النجاح المحدود الذي حظي به مهرجان جرش هذا العام انعكس على مجمل نشاطات صيف الأردن الفني، الذي اعتبره كثيرون"صيفاً ميتاً"لم يستطع حصد جزء بسيط من نجاحات أي من فصول الصيف الفائتة. كان بدء النجاح المحدود لمهرجانات الصيف، إن لم نقل الفشل، بالفتور الجماهيري والإعلامي الذي قوبل به مهرجان"الفحيص"للثقافة والفنون. فالمهرجان انطلق وانتهى من دون أن يثير جلبته المعهودة، التي تظل في الإجمال أقل من أي نجاح يحققه مهرجان جرش في"عزه". لكن كثيرين رأوا في تغيير موعد المهرجان سبباً أساسياً في ابتعاده من النجاح. فهو كان ينطلق دائماً بعد مهرجان"جرش"لا قبله كما حصل هذا العام. هذا على رغم أن المهرجان لم يعمد إلى تغيير شيء جوهري في نشاطاته، وظل على حاله مركزاً أكثر على الجانب الثقافي وإقامة المحاضرات والندوات. على كل، لا يعتبر عدم نجاح مهرجان الفحيص سبباً أساسياً في فتور صيف عمان. فالسبب الأساسي كان مهرجان"جرش"الذي عانى في دورته الأخيرة الأمرين، ولم يحقق حضوراً جماهيرياً يشفع لاسم المهرجان الأكثر شهرة في الأردن. كان"سقوط"مهرجان جرش هذا الصيف هو الحدث الأساسي. ولم تنجح من الأمسيات إلا أمسيتي فضل شاكر وعمر العبداللات، فيما خان النجاح فنانين آخرين مثل صابر الرباعي ونوال الزغبي، وبدرجة أقل هاني شاكر، في شكل غير متوقع. لكن الحديث الآن في عمان ليس فشل"جرش"، إذ بدا للجميع أن صيف عمان أصلاً لم ينجح، وظل فاتراً وخالياً من النشاطات الفنية التي تراكمت كلها في فترة واحدة. لذلك لا يمكن أن يلام مهرجان"جرش"، فهو استقطب نجوماً يمكنهم جذب الجمهور، وأقيم في موعده. لكنه جاء في صيف فاتر لم يشبه أي صيف عمّاني آخر إلا من ناحية حرارته المرتفعة. في المقابل، وعلى عكس فشل المهرجانات الفنية المعروفة في صيف المملكة، نجح مهرجان واحد هو مهرجان القرية العالمية في نسخته الثانية، وهو الذي استضاف فنانين كثراً، مثل وائل كفوري وراغب علامة وميريام فارس ومروان خوري وسواهم. لكن نجاح المهرجان لم يكن نابعاً أساساً من الشق الفني له، وإنما من كونه مكاناً تتجمع فيه مشغولات يدوية ومأكولات شعبية في أجنحة مخصص كل واحد منها ليمثل دولة معينة، فكان أكثر من مهرجان فني. ومنذ انتهاء مهرجانات الصيف، مهرجانات"الفحيص"و"جرش"والقرية العالمية على وجه الخصوص، وليالي عمان الفنية هادئة جداً، وقريبة من ليالي الشتاء الباهتة. حتى أن قدوم شهر رمضان القريب قد يلغي ما بقي من نشاطات فنية كان يمكن أن تقام في ليالي عمان، قبل قدوم الشتاء، وبدء السبات الشتوي"رسمياً".