مجموعة فالنتينو التي عرضت في إطار أسبوع الموضة في باريس، رسمت الخطوط العريضة لموضة الموسم المقبل. طغى اللونان الأبيض والاسود على المجموعة. أما الألوان القليلة التي دخلتها، فأسهمت في إظهار القصّات شبه الموحدة لجميع الأزياء، بطريقة أكثر وضوحاً. وجاء اللون الاحمر ليضيف حرارةً ودفئاً على العرض الذي نبع من بين طيات الپ"هوت كوتور"وجعل من الأزياء المعروضة تحفاً فنية متراقصة مبرزاً الزّم على جهة واحدة من الخصر وعلى أعلى الصدر. استطاع فالنتينو في مجموعته أن يبرهن مقولة إنّ الرقي والأناقة ينبعان من البساطة، فمزج بين مختلف أنواع الأقمشة، مستخدماً الجلد مع الفرو، والساتان مع الجورسيه. كما ادخل الشيفون والحرير، ولم يهمل التطريز والشّك الذي دخل على أكثر من قطعة في المجموعة. إلاّ أن هذا التنّوع لم يوحِ بأي تكلّف بل بالبساطة الأرستقراطية، إن صحّ التعبير، لا سيما مع اعتماد فالنتينو تسريحات الشعر المرفوعة في شكل papillon أو ما يُعرف بعقدة الفراشة التي ظهرت واضحة في معظم التصاميم إن من خلال الأقمشة أو توزيع الأكسسوارات. حتى أن الماكياج لعب دوراً بارزاً في الجمع بين أناقة المرأة وأنوثتها من خلال التركيز على تثبيت نظرتها الثاقبة مع القليل من أحمر الشفاه من دون أن يحول ذلك دون رؤية تقاسيم الوجه الأخرى. خيوط كالحبال اعتمد فالنتينو في مجموعته على الخيوط التي استخدمها كحبال، لإظهار معالم الانوثة عبر حسر الخصر لإظهار تقاسيم الجسد، أو قصّات على الصدر أو لتحلّ مكان الحزام على الخصر، أو حتى لتنهي قصات من المخمل شكلت وروداً مخملية طُرّزت على الأقمشة. أو عبر ربطها ببساطة تاركاً تزيين نهايتها إلى الأكسسوارات، من اللون الفضي أو من الأجحار الملونة. وانحصرت بذلك الأكسسوارات في مجموعة فالنتينو، بالحبال، والأقراط الطويلة التي حدّت من انحسار الشعر عن الوجه. وإضافة الى الفرو الذي زيّن معظم التصاميم، أدخل فالنتينو الجلد على مجموعة الموسم المقبل. إلاّ أن الأقمشة الحريرية والساتان لم تغب عن المجموعة لتزيدها رقياً، لا سيما مع استخدامها من أجل التطريز على الفساتين بخاصة على ظهر التصاميم، ليبقى السحر محيطاً بالمرأة حتى بعدما تستدير. إذ ان ظهر الفستان يقدّم لوحة مزينة بقصّات المصمم الإيطالي، الذي لم يهمل القفازات الطويلة التي تتماشى مع الفساتين التي تميزت بطولها الزائد من الخلف. أمّا المعاطف والسترات فجاءت ضيقة، أو على الأقل متناسقة مع الجسد. وإن خصّها فالنتينو من خلال اللعب على قصّات الكمّ فجاءت في معظمها واسعة، أو أظهر كمّاً واسعاً من الشيفون أو الساتان تحت الكمّ الضيّق إذا ما وُجِد. تميّزت المجموعة الشتوية، بالأقمشة اللمّاعة، وذلك عبر استخدام الساتان والحرير بصرف النظر عن اللون، أو عبر استخدام أقمشة مخملية وغيرها، تتخلّلها تطريزات باللون نفسه، فتدخل فيها رسوم ورود أو أغصان أشجار، إلاّ أنها تختلف بنوعها اللامع اللون. ولم يغفل فالنتينو الكولونات الشفافة في مجموعته الشتوية، فتنوعت ألوانها بين الأبيض والأسود أو جاءت بلا لون، بما يتماشى مع لون الفستان. أما الأحذية فطغت عليها ألوان المعادن كالفضي والذهبي والبرونزي وهي غالباً ما تتماشى مع مختلف ألوان الأقمشة. إلاّ أنها لم تحلّ مكان اللونين اللذين طغيا على العرض، أي الأبيض والأسود اللذين برزا أيضاً في الأحذية، التي دخل عليها الاكسسوار في شكل بسيط، وفي بعض الأحيان ظهر على شكل أغصان نابتة عشوائياً من مقدمّة الحذاء. "عقدة" فالنتينو بعض الناس يستحقون متابعة كل خطوة من الخطوات التي يقومون بها. فهل تصورت يوماً ما هو شكل عقدة يقوم بعقدها مصمم الأزياء الإيطالي فالنتينو؟ حركة كهذه صادرة عن أنامل رسمت معالم أجساد مئات السيدات في مختلف أنحاء العالم تستحق الوقوف عندها، أو على الأقل تخيلها. نشرت مجلة elle الفرنسية صوراً تظهر الوجه الآخر لمصمم الأزياء العالمي فالنتينو، ويظهر فيها مداعباً ابنة الممثلة الاميركية غوينيث بالترو وكريس مارتن. وأشارت المجلة الى أن أبل Apple سنتان، التي أثار اسمها الذي يعني تفاحة نوعاً من الجدل، وهو أكثر أسماء أطفال المشاهير غرابة، تقضي عطلة مع والدتها على يخت فالنتينو في ميناء بورتو فينو في ايطاليا. وفي حين تُظهر الصور"أبل"، التي لا تشعر بالحظ الذي تتمتع به، بين يدي والدتها ويقوم فالنتينو بمداعبتها ويجهد لرسم ابتسامة على شفتيها الصغيرتين، وحتى يعلمها كيفية مصّ إصبعها... فإنها ستعلم عندما تكبر وترى صورها أنها حظيت بما حلمت به مئات النساء حول العالم. فهي على الأقل، نالت لمسة فالنتينو السحرية على أزيائها، وإن عبر عقد فوطة تغطي صدرها فوق حفاضاتها. إذ أنه يبدو أن والدتها أرادتها أن تشعر بالراحة الفعلية خلال الاجازة. وبما أن الصور لا تظهر الشكل النهائي للعقدة، لا يبقى أمام مخيلة كل منّا إلاّ تصوّرها. ولكن هل ستعي أبل، أنها واحدة من القليلات اللواتي زارهن الحظ في مهدهنّ؟ إذ أنه لا يمكن تصنيف قيام فالنتينو بربط فوطتها وهي بعمر السنتين إلاّ بداية مشوارها مع الأناقة.