رفض الناطق باسم الحكومة البريطانية التعليق على تقرير وثيقة، نُشر امس وتناول محادثات أجراها رئيس الوزراء توني بلير والرئيس جورج بوش، وما تردد عن اقناع بلير الرئيس الأميركي بعدم شن ضربة عسكرية ضد مبنى قناة"الجزيرة"في قطر التي تستضيف اكبر قاعدة عسكرية اميركية، تستخدمها قوات خاصة بريطانية، في المنطقة العربية. ووصف ناطق باسم البيت الابيض"التقرير"بأنه"سخيف". وقال ل"الحياة"انه"لا يستحق عبء التعليق عليه". ومع مطالبة نواب بريطانيين الحكومة بنشر نص التقرير احالت الحكومة موظفين على المحكمة للتحقيق معهما"في تسريب وثيقة رسمية". وكانت صحيفة"ديلي ميرور"نسبت الى مصدر قوله ان وثيقة، تحمل عبارة"سري للغاية"، سجلت ما ذكره بوش بأنه قد"يُصدر أوامر بشن غارة جوية على مبنى مكاتب واستوديوهات قناة الجزيرة في قطر". وقالت ان بلير عارض"الهجوم على المحطة التي تبث من دولة صديقة للغرب في الخليج". ونسبت الى مصدر حكومي قوله إن"تهديد بوش كان في إطار المزاح"، لكنها نقلت عن مصدر آخر إن بوش"كان جاداً بالفعل... كما أن بلير كان جاداً في تحذيره". وأبلغ مسؤول اميركي"الحياة"ان"اميركا لا تحتاج الى قصف مقر الجزيرة... لو كنا نريد تعطيلها لارسلنا جنديين لمنع الموظفين من دخوله!". وأشارت الى ان"الجزيرة"أثارت غضب الادارة الأميركية باذاعتها رسائل وأشرطة لتنظيم"القاعدة"وزعيمه اسامة بن لادن علاوة على بث أشرطة تلفزيونية تصور الجنود الأميركيين والمدنيين العراقيين الذين لقوا حتفهم في العراق. وذكر المصدر الحكومي ان المحضر، يحتوي ملخصاً لما جرى اثناء زيارة بلير الى البيت الأبيض في 16 نيسان ابريل 2004 في أعقاب المحاولة الاميركية الفاشلة للقضاء على"المتمردين"في الفلوجة حيث قتل حوالى 30 من المارينز. ورفض ناطق باسم بلير صباح امس التعليق. وقال:"ليس لدينا أي شيء نقوله لأننا لا نعلق على ما جاء في وثائق مسربة". لكن وزير الدولة السابق للشؤون الدفاعية بيتر كيلفويل الذي عارض الحرب على العراق، طالب بنشر نص الوثيقة وانضم اليه لاحقاً بعض نواب العمال والليبراليين مشددين على ان"نشر الوثيقة يحافظ على الشفافية". وكشفت"ديلي ميرور"ان مكتب النائب العمالي توني كلارك تلقى نص الوثيقة في أيار مايو العام الماضي. وأعاد كلارك، الذي فقد مقعده في البرلمان، الوثيقة الى"داونينغ ستريت"بسبب مخاوفه من أن حياة الجنود البريطانيين في العراق قد تتعرض للخطر. وتم اتهام ديفيد كيوغ، الموظف في وزارة الخدمات المدنية، بخرق قانون سرية المعلومات بعدما قدم الوثيقة الى ليو اوكونور، الباحث في مكتب كلارك. وسيمثل الاثنان أمام محكمة"بوستريت"وسط لندن الاسبوع المقبل. ونقلت محطة"الجزيرة"على موقعها الالكتروني نبأ الصحيفة البريطانية من دون تعليق. وتعرضت مكاتب المحطة الى"مضايقات"عربية كثيرة كما ان ادارة بورصة نيويورك منعت، في آذار مارس 2003، مراسلها من البث مباشرة من ردهة التداول"لاعتبارات امنية". وكانت القوات الاميركية قصفت مكتب المحطة في كابول ودمرته اثناء الحرب من دون ان يُصاب احد كما قصفت مكتبها في بغداد في نيسان ابريل 2003 ما ادى الى مقتل مراسلها طارق ايوب. يُشار الى ان مراسل المحطة السابق في كابول تيسير علوني حُكم في اسبانيا، في ايلول سبتمبر الماضي بالسجن 6 سنوات بعد ادانته بتهم ارهابية.