ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها مصمم أزياء من اليعسوب رمزاً أساسياً في مجموعته ولا هي المرة الأولى التي تتحول فيها العارضات فراشات تتطاير على خشبة العرض فيتحولن جزءاً لا يتجزأ من عنوان المجموعة المقدّمة. "الفراشة واليعسوب"مرة أخرى على خشبات عروض الأزياء، التي كان أبرزها المجموعة التي قدمها جورج حبيقة في الموسم الماضي. لكنها في هذه المرة من اختيار إيلاّ زحلان. اطلقت المصممة اللبنانية فراشاتها إلى سماء خريف - شتاء 2005/2006، من عاصمة الموضة العربية بيروت. فطيّرت في فضاء الموسم البارد مجموعة متميّزة على أجنحة الفراشات واليعاسيب. مجموعة قدمتها زحلان محمولة على الأجنحة. ولم يغب عنوان المجموعة عن أي من قطع المجموعة الواسعة. قلّة من الألوان غابت عن المجموعة التي جاءت غنيّة بالألوان، وتلألأت على خشبة المسرح. وفي حين أضفت الألوان القوية التي كانت حاضرة ك"الارجواني والاحمر والموف والبوردو والاصفر"، دفئاً يتماشى مع برودة الجو المتوقعة في وقت لاحق من الموسم الحالي، لطّفت الألوان الزاهية من الأخضر والبيج والازرق الفاتح الجو ليتماشى مع شمس تشرين الدافئة في سماء بيروت. ملك الألوان الأسود حضر بأناقته في العرض، ورفاهة اللون الأبيض ألقت بظلّها عليه. اجتماع الألوان الرئيسة في مجموعة زحلان لم يحل دون التمتع بأناقة أو كلاسكية الألوان المعدنية التي تضفي سحراً خاصاً وقيمة لا تضاهى على الأقمشة المتنوعة، فجاء الذهبي والفضي والبرونز، إضافة إلى اللون البني الغامق بمثابة تحفٍ ثمينة وجواهر نادرة تزيّن أجساد وأزياء العارضات. تكامل في التصميم أثبتت زحلان قدرتها على التعامل مع مختلف أنواع الأقمشة على صعوبتها، من الحرير إلى التافتا، والغيبير، فالأورغنزا جميعها شكّلت الأرض الخصبة للأكسسوارات التي لعبت دوراً مهماً في العرض، فحملت رمزي المجموعة،"الفراشة واليعسوب"، وقدمتهما بأمانة للجمهور. الأكسسوارات التي زينت الفساتين من تصميم جان بول كارادجيان، الذي استطاع ان يقدم أعماله بطريقة مكمّلة لما قدّمته زحلان، وظهر الانسجام بالتصاميم واضحاً إلى حد التكامل بحيث يصعب على الجمهور أن يفصل بين التحفة المصنوعة من الأقمشة أو تلك التي تتلألأ عليها من المعادن والجواهر. لم تنحصر الاكسسوارات في الأحجار والمعادن المتعارف عليها في عالم الأزياء، والى جانب الكريستال برزت قطع من المرايا، الجلود الطبيعية لا سيما جلد الأفعى. ولم تعتمد زحلان على أكسسوارات كارادجيان فحسب بل قدمت أكثر من قطعة مصنوعة من المعادن والخيوط الذهبية فحوّلت عارضتها إلى حورية في شبكة صياد ماهر. جرأة وتحدٍ جرأة وتحدٍ بارزان تحكما في مجموعة زحلان، وغابت الأزياء"المستورة"، وحلّت مكانها الأزياء المكشوفة وشكّل العمل على قصّات الظهر عاملاً مهماً في إبراز أفكار المصممة التي استطاعت حصر جرأتها في التركيز على الأماكن الأكثر أنوثة في المرأة من دون أن تصل إلى حد الابتذال. اللمسة الخاصة التي تتمتع بها زحلان، بانت واضحة في جميع أزيائها من الفساتين، قصيرة كانت أم طويلة، إلى قدرتها على تطويع الأقمشة بعضها مع بعض، والاستعمال الدقيق للفرو أو الريش أو الجلد، بحيث يزيد الأزياء المعروضة أناقة. "الفراشة واليعسوب"تدليا من الحلق أو العقد، أو الخصر أو الظهر أو النظارات، ولكنهما لم يغيبا عن أي قطعة في العرض حتى عن فستان شكّل ما يشبه مجسماً لشجرة، أو عن ذلك الذي يشبه شبكة الصيّاد ولا حتى عن فساتين الأعراس، فاليعسوب تدلى من الطرحة أو تمّ تطريزه على الفستان نفسه بصرف النظر عن لونه الذي لم يبق سجين اللون الملائكي الأبيض، بل دخلت المرايا والكريستال واللونان الذهبي والفضي عليه، أو دخل إلى أكسسوارات الفستان حتى شكّل موضوع الحلق الذي تدلى من بطون بعض العارضات. التميّز رافق عرض أزياء زحلان في جميع مراحله، وإن كانت قمّته ظهرت مع تعتيم الصالة، لتُضاء بعد ذلك بيعسوب متنقل بجناحين وجسم طويل، حتى بدأت معالمه بالاتضاح شيئاً فشيئاً، ليظهر فستان أبيض يجسّد اليعسوب فيكرّسه ملكاً على العرض. الفستان"اليعسوب"، هو نفسه الذي ارتدته الفنانة هيفاء وهبي في إحدى حفلات برنامج"الوادي"، ووصفته في إحدى المقابلات بأنه من أكثر الفساتين التي ارتدتها تميّزاً. إذ انها شعرت بنفسها فراشة فعلية تطير على رغم ثقل وزن الفستان الناتج من كمية الإضاءة والأشرطة فيه.