أكد الفنان اللبناني مارسيل خليفة أن" زمن العولمة فرض على المبدع معادلة صعبة: التعايش مع قدر أكبر من الليبرالية من جهة، والتعبير عن نفسه بصدق وأصالة". ولفت إلى أن عليه أن يبقى أكثر يقظة وتشبثاً بالتزامه الحر وأكثر وعياً بدوره في خدمة التقدم. أضاف خليفة، خلال ندوة صحافية عقدت لتقديم مهرجان العود الذي سيشهده قصر الفنون الجميلة في العاصمة البلجيكية بروكسيل الشهر المقبل، أن"الفنان يبقى الناقل الأصدق لجراح الناس وأحلامهم... لذا عليه أن يحافظ على نزعته الإنسانية". خليفة الذي اختير في حزيران يونيو الماضي من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو فناناً للسلام، يحلّ ضيفاً على قصر الفنون الجميلة في بروكسيل لتقديم فعاليات مهرجان العود التي سيشهدها القصر في الفترة الممتدة بين الحادي عشر والخامس عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل. مهرجان قد لا يجد الجمهور فارقاً بينه وبين مهرجانات بعلبك أو بيت الدين في لبنان أو قرطاج في تونس أو"جرش"في الأردن أو تطوان في المغرب. فللمرة الأولى، يجتمع في بروكسيل عازفون يمثّلون مختلف المدارس الشرقية للعزف على آلة العود. عازفون من أمهر مطوّعي هذه الآلة جاؤوا من لبنانوالعراق والمغرب والقسم الأندلسي من إسبانيا... وحتى بروكسيل: مارسيل خليفة لبنان، نصير شمة العراق، سلطان العود المغربي سعيد الشرايبي والإسباني جوزيه ميغيل مورينو بالإضافة إلى العازف البلجيكي من أصل مغربي عابد بحري... كلهم سيسبغون حلّة شرقية على أمسيات بروكسيل. فطوال قرون كان العود مجرد آلة مرافقة للغناء. لكن الفنان الراحل منير بشير كسر هذه القاعدة ليترك له حرية الانفلات و التحليق في فضاءات موسيقية لم تكن الأذن العربية تعرفها. وإذا كان منير بشير قد رحل، فإن أحد أنجب تلاميذه، وهو نصير شمة، سيكون على الموعد. تماما كمارسيل خليفة الذي وصل في علاقته بالعود إلى حدّ التحرّر من كل القيود التقنية والفنية ليفسح المجال للموسيقى التي تملأ القلوب طرباً. طربٌ حملت فكرة تحويله إلى مهرجان جمعيتا"موسم"في أنتويرب و"ريزونانس"في بروكسيل، قبل أن يحتضنه قصر الفنون الجميلة بالعاصمة البلجيكية. وهو أرقى منصة سيتاح من خلالها للأوتار الشرقية أن تتراقص على مدى أربعة أيام من الفرح في عاصمة الاتحاد الأوروبي.