غادر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لندن الى شرم الشيخ، على ضفاف البحر الأحمر، في عطلة قصيرة، يقضي خلالها الايام الأخيرة من العام الجاري بعيداً عن الثلوج التي بدأت تهبط على بريطانيا مع قيام البرلمان البريطاني بعطلة، كذلك الاحزاب وكافة مؤسسات الحياة السياسية. وقد اعلن مكتب رئيس الوزراء عن رحلته الى شرم الشيخ بتجنب الضجة العام الماضي، حيث ظلت الصحف واجهزة الاعلام تبحث عن توني بلير وعائلته حيث وجدتهم في منطقة الكاريبي. وطلبت اجهزة مكتب رئيس الوزراء من الاعلام البريطاني عدم الاعلان عن الرحلة قبل وصول بلير» الى شرم الشيخ. ولم يستخدم رئيس الوزراء الطائرة الملكية التابعة للملكة اليزابيت وقصر بكنغهام. كما لم يستخدم طائرة تابعة للطيران الحربي الملكي البريطاني. وقال مكتب رئيس الوزراء ان العطلة خاصة وقصيرة تستمر لعدة ايام يعود بعدها بلير لاستئناف نشاطه السياسي مع الاستعداد لعودة البرلمان ووجود قائمة ببرامج ساخنة للغاية ستكشف مدى التمرد الداخلي ضد رئيس الوزراء من اعضاء في حزبه الحاكم يعترضون على صلاحيات بلير. واعتاد بلير «منذ عدة سنوات اختيار شرم الشيخ» لقضاء عطلة نهاية العام. وقد اختار المكان نفسه رغم تفجيرات ارهابية تعرض لها المنتجع في شهر يوليو الماضي. واختيار شرم الشيخ «من بلير» يدفعها مجدداً لاحتلال مكانة لجذب السياح على ضفاف البحر الأحمر في عملية مناهضة صريحة للارهاب وعدم الخضوع له. وكان «بلير» منذ عدة سنوات في ضيافة الرئيس المصري حسني مبارك. وقال مكتبه ان رئيس الوزراء اختار ان يتبرع بمبلغ من المال يكافئ كلفة اقامته. الى احدى الجمعيات الخيرية المصرية. وتحدثت تقارير عن ان بلير «في ضيافة اصدقاء له في منتجع شرم الشيخ» وانه قد يلقى الرئيس مبارك خلال هذه الرحلة في زيارة غير رسمية، حيث يرتبط رئيس الوزراء البريطاني وزوجته السيدة شيري بعلاقات صداقة مع الرئيس المصري وزوجته السيدة سوزان. وعندما كانت حرم الرئيس المصري في زيارة لبريطانيا استقبلت زوجة رئيس الوزراء البريطاني على العشاء في مقر السفارة المصرية في منطقة باركلين وسط لندن. ويستريح بلير من عناء عام كامل، شهد اجتماعات قمة الدول الصناعية ورئاسة بريطانيا للاتحاد الاوروبي واضافة عشرات المؤتمرات والتعامل مع احداث ارهابية وقعت في لندن شهر يوليو الماضي. وقد جاء الحادث بعد يوم واحد من فوز بريطانيا بتنظيم دورة الالعاب الاولمبية في عام 2012. وتعرض بلير في عام 2005 لهزيمة داخل البرلمان، عندما صوتت الاغلبية من اعضاء حزبه ضد مشروع قانون جديد تقدمت به الحكومة لمحاربة الارهاب وتغليظ الاجراءات ضد ناشطين يطرحون مواجهات مع الحكومة مرتبطة بعمل المساجد ودور الجالية الإسلامية في حياة المجتمع البريطاني. عام 2005، شهد نجاح حزب العمال الحاكم للمرة الثالثة، وهو الامر الذي لم يحدث من مائة عام عمر الحزب التاريخي. ويتوقع مراقبون ان يكون عام 2006 صعباً لرئيس الوزراء اذا استمر التمرد من داخل حزبه على سياساته. وهناك توقعات ان يشهد العام الجديد تنحي بلير عن السلطة، اذ تعرض لهزيمة قوية داخل البرلمان، خصوصاً ان هناك عدة مشروعات لقوانين سيطرحها رئيس الوزراء لا تجد الاجماع الكامل من اعضاء حزبه.