اقترح وزير الدفاع اليوناني سبيليوس سبيليوتوبولوس في مقابلة اجرتها معه"الحياة"عبر البريد الالكتروني تأسيس بنك دولي لاعادة الإعمار في فلسطين وعقد مؤتمر دولي بشأن العراق. وقال الوزير اليوناني الذي زار اسرائيل والأراضي الفلسطينية أخيراً ان الانطباع الذي خرج به من زيارته للمنطقة هو ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ينظران حالياً في ثلاثة سيناريوهات مستقبلية هي العودة الى مفاوضات الوضع النهائي أو ايجاد دولة فلسطينية ذات حدود موقتة أو انسحابات اسرائيلية أخرى أحادية الجانب. وفي ما يأتي نص المقابلة: ما هي المساهمة التي تستطيع اليونان تقديمها لإنهاء الصراع العربي - الاسرائيلي؟ - اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الاطلسي، وبصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للسنة 2005 - 2006 فإنها تنادي بحل عادل وشامل ودائم للصراع العربي - الاسرائيلي. وتحاول اليونان تقديم خدماتها في اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية، وتعمل كوسيط ومسهل للسلام. والاتفاق الذي تم أخيراً على اعادة فتح معبر رفح المؤدي الى مصر للسماح بحرية الحركة للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة اتفاق تدعمه اليونان. والواقع ان اثينا ستشارك في قوة المراقبين التي شكلها الاتحاد الأوروبي والتي ستشرف على الأمن في معبر رفح، فيما ستكون بلادي مستعدة لفحص أي اقتراح يتعلق بأي مساهمة يونانية محتملة لتنظيم قوات الأمن الفلسطينية ضمن نطاق العملية التي اضطلع بها الجنرال الأميركي وليام وورد. يضاف الى هذا ان اليونان مستعدة لاقتسام خبرتها في مجال اعادة الاعمار في البلقان بعد الصراع هناك مع بلدان المنطقة في ما يتصل بمرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وان تأسيس بنك دولي لإعادة الاعمار والتنمية في فلسطين لتسهيل نمو مصالح الاعمال الصغيرة وتمويل مشاريع البنية التحتية في غزة لايجاد فرص أعمال وتحسين نوعية الحياة من أجل اظهار نتائج ملموسة لفك الارتباط هي خطوات في الاتجاه الصحيح. ما هي حال العلاقات بين اليونان والبلدان العربية حالياً على الصعيدين السياسي والدفاعي؟ - ترتبط اليونان بعلاقات صداقة تقليدية على جميع الصعد السياسية مع البلدان العربية. وقد أظهر رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامنليس مراراً وتكراراً العزم السياسي على العمل مع اصدقائنا وحلفائنا باتجاه انهاء الصراع في الشرق الأوسط نهاية حقيقية وصادقة. وتتبع اليونان ايضاً تعاوناً دفاعياً متعدد الأطراف، الغاية منه ان يكون عامل أمن واستقرار في الشرق الأوسط الأرحب. ونحن نعلق أهمية خاصة على التدريب المشترك، وبناء على ذلك كان من دواعي سرورنا البالغ المشاركة العربية في تمرين ادارة القوات البحرية - الجوية للتعامل مع الكوارث الطبيعية والذي سمي"دولفين - 2005"ونظمته اليونان في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ضمن اطار الحوار المتوسطي لحلف شمال الاطلسي. زرت اسرائيل والأراضي الفلسطينية أخيراً وتحدثت مع كبار المسؤولين في الجانبين. ما هو تقويمك لفرص السلام؟ - من خلال المناقشات التي جرت فإن انطباعي هو ان الاسرائيليين والفلسطينيين يركزون على ما بعد فك الارتباط وفترة ما بعد الانتخابات، وهم ينظرون في السيناريوهات المستقبلية: 1 العودة الى مفاوضات الوضع النهائي، 2 ايجاد دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، أو 3 التعامل مع انسحابات اسرائيلية أخرى احادية الجانب. غير أن الشعور الأعم الذي علمت به من الجانبين هو اليوم التالي للانفصال عن غزة يجب تنسيقه ليس فقط من جانب الفلسطينيين، واسرائيل ومصر، وانما ايضاً من جانب الرعاة الأربعة لخطة خريطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط وهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. وثمة اجماع على أن فك الارتباط مع غزة يتيح فرصة لنقل عملية السلام الى أمام نحو حل سلمي على أساس دولتين تعيشان جنباً الى جنب على أساس الشرعية الدولية: دولة فلسطينية قابلة للحياة، ذات حدود متصلة يسيطر الناس فيها على مصيرهم. والى جانبها اسرائيل آمنة تعيش في سلام ومقبولة في المحيط المجاور. ما تعليقك على التوتر المستمر في منطقة بحر إيجة؟ - ان عدم التزام تركيا قوانين حركة المرور الجوي وقواعد معلومات الطيران لمنطقة أثينا كذلك محاولات الانتهاك والانتهاكات المنهجية للمجال الجوي اليوناني والمياه الاقليمية اليونانية من جانب المقاتلات والسفن التركية هي المسؤولة عن التوتر الحالي في منطقة بحر إيجة. واليونان تبذل جهوداً مستمرة لتخفيف هذا التوتر عبر الحوار مع البلد المجاور ودعم منظوره الأوروبي. ما موقف اليونان تجاه العراق؟ - اليونان تدعم كلياً الجهود الدولية لإعادة إعمار العراق وفقاً لبنود قراري مجلس الأمن الدولي 1483 و1546. وقدمت أثينا مساعدة انسانية للعراق قيمتها خمسة ملايين يورو. ويمثل العراق مثالاً للمنطقة على الامكانات الواعدة لديموقراطية ناشئة والمخاطر التي تحف بها، بما في ذلك المناقشات الدراماتيكية بشأن الدستور، والفيديرالية وعمليات التمرد. أما وقد قلت هذا، فإن عقد مؤتمر دولي بشأن العراق يضم جيرانه والولاياتالمتحدة وروسيا لمناقشة قضايا الأمن عبر الحدود والاستثمار الاقتصادي وتبادل المعلومات بشأن الارهاب يمكن أن يكون خطوة نحو الاتجاه الصحيح ستدعمها اليونان دعماً لا شك فيه.