أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة أن يتم العمل على ترسيخ رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش في إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب بسلام واستقرار مع إسرائيل. وأضاف أبو مازن في مؤتمر صحافي، عقب لقائه ديفيد وولش، مساعد وزير الخارجية الأمريكية، في مقر الرئاسة بمدينة غزة: «نحن نقدر اهتمام الإدارة الأمريكية بما يجري على أرضنا، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب وإعادة الانتشار والخروج الإسرائيلي من قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، وكذلك الاهتمام بمستقبل المنطقة. وأشار أبو مازن إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أوفت بكافة تعهداتها تجاه الفلسطينيين فأرسلت خمسين مليون دولار، من أجل مشاريع سكن وغيرها حتى تخلق فرص عمل في قطاع غزة، وكذلك وافقت على إرسال ثلاثين مليون دولار لمشاريع المياه. كما أن الإدارة الأمريكية ستطلب من الدول المانحة مزيداً من الدعم الاقتصادي للسلطة الوطنية من أجل النهوض بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي في قطاع غزة والضفة الغربية، وهناك مشاريع أخرى من أجل الضفة الغربية. وحول اللقاء الذي تم بينه وبين مساعد وزير الخارجية الأمريكي شدد عباس، على أنه تم خلال اللقاء الحديث كثيراً عن المرحلة المقبلة، واهتمام الإدارة الأمريكية بإجراءات جديدة في الضفة الغربية. وأضاف قائلاً: «سنتابع اتصالاتنا مع الإدارة الأمريكية، مقدراً عالياً موقفها وبالذات تصريحات كونداليزا رايس الأخيرة حول غزة والتي جاء فيها: إن غزة ليست أولاً وأخيراً، ولكن أولاً ولابد من خطوات. وبالنسبة للدور المطلوب من الإدارة الأمريكية بعد انتهاء الانسحاب من غزة، قال عباس: إن هناك خطوات متفقاً عليها، وخطوات أعلنت من قبل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والوضع الاقتصادي، وهذا ما بدأ تطبيقه الآن، مضيفاً: «هناك خطوات أخرى تحدثنا عنها وتتحدث عنها الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بالعودة إلى حدود 28 أيلول- سبتمبر 2000، وفيما يتعلق بتجميد الاستيطان وجدار الفصل العنصري وغير ذلك، ونوه إلى أن هذه كلها أشياء سنتابعها مع الإدارة الأمريكية كي نصل إلى تطبيق رؤية الرئيس بوش في إقامة دولة فلسطينية لتعيش جنباً إلى جنب بسلام واستقرار مع دولة إسرائيل. وفيما يتعلق بالحديث عن خروج المستعمرين من «نيتساريم» في قطاع غزة، إلى «أرئيل» في الضفة الغربية، قال أبو مازن: «ما يهمنا الآن هو أنهم يخرجون من غزة، معتبراً الاستيطان كله غير شرعي في الأراضي الفلسطينية». ومن جانبه قال ديفيد وولش مساعد وزير الخارجية الأمريكي: «أن الولاياتالمتحدة ترى أن خطة فك الارتباط الإسرائيلية فرصة مهمة لإعادة تفعيل خارطة الطريق ولاتخاذ خطوات إلى الأمام من أجل مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين«، مشيراً إلى أنه بالنوايا الحسنة والعمل الجاد سيتحقق لدى الطرفين مستقبل أفضل، وستكون المنطقة أكثر أمناً وحرية من ذي قبل. وحول العلاقات الفلسطينية الأمريكية أوضح وولش، أن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى استمرار العلاقة الممتازة مع السلطة الفلسطينية وقيادتها المنتخبة ديمقراطياً بقدر استمرار جهودها من أجل بناء مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني واستمرار جهودها في بناء المؤسسات الأمنية من أجل القضاء على العنف والإرهاب، مشيراً إلى أنه ناقش خلال لقائه بالرئيس عباس قضايا أمنية واقتصادية، مضيفاً أن للرئيس عباس برنامجاً اقتصادياً قوياً يهدف إلى إنعاش الاقتصاد في غزة والضفة الغربية، وأكد على أن الولاياتالمتحدة تدعم ذلك بمساعدات إضافية. إلى ذلك أكد أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة في تصريح له، على أنه لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات مع الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بموضوع الترتيبات الإدارية في المعابر خاصة معبر رفح والمطار، معرباً عن أمله في أن تؤدي زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد وولش لغزة إلى إحداث دفعة في هذا الموضوع . من جانب آخر انتهى فجر أمس الأحد الاجتماع الذي عقد بين اللجنة الوزارية المختصة بشئون الانسحاب الإسرائيلي برئاسة الوزير محمد دحلان ولجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية والتي شارك فيها عدد من قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة . وفي تصريح له عقب انتهاء الاجتماع قال محمد الهندي القيادي بحركة الجهاد الإسلامي: «أن اللقاء تناول كافة المواضيع وخاصة ملف الانسحاب والأراضي والمشاريع المقترحة موضحا أن اجتماعا سيعقد اليوم بين الطواقم الفنية والفصائل». كما أكد القيادي في حماس محمود الزهار من جانبه على ايجابية اللقاء، مشدداً على ضرورة إنجاح التجربة بأعلى درجة من الإتقان من اجل تأسيس علاقات أفضل بين جميع الأطراف وكيفية إدارة الشعب الفلسطيني للأراضي المحررة. من جانب آخر، باتت عملية اخلاء مستعمرات غزة في مرحلتها الاخيرة حيث يتوقع ان تنتهي خلال يومين مع دخول قوات الشرطة والجيش امس الى ثلاث مستعمرات القطاع في وقت وافقت الحكومة الاسرائيلية لاول مرة على اخلاء مستعمرات معزولة في شمال الضفة الغربية. ودخلت قوات الشرطة والجيش ترافقها الجرافات عبر البوابة الرئيسية لمستعمرة قطيف جنوب القطاع، حيث قام مستعمرون وشبان تسللوا اليها باشعال النار في اطارات وصناديق قمامة. كما دخلت قوات الى مستعمرة سلاف الصغيرة ضمن مجمع غوش قطيف. وفي عتصمونا، قوبل رجال الشرطة والجيش بصيحات اليهود لا يطردون اليهود وبمقاومة رمزية. وكانت لا تزال نحو ستين عائلة في المستعمرة وحوالي 200 من معارضي الانسحاب. وانتشر نحو الف جندي وشرطي بدون اسلحة في المستعمرة وتمركزوا بشكل خاص حول الكنيس لمنع معارضي الانسحاب من التحصن فيه. وقال متحدث باسم الجيش في عتصمونا ان من الارجح التوصل الى اتفاق مع العائلات على خروجها طوعا. وفي الشمال، في ايلي سيناي، لم تواجه قوات الشرطة والجيش مقاومة لدى توجهها الى الكنيس الذي تحصن فيه بضعة اشخاص. ولم تتوقع القوات مواجهة مقاومة كبيرة امس خلافا لما حدث في كفر داروم ونيفي ديكاليم الاسبوع الماضي حيث اصيب اكثر من 200 شخص بجروح بينهم عدد كبير من رجال الشرطة. وعليه، تبقى مستعمرة نتساريم المتوقع اخلاؤها الاثنين، الوحيدة التي لم تدخلها قوات الجيش والشرطة من اصل مستعمرات غزة الاحدى والعشرين. وفي غاني تل التي تم اخلاؤها، يعمل عمال على تفكيك الكنيس. وسمح لبعض المستعمرين الذين تم اجلاؤهم بالعودة لجمع امتعتهم. ومع اقتراب انهاء عملية اجلاء مستعمري غزة التي تمت باسرع مما كان مخططا له في الاصل، قالت مصادر عسكرية ان عملية اخلاء مستعمرتين في الضفة الغربية ستبدأ منتصف الاسبوع. وفي هذا الوقت وافقت الحكومة الاسرائيلية على تفكيك مستعمرات غانم وكاديم وحومش وسانور باغلبية 16 صوتا مقابل 4 اصوات معارضة، . والتصويت يجعل من رئيس الوزراء ارييل شارون اول مسؤول اسرائيلي يسمح باخلاء مستعمرات في الضفة الغربية. ولكن شارون اكد الاسبوع الماضي ان الاستيطان سيستمر ويتسع في الضفة الغربية التي بنت فيها اسرائيل 120 مستعمرة منذ احتلالها سنة 1967.