مع إعلان البطل العالمي السعودي هادي صوعان قرار اعتزاله اللعب بشكل نهائي، تكون السعودية خسرت رياضياً بمعنى الكلمة، ترك بصمة وصيتاً يحلم به كل رياضي، ليس في السعودية فقط بل في جميع أنحاء العالم، الى تحقيق ما حققه البطل العالمي من انجازات، ولعل اهمها تلك الميدالية الفضية الاولمبية التي حققها في سيدني عام 2000 والتي جعلت صوعان أشهر رياضي سعودي على الإطلاق بين كل الرياضيين. صوعان ذلك الأسمر، المولود في 30 كانون الأول ديسمبر 1974 والذي سيدخل عامه الپ33 بعد ايام، حاملاً الرقم العربي، لم يندم ابداً عندما تحول من اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم وهي كرة القدم، الى ألعاب القوى واختار لعبة ينفر منها الرياضيون لصعوبتها، فإذا كان النقاد أطلقوا على لعبة 400متر حرة بقاتلة الرجال، فان الصفة التي يمكن أن تطلق على تلك اللعبة التي اختارها صوعان، هي لعبة الموت لصعوبتها عن بقية الألعاب والتي تحولت في ما بعد بالنسبة إليه الى وسيلة لإثبات الذات"أخذت عقلي وكل تفكيري وطغت على جميع هواياتي، فانا أتنفس العاب القوى واشرب العاب القوى، التي غيرت مجرى حياتي بالكامل، وبخلاف ما حققته من انجازات فان الانجاز الأهم هو حب الناس لي". وجاءت بداية بطلنا الذي أعلن اعتزاله بعد تحقيقه ذهبية سباق 400 حواجز في بطولة الخليج في عام 1995 وحقق نتائج جيدة، إذ توج بطلاً للعرب في العام ذاته، وغاب عن المشاركة في الدورة العربية في لبنان عام 1997، لكنه توج بطلاً للدورة العربية في الأردن عام 1999 قبل ان يبلغ الذروة من خلال إحرازه الفضية في سيدني، مانحاً في الوقت ذاته بلاده السعودية أول ميدالية في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، وفرض اسمه في كل البطولات التي شارك فيها واصبح هدفاً رئيسياً لجميع الأبطال لكسبه، لان ذلك الفوز هو الطريق للذهب ويفخر البطل السعودي العالمي - الذي اختارته مجلة"تراك اندفيلد نيوز"الأميركية المتخصصة في ألعاب القوى ضمن أفضل عشرة لاعبين في العالم في كل مسابقة لعام 2002، فجاء في الترتيب الرابع في سباق 400متر حواجز والذي نال المركز الثالث عربياً في استفتاء نظمته قناة تلفزيونية امارتية، متقدماً على نجوم كرة القدم العربية، على رغم شعبيتها، وكذلك حصوله على أفضل رياضي سعودي في عام 2004 والذي على اثره نال جائزة مسابقة ابها الوطنية التي كانت تقام على هامش دورة الصداقة على كأس الأمير عبدالله الفيصل - بما ناله من تكريم من جميع المسؤولين من أعلى سلطتين سياسية ورياضية. صوعان كان يمني النفس بان تكون نهايته عالمية وتحديداً في بطولة هلسنكي التي تأهل فيها الى الدور النصف النهائي وهو ما اعتبره انجازاً، نظراً إلى استعداده الضعيف، ولا يبدو ان صوعان قلق على مكتسباته السابقة، بعد ان ترك إرثاً جيداً، هو خليفته القادم البطل إبراهيم الحميدي.