قالت محطة تلفزيونية اسرائيلية ان مستوطني قطاع غزة يعدون حالياً وثيقة تتضمن مطالبهم وتعويضهم في حال الانسحاب من قطاع غزة. وأشارت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي مساء أول من أمس إلى أن مجموعة من المستوطنين في القطاع شرعت اخيرا في اعداد وثيقة تتضمن بالتفصيل مطالبها والتعويضات المالية التي تطمح في الحصول عليها، في حال انسحبت اسرائيل من القطاع بموجب "خطة الفصل" التي يروج لها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. ويعيش اقل من خمسة آلاف مستوطن في نحو 21 مستوطنة تتوزع على تجمعين استيطانيين كبيرين، احدهما "غوش قطيف" جنوب القطاع، والثاني يضم ثلاث مستوطنات شمال القطاع، اضافة الى ثلاث مستوطنات معزولة هي "نتساريم" جنوب مدينة غزة، و"كفار داروم" وسط القطاع، و"موراغ" شمال مدينة رفح. ويقوم على حراسة المستوطنات الزراعية في معظمها آلاف الجنود الاسرائيليين وعشرات المواقع العسكرية ومئات الدبابات وناقلات الجند والعربات العسكرية، وتقوم على ثلث مساحة القطاع البالغة نحو 360 كيلومتراً مربعاً حيث يقطن نحو 1.2 مليون نسمة. وقالت القناة العاشرة ان مجموعة المستوطنين التي تعد وثيقة التعويضات استشارت عدداً من المحامين في هذا الشأن. وكانت مصادر اسرائيلية قدرت كلفة الانسحاب من القطاع بنحو اربعة الى خمسة بلايين شيكل نحو بليون دولار، في وقت يستعد فيه شارون الى التوجه الى الولاياتالمتحدة للبحث في "خطة الانفصال عن الفلسطينيين" من جانب واحد، والثمن الذي سيقبضه في مقابل ذلك. وليس من الواضح هل ينوي شارون تفكيك المستوطنات في القطاع، اسوة بما فعله عام 1982 عندما فكك اكبر مستوطنة اقامتها اسرائيل في صحراء سيناء المصرية هي مستوطنة "يميت"، بموجب معاهدة "كامب ديفيد" التي وقعتها مصر واسرائيل عام 1979 بعد ان رفضت مصر دفع أي ثمن في مقابل بقاء هذه المستوطنات واخلاء المستوطنين منها. وتأتي هذه المحاولات من المستوطنين في وقت لم يحسم فيه بعد أمر خطة الانفصال في شكل نهائي، ويستعد حزب "ليكود" لاجراء استفتاء داخلي بين اعضائه في شأن خطة فك الارتباط بعد ثلاثة اسابيع.