أخفق رئيس الوزراء الياباني جونشيرو كويزومي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في توقيع بيان سياسي في طوكيو يتعلّق بالخلاف على أربع جزر في المحيط الهادئ، فيما وقعا 12 اتفاقاً تتعلق بالتعاون الاقتصادي والمسائل التكنولوجية، بينها إنشاء خط أنبوب روسي لنقل النفط من شرقي سيبيريا والتعاون الثنائي لتفكيك خمس غواصات نووية روسية أخرجت من الخدمة. ولم يتوقع مسؤولون يابانيون تمخض المحادثات الثنائية في شأن الجزر عن"نتائج مثيرة"، وهو ما حال دون توقيع معاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع كويزومي، قال بوتين إن عدم إبرام معاهدة سلام عرقل التجارة والاستثمار. وأضاف:"اتفق مع رفيقي كويزومي على أننا سنبذل قصارى جهدنا لحل المشكلة، لهذا السبب جئت إلى هنا". وأكد كويزومي ان"هناك خلافات في الرأي وفجوات في شأن الأراضي الشمالية. لكننا اتفقنا على سد هذه الفجوات وإيجاد حل لهذه القضية المهمة في إطار التوسع في التعاون الياباني - الروسي". وانضم الرئيس الروسي إلى وفد من كبار رجال الأعمال الروس في منتدى مع رجال أعمال يابانيين برعاية اتحاد الأعمال الياباني، أكبر جماعة ضغط تجارية في البلاد. وقال بوتين أمام تجمع لنحو 500 من المسؤولين التنفيذيين:"التوسع في العلاقات في قطاع الأعمال سيساعد على التوسع في علاقاتنا بصفة عامة". وشارك في المنتدى شركات روسية مثل"غازبروم"العملاقة للغاز وشركة"تويوتا موتور كورب"وشركات يابانية أخرى قادت موجة الاستثمار الياباني في اقتصاد روسيا النامي. خط أنابيب وسعى بوتين إلى تهدئة مخاوف يابانية من أن تكون الصين اكبر مستفيد من خط الأنابيب المزمع بناؤه في سيبيريا، وأكد أن موسكو تعتزم مد خط انابيب الى ساحل المحيط الهادئ. وقال في كلمة امام المنتدى:"نعتزم بناء هذا الخط إلى المحيط الهادئ مع وصول الإمدادات في نهاية الأمر إلى منطقة آسيا- المحيط الهادئ بما في ذلك اليابان". وتمدّ روسيا خط أنابيب بطول 4130 كيلومتراً وبكلفة 11.5 بليون دولار عبر سيبيريا لضخ 80 مليون طن من النفط سنوياً بواقع 1.6 مليون برميل يومياً إلى المحيط الهادئ. وتتولى شركة"ترانسنفت"الحكومية لخطوط الأنابيب بناء الخط على مرحلتين، ومن المتوقع انتهاء المرحلة الأولى عند سكوفورودينو بعيداً عن الساحل بالقرب من الصين في عام 2008. وتحرص اليابان على الحصول على وعد بأن تواصل روسيا مد الخط حتى يصل إلى ميناء يطل على المحيط الهادئ، في حين تريد الصين أن يتجه الخط جنوباً في منطقتها الصناعية الشمالية. ولم يتم تحديد موعد للمرحلة الثانية. وقال كويزومي:"مد خط أنابيب إلى المحيط الهادئ لمصلحة بلدينا. اتفقنا على العمل للتوصل إلى اتفاق في وقت مبكر". ويريد بوتين جذب مزيد من الاستثمارات من الشركات اليابانية في منطقة سيبيريا الغنية بالنفط فضلاً عن قطاعي الآلات والتكنولوجيا المتقدمة وهما قطاعان يسجلان نمواً سريعاً.