عاد الوضع الأمني إلى صدارة الاهتمام في ضوء ما حدث في منطقة الشوف من احباط محاولة لإطلاق أربعة صواريخ تطلق من الكتف، كانت موجهة نحو طريق الشوف الرئيسية.. وتفجير سيارة أحد كوادر «حزب الله» في مدينة بعلبك في شرقي لبنان. وكانت القوى الأمنية اللبنانية قد تمكنت صباح أمس من إحباط عملية تفجير أربعة صواريخ كانت موجهة على الطرق الرئيسية إلى منطقة الشوف في جبل لبنان الدرزي. وقالت معلومات ان الصواريخ وهي من نوع روكيت غروي CA وكانت مجهزة للتفجير جرى وضعها من قبل مجهولين على طريق الشوف الرئيسي بين منطقة ملتقى النهرين ومفترق طرق الجاهلية وسر جبال وكفر حيم.. وكانت الصواريخ موصولة بأسلاك ومجهزة، ثلاثة منها أميركية الصنع، وواحد من صنع روسي، وهي تعد من أخطر الصواريخ للتفجير. وقد حضرت إلى المكان العناصر الأمنية من شرطة قضائية ودرك وجيش وأمن دولة، وخبراء متفجرات.. وبوشر العمل على تفكيك الصواريخ. وتعتبر هذه الرسالة الأمنية هي الأولى من نوعها في منطقة الشوف لكنها تذكر برسالة الإجرام التي حصلت قبل 28 عاماً، عندما اغتيل الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، في منطقة غير بعيدة عن مكان وضع الصواريخ، وهي بلدة دير دوريت مع الإشارة إلى أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط كان قد حذر قبل نحو أسبوعين من بعث رسائل إجرامية وتخريب أمني يطال لبنان من جديد، وضمن المسلسل الإجرامي الأخير الذي شهده لبنان. لكن قيادة الجيش، أفادت في بيان لها ان الصواريخ لم تكن معدة للإطلاق أو التفجير، وقالت انه بتاريخ أمس، ونحو الساعة الحادية عشرة أفاد أحد المواطنين عن وجود صواريخ قرب مفرق دميت - سر جبال في الشوف - فتوجهت دورية من الجيش وأخرى من قوى الأمن الداخلي إلى المكان وعثرت على أربع قذائف عيار 35 ملم موضوعة داخل كيس في قناة للمياه وغير معدة للإطلاق أو التفجير، تم نقلها من قبل الخبير العسكري وبوشر التحقيق. إلا أن ذلك لم يمنع من أنه يستأثر الحادث باهتمام في المختارة، مقر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط حيث حضر وزير الأشغال العامة محمد العفوي والوزير السابق عدنان القصار والنائب السابق فارس سعيد الذي حذر من التلاعب بالأمن والمحاولات البائسة لعودة العنف وعدم الاستقرار الى لبنان، معتبراً ان الأيادي المجرمة التي فرضت على لبنان 30 عاماً من الفوضى وإهانة كرامات اللبنانيين وقتل الأشراف منهم لن تستطيع هذه المرة فرض ما تريده على لبنان. وكان انفجار قد استهدف ليل أمس الأول في مدينة بعلبك القيادي في «حزب الله» حسين عساف المعروف ب «ابو عساف» مسؤول التدريب في الحزب. لكنه نجا من الموت، فيما انفجرت سيارته وهي من نوع مرسيدس 300 كلية اللون، لحظة ادارة محركها «بالرموت كنترول» عن بعد. وأدى الانفجار الى تطاير حطامها مسافة مائة متر، وانقلبت على ظهرها بعدما تناثرت مقدمتها تماما. وضربت الأجهزة الأمنية اللبنانية والتابعة «لحزب الله» طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار، الذي يقع على 50 متراً من مبنى قيادة تابع «لحزب الله» على تقاطع طريق الشيخ حبيب، والقريب من منزل عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك بحوالي 50 متراً أيضاً، وسط المربع الأمني للحزب في مدينة بعلبك، شرق لبنان. وعملت هذه الأجهزة على تجميع حطام السيارة في سيارة من نوع «رانج روفر» لمعرفة ظروف التفجير. ويبدو أن «أبو عساف» كان قد أوقف سيارته في هذا المكان وقصد مبنى المقر، ولدى مغادرته المكان أدار محرك سيارته عن بعد بواسطة «ريموت كونترول»، فانفجرت السيارة وهو كان ما يزال على درج المبنى، الأمر الذي يرجح أن تكون العبوة الناسفة قد وضعت تحت السيارة لكي تنفجر لحظة تشغيل محركها. وهذا الانفجار هو أول عملية تفجير يشهدها لبنان منذ ما يقارب الثلاثة أشهر بعد حادث التفجير الذي استهدف الزميلة مي شدياق في غادير في 25 ايلول/ سبتمبر الماضي، وكذلك هو التفجير الأول الذي يستهدف أحد كوادر المقاومة بعد عملية اغتيال غالب عوالي في الضاحية الجنوبية في صيف العام الماضي. كما اجتمع وزير الداخلية حسن السبع برؤساء قادة الأجهزة الأمنية واطلع معهم على الوضع الأمني والاجراءات المتخذة من قبل القطاعات الأمنية التابعة لهذه القوى وعلى تفاصيل المهمات التي نفذتها والتدابير التي هي في صدد تنفيذها في هذه الظروف الدقيقة ومع حلول الأعياد وشدد السبع على ضرورة الاستمرار في التيقظ والجهوزية الكاملة لمنع حصول أي عمل مخل بالأمن.