكن كلما مر الوقت نكون قد قطعنا فترة الخطر على الحياة". وكان رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر الذي وصل الى بيروت من باريس مع الطاقم الطبي، اعتبر ان"هذه العملية تهديد للمؤسسة". وباشرت امس الأجهزة القضائية والأمنية التحقيق في محاولة اغتيال شدياق على خطوط عدة في محاولة لتكوين ملف متكامل حول الجريمة بعد ان تقرر الادعاء على مجهول والتريث في الاستماع الى افادة شدياق الى حين الانتهاء من الجراحات التي تخضع إليها. وفي معلومات"الحياة"ان الأجهزة الأمنية وفور وقع الجريمة أعدت خطة من اجل التحرك لتحديد كيفية إعداد العبوة لتكون جاهزة للتفجير منذ ان تركت شدياق عملها في المحطة اللبنانية للإرسال LBC وتوجهت بسيارتها الى غادير للقاء المحامي جورج فارس الذي استمع الى اقواله امس قاضي التحقيق العسكري الأول عدنان بلبل. وبحسب المعلومات فإن الأجهزة الأمنية اجرت كشفاً على مرأب السيارات التابع ل"المؤسسة اللبنانية للإرسال"في أدما واستمعت الى اقوال المولجين بحراسته الذين اكدوا انهم يقومون بإخضاع السيارات لدى دخولها الى المرأب للتفتيش. كما أجرت الأجهزة الأمنية كشفاً على طول الطريق الممتدة من ادما الى غادير، لمعرفة ما اذا كانت المؤسسات الموجودة في هذه المنطقة تستخدم كاميرات للتصوير لمراقبة حركة الدخول إليها والخروج منها، فربما تكون هذه الكاميرات التقطت صوراً للسيارات المارة بما فيها سيارة شدياق. ولفتت الى ان التدقيق في الصور التي التقطتها هذه الكاميرات يمكن ان يقود الى معرفة ما اذا كانت سيارة تتعقب شدياق لتحديد المكان الذي انتقلت إليه في غادير او ركنت فيه سيارتها بالقرب من منزل فارس. وإذ تستبعد هذه المصادر امكان التسلل الى المرأب الخاص بالمؤسسة اللبنانية للإرسال للصق العبوة في اسفل السيارة، رجحت ان العبوة دست تحت مقعدها اثناء توقفها امام منزل فارس في غادير والانتقال معه الى عنايا ومن ثم العودة مجدداً الى منزله قبل ان تحاول ان تستقل سيارتها لحظة حصول الانفجار. اما طريقة التفجير فأكدت المصادر انها كانت نسخة طبق الأصل عن تفجير سيارتي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي والكاتب سمير قصير وادتا الى مقتلهما. وعزا سبب استبعادها لأي اسلوب آخر الى ان استهداف شدياق شخصياً لا يشجع الجناة على استخدام ساعة التوقيت لتفجير العبوة في وقت محدد، او قيامهم بربط صاعق العبوة بمحرك السيارة التي يفترض ان تنفجر فور ادارتها للمحرك، لان هذين الأسلوبين لا يلجأ إليهما الجناة المكلفون بتنفيذ جريمة منظمة تستهدف حياة شدياق خوفاً من صعود شخص آخر لقيادة سيارتها قد لا يكون مطلوبا على لائحة الاغتيالات. لذلك تركز الأجهزة الأمنية على تحديد الطريقة التي اتبعت لتفجير العبوة، وهي تجري حالياً التحقيقات الأمنية والكشف الميداني على السيارة للوصول الى النتيجة النهائية من ضمن لجوء الجناة الى خيار من اثنين لا ثالث لهما. اما ان يكون منفذ الجريمة عمد الى زرع عبوة بلاستيك في اسفل السيارة وقام بتفجيرها قبل لحظات من استعدادها للانطلاق بها، مستخدماً جهازاً لاسلكياً لتفجيرها. او انه لجأ الى اسلوب آخر باستخدام الهاتف الخلوي للتفجير من خلال الاتصال بهاتف شدياق. وأضافت المصادر ان عملية التفجير تحصل بمجرد ان تستجيب شدياق للاتصال تنفجر العبوة بعد ان يستبدل خط التخابر، بخط آخر هو كناية عن شحن الخط العائد لشدياق بشحنة كهربائية تؤدي الى الضغط على صاعق العبوة لتنفجر فوراً. وأوضحت ان زنة العبوة نحو 400 غرام من مادة"تي ان تي"شديدة الانفجار، لكنها لم تستبعد ان تكون محشوة بمواد اخرى تزيد من قوة الانفجار. وقالت ان الأجهزة الأمنية باتت على ثقة بأن التفجير حصل لاسلكياً لكنها تحاول الآن تحديد الأسلوب الذي اتبع في التفجير كاشفة ان حصوله تم قبل ان تستوي شدياق في مقعدها لقيادة سيارتها. وعزت السبب الى ان بتر اسفل ساقها اليسرى وإصابة يدها اليسرى بجروح بليغة يعودان الى انهما كانتا لا تزالان خارج السيارة وهي تستعد للجلوس. وأكدت انه ثبت من التحقيقات الأولية ان الانفجار حصل قبل ان تدير شدياق المفتاح الخاص بالمحرك. وبالنسبة الى ما تردد عن ان شدياق كانت تلقت اخيراً تهديدات قالت المصادر ان معلومات في هذا الصدد وصلت الى القضاء اللبناني وقادة الأجهزة الأمنية، لكنها تنتظر تحسن الوضع الصحي لها ليكون في مقدورها الإدلاء بإفادتها. وتدقق الأجهزة في الاتصالات التي اجرتها شدياق بواسطة هاتفها الخلوي او تلك التي تلقتها. وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، امس على كل من يظهره التحقيق بأنه في محلة غادير طريق عام جونيه - حريصا القديمة، وقرب منزل المحامي جورج فارس، اقدموا على تأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والتعرض لمؤسساتها، وعلى تصنيع واقتناء وحيازة مواد متفجرة وملتهبة، وعلى القيام بأعمال ارهابية ادت الى اصابة الصحافية مي شدياق ومحاولة قتلها، ببتر ساقها اليسرى ويدها اليسرى، وتعطيلها عطلاً دائماً وتدمير سيارتها وأشياء تخص الغير. وقد احال القاضي فهد ادعاءه الى قاضي التحقيق الاول المناوب عدنان بلبل الذي باشر تحقيقاته بانتقاله الى مكان الحادث ومعاينته، وهو اشار الى الأجهزة الأمنية المختصة برفع البصمات وأخذ العينات اللازمة من المكان.