"إرهاب": الكلمة، الملكةُ، المتربعةُ على عرش العالم - 1 - موسيقى أَذَانٍ تصل إلينا مع الريح، آتية من غوانتينامو. - 2 - "لا يُؤذي أحداً": عبارةٌ تُقال عنه في معرض الاستضعاف والذمّ. - 3 - مقيمٌ في بلد واحد، معيّن. لكنه، في الحق، يُقيم، في آنٍ، في بلدان متعددة. كمثل عروة بن الورد:"يقسّم جسمه في جسومٍ كثيرة". - 4 - مسرحٌ يُسدل فيه الستار لا على الماضي، بل على المستقبل. - 5 - كن وحدكَ، لكن من أجل الناس جميعاً. - 6 - مَن يصمتُ كثيراً، كمثل من يتكلّم كثيراً: يتفكّك، ويتبخَّر. - 7 - يفهم الذين ينتقدونه أكثر مما يفهم الذين يُعجبون به. - 8 - مَن يقرأ ما قيل في عظماء العرب من المتنبي حتى طه حسين ويمكن القول من بداية الإسلام حتى عبدالناصر سيرى أن الكبار في تاريخنا يبدون كأنهم لم يُخلَقوا إلا لكي يُشوّهوا. - 9 - ما أغرب حياتَنا العربية: الموتى الذين يُبعثون فيها أكثر من الأطفال الذين يُولدون. - 10 - حاضرٌ كمثل شيخٍ لا يقدر أن يسير إلا مُتكئاً على عُكاز الماضي. - 11 - تاريخٌ يتصاعد الدخان من فمه ويديه وعينيه. - 12 - يرى ملائكَ لا حصر لهم، غير أنه لا يرى أية وردةٍ في يد أي ملاك. - 13 - ما أوسعَ أوهامه: يحسب الزبد غابات من اللؤلؤ. - 14 - وطنٌ من الألفاظ - جدراناً وحقولاً، طُرقاً وأنظمة. - 15 - إنها ساعة التعب، حيث يفيءُ الشجر نفسه الى الظل. - 16 - لا تظنوا أن العرب استقلوا عن العالم. العالم استقلّ عنهم. - 17 - جاء الظلام وجثم على كل شيء. لماذا يتأخر الضوء، لماذا لا يجيء؟ - 18 - ما أصعبَ أن نمزّق الحُجب التي تطمسُ الدهشة في هذا العالم. - 19 - اذهبْ بعيداً بعيداً في أفق المعنى. - 20 - لا يخاف من خوفه، بل من خوف الآخرين. - 21 - هل يُهنئك؟ تمترس في الجهة التي اخترتها، واثبت، لا تتحرك. أما هو فسوف يظل يتحرك في الجهات الأربع. - 22 - أغبطكَ، أنت المرهق المضطرب، يا من تتابعُ السباحة نحو الضوء، في هذا المحيط من الظلمات. - 23 - ما أغرب الحقيقة: يُصدَّق الكذب أكثر مما تُصدَّق هي. مع ذلك، تُواصل تلألؤها. - 24 - من مشكلات قَدَميه أن الزمن لا تطيبُ له الحركة إلا في رئتيه. - 25 - ما هذه الجهنمات الحمراء التي تؤججينها، أيتها السماء؟ - 26 - كان الحجَرُ يتنهد تحت إزميل النحات السومري أو الفرعوني، وكان له، مع ذلك، شكلُ إله. - 27 - يضع - هو القصبة النحيلة، خططاً لمحو الأعاصير. - 28 - قل للشبكة التي يُمسكُ بها عقلك، أن تنزل أخيراً الى البحر. - 29 - لم يعرف المسيحُ أنّه جميلٌ إلا عندما انحنت المجدلية على قدميه. - 30 - "إرهاب": الكلمة، الملكة، المتربعة على عرش العالم. - 31 - "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي"نشر نصه الكامل في جريدة"النهار"، بيروت"18 تشرين الأول/ اكتوبر 2005 جديرٌ بالتحية والتقدير والمساندة، خصوصاً انه ينهض على رؤية في التغيير والعمل السياسي بالغة الأهمية في تاريخ سورية الحديث: رفض الايديولوجية الشمولية، رفض العنصرية، والإقصائية، والعنف، التوكيد على المواطنية، أياً كان اتجاه المواطن، السياسي، وأياً كان انتماؤه، مما يؤكد الإيمان بالديموقراطية والتعددية. أقول ذلك، وآمل أن أعود لاحقاً الى طرح تساؤلاتٍ فكرية حول هذا الإعلان، ترتبط، على نحو خاص، بالمسألة الدينية، وبالآخر العربي والأجنبي، وبالانسان - مُفرداً، وجمعاً، في الحياة السياسية - الاجتماعية السورية. - 32 - ظاهرة المعارضة في العالم العربي صحية وضرورية، فلا يأخذ العمل السياسي أو الفكري أبعاده الإنسانية الحقة إلا اذا كانت المعارضات شريكة فيه، وجزءاً عضوياً منه. وذلك، خلافاً لما حدث في تاريخنا السياسي، حيث ألغيت المعارضة في مختلف أشكالها السياسية والفكرية، ونظر اليها بوصفها"خروجاً"أو"مروقاً"أو"كفراً"... الخ. وبما أن هذه الظاهرة تتزايد وتنمو وتتنوع، فإنني أحرص، إسهاماً في تأصيلها، وجعلها أكثر فعالية، أن أشير الى بعض المفارقات عند بعض الحركات العربية المعارضة، وبعض المفكرين والكتاب المعارضين، أوجزها كما يلي: 1 - كيف يكون الدين"وطنياً"وپ"ديموقراطياً"وپ"تقدمياً"في بلد، مثل فلسطينوالعراق، ويكون في بلد آخر، مثل إيران ولبنان،"غير وطني"، وپ"غير ديموقراطي"، وپ"رجعياً"؟ 2 - كيف يمكن العمل لإقامة حياة اجتماعية"مَدنية"، في مجتمع نقبل بأن يبقى قائماً على مؤسسات تشريعية دينية، لا تقتصر على الفرد، بوصفه فرداً، وإنما تشمل الجماعة، بوصفها جماعة؟ 3 - كيف تمكن الدعوة الى"عدالة"و"مساواة"و"وحدة"في مجتمع نواصل في كلامنا عليه استخدام مفهومات تناقض هذه القيم، كمثل"الأكثرية"وپ"الأقلية"، ويقوم فيه أفرادٌ كثيرون بجميع الواجبات، من دون أن تكون لهم جميع الحقوق ليس للمسيحي أو الكردي في سورية، مثلاً، الحقوق كلها التي يتمتع بها مواطنه المسلم العربي. وكيف يصح، ديموقراطياً، استخدام مفهومي"الأكثرية"وپ"الأقلية"بالمعنى"العرقي"أو"الديني"؟ 4 - كيف تصح الدعوة الى"وحدة"ثقافية في مجتمع ينهض أساسياً على"التنوع"وپ"التعدد"الثقافيين؟ 5 - كيف تصح الدعوة الى إقامة الديموقراطية وتوكيد حقوق الإنسان في مجتمع يحرص أصحاب هذه الدعوة أنفسهم على أن يظل الدين فيه مؤسسة جماعية، وشرعاً عاماً، وعلى أن يظل الانتماء فيه إيديولوجياً -"قومياً عربياً"، مع أنه مجتمعٌ يتكوّن موضوعياً، إضافة الى ما هو عربي، من"قوميات"أو"أعراقٍ"أخرى، غير عربية، آشورية، تركمانية، سريانية، أرمنية، كلدانية، صابئية... وفيه جماعات تؤمن بأديان أخرى غير الإسلام؟ والمثال الأبرز على ذلك هو العراق قبل سورية.