اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في اجتماع مع الرئيس جورج بوش امس عن غضبه من عرض تلفزيونات عربية صوراً لجنود بريطانيين قتلى وأسرى. وقال الناطق باسم بلير للصحافيين ان رئيس الوزراء البريطاني صدم بعدما بثت قناة "الجزيرة" صوراً لرجلين قالت انهما أسيرا حرب بريطانيان، كما عرضت صوراً لجثتي آخرين قالت انهما قتلا في القتال. وقال الناطق: "كنا نتوقع حدوث ذلك حين كنا في الطائرة ولدى وصولنا ابلغنا بأمر الصور. كان رد فعل رئيس الوزراء كما تتوقعون. شعور بالصدمة للقتل في حد ذاته وايضاً لأن الصور عرضت". ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق قائلة انه تجري دراسة الصور. وهي أوضحت لاحقاً أن الأسيرين هما سائقان للشاحنات تعاقد معهما الجيش البريطاني. وجاء رد فعل الصحف البريطانية على بث هذه الصور عنيفاً فكتبت صحيفة "دايلي ميرور": "فيلم مروع عن بريطانيين قتلى". وكتبت "ذي تايمز": "جثث بريطانية ملقاة في الرمال وسط صيحات الشماتة". و صعد قائد القوات البريطانية في الخليج برايان باريج من الحرب الكلامية ضد قناة "الجزيرة"، قائلا ان القناة تجازف بأن تكون أداة دعائية عراقية. وافتتح باريج مؤتمره الصحافي في مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر امس بادانة القناة لعرضها صوراً "مروعة عن قرب" لجنديين بريطانيين قتلا في المعركة في وقت سابق من الاسبوع الجاري في العراق. وقال: "يشكل مثل هذا التصرف المشين انتهاكاً لمعاهدة جنيف". واضاف انه يحمل السلطات العراقية مسؤولية تصوير شريط الفيديو وليس "الجزيرة" لعرضها اياه. ولكنه اتهم القناة العربية باتخاذ خيارات تحريرية غير حكيمة محذراً اياها بأنها قد تكون تعمل لمصلحة بغداد. ورد مراسل "الجزيرة" جواد العمري قائلا لباريج ان قناته التلفزيونية منظمة مستقلة لجمع الاخبار وملتزمة عرض الآثار الانسانية للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على العراق. واضاف العمري في مقابلة مع "رويترز" ان "الجزيرة" تقدم تغطية اخبارية من الجانبين، بما في ذلك عرض المؤتمر الصحافي لباريج على الهواء مباشرة، مضيفاً ان القناة حريصة على نقل الوقائع كما هي. وتواجه "الجزيرة" التي تجذب نحو 35 مليون مشاهد في العالم العربي انتقادات متزايدة من المسؤولين الاميركيين والبريطانيين لتغطيتها للحرب ضد العراق. ومنعت بورصة نيويورك مراسلها الثلثاء الماضي من بث تطورات البورصة في اجراء اعتبر انه رد على تغطية القناة للحرب. ونتيجة للمضايقات التي تتعرض لها القناة وآخرها هجوم قراصنة على موقعها على شبكة الانترنت، تقرر تأجيل اطلاق الموقع الانكليزي "الجزيرة-نت" من اول نيسان ابريل المقبل الى منتصفه. من جهة اخرى، اعلنت قناة "العربية" الاخبارية التي تبث من دبي انها فقدت فريقا صحافيا تابعا لها يغطي الحرب في جنوبالعراق منذ السبت الماضي. وقالت القناة امس ان "مساعيها متواصلة للحصول على مزيد من المعلومات عن مصير طاقمها المكون من مراسل وفنيين"، وهم وائل عواد مراسل سوري، وطلال فوزي المصري مصور لبناني وعلي حسن صفا فني لبناني. وقال ناطق باسم القناة ان الفريق كان مع الفرقة 101 الاميركية المجوقلة التي دخلت العراق انطلاقا من الكويت مع انطلاق الحرب الخميس الماضي. واضاف ان الفريق كان بين الزبير والناصرية عندما فقد الاتصال به. وقالت القناة ان "الفريق دخل من الاراضي الكويتية لتغطية الجبهة الجنوبية للعراق وبعث بعدد من التقارير والاخبار منذ بدء العمليات العسكرية في جنوبالعراق الخميس الماضي ولكنه اختفى بعد ثالث ايام الحرب". وتابع الناطق ان وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون تؤكد انها لم تسجل ضحايا في صفوف الصحافيين في المنطقة التي فقد فيها اثر فريق "العربية". ولقي صحافيان مصرعيهماس منذ بدء الحرب، وهما البريطاني تيري لويد، الذي قتل في جنوبالعراق، في ما يبدو، من نيران لقوات التحالف، والاسترالي بول موران وهو مصور. وفي واشنطن، قالت صحيفة "نيوزداي" الاميركية ان اثنين من مراسليها في بغداد اختفيا منذ يومين بعدما جمع المسؤولون العراقيون العديد من المراسلين الاجانب لطردهم من البلاد. ودخل المراسل مات مكاليستر 33 عاماً المدير السابق لصحيفة "نيوزداي" في الشرق الأوسط والمصور موزيس سامان 29 عاماً العراق قبل شهر بتأشيرات موقتة اعطيت للصحافيين الذين كانوا يغطون المحتجين المناهضين للحرب الذين تطوعوا كدروع بشرية ضد الهجمات العسكرية الاميركية. وقال توني مارو رئيس تحرير "نيوزداي" ان الصحيفة لم تتصل بهما منذ الاثنين بعدما أبلغ المسؤولون العراقيون الرجلين على ما يبدو أنهما سيتم نقلهما الى الحدود مع الأردن أو سورية ويستبعدان مع نحو ثمانية آخرين بسبب انتهاء تأشيراتهم أو لعدم وجود تأشيرات ملائمة معهم.