دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري السياسيين الى قراءة سياسية للوضع في المنطقة،"فتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس الاول قبل شهر ونصف شهر واكبه مشهد عراقي هو غير المشهد العراقي الذي واكب تقريره الاخير، وفي الامر عبرة". وأعرب بري عن تقديره"ان هناك فرصة للبنان يجب ان يستفيد منها، وهذا الكلام موجه الى 14 آذار مارس و8 آذار، وأنا مقتنع بأن الحقيقة لا تظهر الا اذا كان الشعب اللبناني متضامناً، كما ان المقاومة لا تستمر الا اذا كان الشعب متضامناً أيضاً". ونقل رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ عن بري تأكيده بعد زيارته على رأس وفد من المجلس"انه مع الاعلام ظالما او مظلوماً"، معتبراً"ان الجو السياسي هو الذي يحكم المناخ الاعلامي حالياً". وعرض بري المعطيات التي تقف وراء مبادرته بالسؤال:"لم اسمع احداً لا يريد معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما لم اسمع أحداً يقول انه ضد المقاومة. ولكن واقعاً، رسمت صورة للبلد كأن هناك اناساً مع المقاومة ضد كشف الحقيقة وآخرين مع كشف الحقيقة ضد المقاومة، وهذا ما دفعني بعد تفكير عميق الى طرح المبادرة الدعوة الى الحوار، خصوصاً ان هناك اناساً، ويا للاسف، صاروا يرون في سورية اسرائيل. وان مثل هذه المبادرة تفرضها الاوضاع، ذلك ان لا احد يعرف كيف ستكون عملية لعبة الأمم حيث لا كاريتاس ولا جمعيات خيرية". وأكد بري كما نقل عنه محفوظ قناعته"بأن الحقيقة لا تظهر الا اذا كان الشعب اللبناني متضامناً، كما ان المقاومة لا تستمر الا اذا كان الشعب متضامنا أيضاً". وأضاف بري:"بالنسبة الى سورية، لم أسمع احداً في لبنان يقول انه لا يريد سيادة الوطن واستقلاله، وألفت الى انني أول من تكلم على تبادل السفراء بين لبنان وسورية، في مناسبتين: الاولى في خطاب الاونيسكو مع الاستاذ غسان تويني والثانية في المجلس الاعلى السوري - اللبناني". وأشار محفوظ الى ان بري حصر"نقاط الحوار بثلاث: حقيقة الاغتيال والاغتيالات ومتفرعاتها مثل لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية والقرار الرقم 1559 ومتفرعاته، ومن هذه المتفرعات مزارع شبعا وترسيم الحدود، وأفترض ان مثل هذا الحوار يمكن ان يجيب عن السؤال التالي: هل المقاومة ميليشيا ام مقاومة؟ انا لم اسمع احداً لا يعتبر ان المقاومة ليست مقاومة، ولست مطمئنا بتاتاً الى اسرائيل. ونلاحظ ان البعض يطرح ان الشيعة يحاولون تغيير موقف مجلس الأمن، فهل اصبح مجلس الامن شيعياً؟". والنقطة الثالثة التي تحدث عنها بري"العلاقة مع سورية، ولقد وضعت لها معادلة أن لبنان لا يحكم من سورية، ولكن لا يحكم ايضاً ضد سورية. هذه المعادلة سيادية. ولكن لمصلحة لبنان ألا يعاد النظر في الاتفاقات اللبنانية - السورية؟ أما إذا أرادوا فلا مانع من الحوار. وأهم بند في النقطة الثالثة هو اننا اذا اردنا التوصل الى الحقيقة في النقطتين الاولى والثانية، فهذا غير ممكن من دون النقطة الثالثة. وبالتالي فإنه ضرب جنون ان تضع اسرائيل في جيبك وتعادي سورية". واذ كرر بري امام الوفد أنه"خادم للحوار الى ان يعقد"، وعندها يتصرف بصفته فريقاً في الحوار على قاعدة انه مع كشف الحقيقة والتمسك بالمقاومة ومع العلاقات اللبنانية - السورية. قال:"ان لا غنى عن الحوار، وأعتقد ان هذه العناوين الثلاثة المطروحة لن تتطلب وقتاً طويلاً لانتاج تفاهمات حولها. وان الحوار ينعكس على اقتصاد البلد ولا سيما ان في الاجواء اتجاها لدعم دولي وعربي بما يشبه باريس، وطفرة مالية خليجية ضخمة ببلايين الدولارات مهيأة للتوظيف في لبنان، فيما نحن نغرق في الفقر ومشكلات البطالة والتنافر". وتحدث بري عن"تقدم بطيء"في ما يتعلق بالازمة الوزارية. وقال امام وفد من مجلس نقابة الصحافة الايرانية ان"لا مصلحة للبنان على الاطلاق في ان يكون هناك عداء بينه وبين سورية، فلبنان له ثلاثة حدود: اسرائيل، وهي عدوة، وسورية وهي شقيقة، والبحر الابيض المتوسط. فإذا أردنا ان نعادي سورية فعلى الشعب اللبناني كله ان يسبح يومياً".