أجمعت ردود الفعل التي سجلت امس، من سياسيين وحزبيين واعلاميين ونقابيين وجمعيات نسائية زاروا مستشفى"أوتيل ديو"او اكتفوا باصدار بيانات، على ادانة محاولة الاغتيال التي تعرضت لها الاعلامية الزميلة مي شدياق واعتبروها تستهدف سيادة لبنان وأمنه وحرية الكلمة فيه. ووجّه البعض اصابع الادانة الى"محور دمشق - بعبدا"، فيما وضع البعض الآخر المسؤولين امام مسؤولياتهم بسبب عدم كشفهم أي دليل عن التفجيرات والاعتداءات التي بلغت 14 اعتداء حتى الآن. وانتقد الرئيس سليم الحص من المستشفى الذي زاره للاطمئنان الى صحة شدياق"غياب الدولة"، في حين قال موفد البطريرك الماروني نصرالله صفير المطران بولس مطر انه"لا يحق لأحد ان يقتل الشعب اللبناني"، لكنه سأل:"هل يمكن اننا لا نستطيع شيئاً حيال ما يجرى؟". وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ من المستشفى:"ان الحكومة تقوم بمهماتها وتعمل واجباتها قبل الانفجارات وبعدها وليس في مقدورها ان تقدر متى سيقع الانفجار". اما وزير الاتصالات مروان حمادة فرفض من المستشفى ايضاً الدعوات الى اليأس ورأى ان"المعركة ستشهد ربما سقوط شهداء وجرحى آخرين". وقال:"الجميع يعرف القتلة، انظروا الى محور دمشق - بعبدا، أقبية الاستخبارات وليس وجود أربعة من هؤلاء الزمرة في السجن كافياً، العملية تحتاج الى اقتلاع ذهنية التبعية من كثيرين في لبنان"، واعتبر"ان السلطة ليست في يد احد طالما يوجد على رأسها من هو موجود". ودعا وزير العدل شارل رزق الى ان تكون شدياق"أقوى من الايدي الشريرة التي اعتدت عليها وعلى الحرية والاعلام والانوثة والجمال واللطف". وشدد الرئيس امين الجميل على"ان هذا العمل الآثم لن يرهب اللبنانيين"، معتبراً ان هدف الجريمة"افتعال توتر طائفي". وطالب الرئيس حسين الحسيني المسؤولين بتحمل"مسؤولياتهم". ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الاعتداء بأنه ضمن"سلسلة التفجيرات الانتقامية التي اوصلت لبنان الى ما وصل اليه وهو اسلوب همجي لكم الافواه وإسكات الرأي الآخر". وقال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ان"غير مقبول ان يبقى أمن اللبنانيين مكشوفاً". ورأى نائب رئيس مجلس الوزراء الياس المر ان"طالما السلطة عاجزة عن كشف الجناة فإن قوى الشر لن تتوقف عن ممارساتها ومخططها الآثم". وقال رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد من المستشفى انه"استهداف لحق المواطن اللبناني في التعبير وحرية ابداء الرأي". ودعا الى عدم الدخول في"سجالات اتهامية غير مبنية على وقائع ومعطيات". ودعا النائب بطرس حرب"الحكومة الى القيام بواجبها على رغم ثقتنا بها". وأدلى عشرات النواب بمواقف شاجبة للاعتداء، ونبهت النائبة بهية الحريري الى"ان حرباً حقيقية تستهدف لبنان وعلى الجميع ألا يتعاملوا بعد اليوم مع هذه الجرائم كونها احداثاً متفرقة، انها حرب منظمة وممنهجة تختار اهدافها بدقة متناهية وهي مستمرة وتعمل من خلال مخطط كامل يستهدف وحدة لبنان". وحمّل النائب غسان مخيبر"الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية المسؤولية التقصيرية في وقوع الجريمة". ورأى رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود ان هدف المسلسل الاجرامي المتنقل"إشعار المسيحيين انهم مستهدفون وهذا مخطط خبيث". وخشي حزب الكتائب من"خطة ترمي الى دفع المسيحيين الى سلوك سبيل التطرف". اعلامياً، شجب الاعتداء على شدياق نقيبا الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم، واستنكره تلفزيون"المستقبل"واذاعة"الشرق"وذكّرا بالصواريخ التي استهدفت مبنى الاخبار في عز النظام الامني المشترك قبل سنتين. ودانت الاعتداء نقابة المصورين الصحافيين في لبنان وأساتذة كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية ومجلس ادارة تلفزيون"ام تي في"ورابطة خريجي كلية الاعلام ونادي الصحافة ومركز الصحافة الدولي ونادي الصحافة العربية في باريس واتحاد الصحافيين العرب. وفي دمشق دان الاعتداء"المركز الوطني للدفاع عن حرية الصحافة والصحافيين في سورية"حريات وطالب"باجراء تحقيق قضائي عاجل في الجريمة وكشف نتائج التحقيقات في الجرائم الاخرى التي استهدفت زملاء آخرين مثل الدكتور سمير قصير".