أعلن مصدر رسمي ليبي أمس ارجاء اجتماع كان مقرراً غداً بين اهالي الاطفال الليبيين المصابين بالايدز وجمعية اهلية بلغارية، موضحاً ان المفاوضات لن تقتصر على الجمعية البلغارية بل ستجري بين"الاسرة الدولية"واهالي الاطفال. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة"فرانس برس"ان"المفاوضات التي كان يفترض ان تجري بين الاهالي والجمعية البلغارية في 28 كانون الاول ديسمبر ستتأخر نتيجة التأثير السلبي على نفسية الاسر للحكم الذي اصدرته المحكمة العليا". واضاف ان"القرار قد يؤخر التفاهم بينهما الى حد ما، لذلك فضلنا تأجيل المفاوضات الى موعد سيحدد لاحقاً". وكانت المحكمة العليا في طرابلس قررت الاحد قبول طعن تقدمت به الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين ادينوا بنقل فيروس الايدز الى الاطفال وحكم عليهم بالاعدام، وأمرت باعادة محاكمتهم. واوضح المصدر الرسمي ان"المفاوضات ستكون بين جمعية اطفال بنغازي من جهة والمجتمع الدولي المتمثل ببريطانيا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة وبلغاريا ومعهم ليبيا التي قد تمثلها مؤسسة خيرية". واضاف ان بعض هذه الجهات سيشارك"بممثلين رسميين وآخر بجمعيات غير حكومية"، مؤكداً ان عملية التفاوض برمتها"ستبقى تحت رعاية مؤسسة القذافي". وتابع ان المفاوضات ستتناول"ايجاد صيغة"حول"ثلاثة مواضيع هي دفع التعويضات وعلاج الاطفال وتطوير المركز العلاجي في بنغازي، لذلك لا حاجة لوجود محامين". وفور اعلان القرار الذي جرى بعد جلسة عقدت وسط اجراءات امنية مشددة في طرابلس، تظاهر حوالي 300 شخص من اهالي الاطفال المصابين او المتوفين بالمرض، في الساحة الخضراء وسط طرابلس، احتجاجاً على الحكم. واوضح ادريس لاغا رئيس جمعية أسر اطفال بنغازي ان"الاسر في حالة توتر شديد وتعتبر الحكم مسيئاً لسير العدالة". أما السلطات البلغارية، فأعربت عن ارتياحها لاعادة المحاكمة، معتبرة انها"فرصة جديدة"لاطلاق سراح الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني المسجونين منذ حوالي سبع سنوات. وقال الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف"تم الغاء احكام الاعدام الظالمة ونأمل بأن تؤدي السرعة والفعالية التي ابداها القضاء الليبي خلال الايام القليلة الماضية الى انهاء المحاكمة في اقرب وقت ممكن". واضاف:"ان هذه المحاكمة الجديدة ستفتح المجال امام انجاز المبادرات الدولية لمساعدة ضحايا هذه الماساة في بنغازي وعودة العلاقات التقليدية الجيدة بين بلدينا". واشادت الولاياتالمتحدة بالقرار"الايجابي"الذي اتخذه القضاء الليبي، وقال ناطق باسم الخارجية الاميركية انه"يشكل تطوراً ايجابياً لانه يزيل خطر تطبيق عقوبة الاعدام"، مذكراً بأن"المجتمع الدولي يعمل مع ليبيا بغية التوصل الى حل شامل". واضاف:"كما ذكرنا سابقاً، لا بد من ايجاد وسيلة تمكن افراد هذا الفريق الطبي من العودة الى وطنهم". كذلك رحب الامين العام لمجلس اوروبا تيري ديفيس بالقرار الليبي، وقال"آمل بأن تبدأ اعادة المحاكمة في وقت قريب وتكون مطابقة لمعايير المحاكمة العادلة والنزيهة المعترف بها دوليا". واضاف:"في اطار اكثر شمولاً، ارحب بالقرارات المتخذة لتعزيز المساعدة الانسانية للاطفال الليبيين المصابين بالايدز، الامر الذي يحتاجون اليه، وآمل بأن تقربنا هذه التطورات الاخيرة من مخرج عادل وانساني في هذه القضية المأسوية".