محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    محافظ الزلفي يلتقي مدير إدارة كهرباء منطقة الرياض    الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية ل 245 مليون شخص    الأخدود يتعادل سلبياً مع القادسية في دوري روشن للمحترفين    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    أبها تستضيف منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس آسيا تحت 20 عاماً    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    قراءة في الخطاب الملكي    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    قصيدة بعصيدة    حروب بلا ضربة قاضية!    دراسات على تأثير غطاء الوجه على صحة الإناث..!    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    التزامات المقاولين    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    ابتكاراتنا ملهمة    الاستثمار الإنساني    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    هيئة الأفلام تطلق النسخة الثانية من "منتدى الأفلام السعودي" أكتوبر المقبل    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    محافظ الأحساء: الخطاب الملكي يحمل حرصا شديدا على حماية هويتنا وقيمنا    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    الكويت ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    العواد إلى الثانية عشرة    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    إلى جنَّات الخلود أيُّها الوالد العطوف الحنون    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    سلامة المرضى    كلام للبيع    كسر الخواطر    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النص الحرفي لتقرير ميليس رابع
نشر في الحياة يوم 10 - 10 - 2006

جميل السيد كان على اتصال بحمدان وعازار وجبريل ورستم غزالة للتحضير للاغتيال
الجنرال ناجي ملاعب، قائد شرطة بيروت
74- بين الثامنة والنصف والعاشرة ليلا في 14 شباط 2005 تلقى ملاعب اتصالا هاتفيا من مكتب الحاج الذي أمره بنقل سيارات الموكب من مسرح الجريمة الى مكان آمن، وفق تفاهم على انه في غضون يومين سيعاد فتح الطريق. واذا كانت هناك حاجة ليأتي خبراء لتفحص السيارات، فانهم متاحون. العميد ملاعب فوجئ بالامر ولم يقبله. قال للواء الحاج ان ليس له علاقة بمسرح الجريمة بما ان الموقع تحت سلطة القاضي مزهر. طلب الحاج من ملاعب الاتصال بمزهر ففعل. القاضي فوجئ وسأل عن سبب العجلة، فقال له ملاعب انه تلقى اوامر من الحاج وانه ايضا فوجئ بالامر. قال له القاضي ان يعطيه بعض الوقت وانه سيتصل به مجددا. بعد وقت قصير، بين عشر دقائق ونصف ساعة، اتصل القاضي وقال ان السيارات يمكن نقلها.
العميد مصطفى حمدان
75- بعد التفجير في 14 شباط 2005، اتخذ حمدان كل الإجراءات الضرورية لحماية الرئيس والمناطق الرئاسية. لا يتذكر اي تفاصيل، لكنه لم يذهب الى موقع التفجير. لم يصدر اي أوامر او توجيهات في ما يتعلق بالنشاطات في مسرح الجريمة، بما انها لا تقع تحت مسؤولياته. وهكذا، فان ليس له علاقة بأي أوامر لتنظيف الطريق، بردم الحفرة او بنقل سيارات الموكب.
المديرالعام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي
76- في اجتماع مع لجنة التحقيق الدولية في الأول من حزيران 2005، أفاد اللواء ريفي بان الشخص الذي أعطى الأوامر بجلب الجرافة او الجرافات الى ساحة الجريمة هو مصطفى حمدان، الذي كان في وقت الحادث رئيسا لحرس الرئيس لحود وبموجب القانون اللبناني ليس له اي علاقة بتحقيق يجرى في مسرح جريمة إفادة شاهد.
التحقيق اللبناني: أحمد أبو عدس
77- في حوالى الثانية و11 دقيقة بعد ظهر 14 شباط 2005، اي بعد نحو ساعة فقط على التفجير، تلقت ليلى بسام من "رويترز" اتصالاً هاتفياً من مجهول لهجته ليست لبنانية ولكنها لم تتمكن من تحديدها. بحسب بسام، فور إجابتها على الهاتف قال لها الرجل اكتبي ذلك وطلب منها ان تبقى هادئة ثم قرأ البيان التالي بعربية فصحى: "نحن، النصرة والجهاد في بلاد الشام، نعلن اننا أنزلنا العقاب المستحق بالكافر رفيق الحريري بحيث يصبح أمثولة للآخرين".
وختم المتحدث كلامه بحديث ديني إسلامي واغلق الخط.
78- السيد غسان بن جدو، رئيس مكتب بيروت في قناة "الجزيرة"، يتذكر انه تلقى أربعة اتصالات هاتفية تتعلق بإعلان المسؤولية نفسه. في الأول ادعى رجل قال بن جدو انه يتحدث عربية ركيكة بلكنة افريقية او أفغانية او باكستانية، ادعى مسؤولية النصرة والجهاد عن إعدام الحريري بتفجير انتحاري. بعد ذلك بوقت قصير، أذاعت "الجزيرة" إعلان المسؤولية. ثم تلقت القناة اتصالا من شخص آخر مجهول، يدعي انه من المجموعة نفسها، وتحدث هذه المرة بعربية جيدة، وشرح لبن جدو اين يمكن ان يجدوا شريط فيديو يتضمن معلومات إضافية عن الاغتيال، مشيرا الى شجرة قرب مبنى الاسكوا في وسط بيروت. أرسل بن جدو زميلا الى المنطقة وجد مغلفا ابيض يحتوي على بيان مكتوب وشريط الفيديو. بعد مزيد من الاتصالات من المجموعة نفسها تطلب بث الشريط، وبثته الجزيرة بعد الظهر.
79 وجاء في جزء من الرسالة المصاحبة للشريط التي أفيد بأنها من مجموعة النصرة والجهاد في بلاد الشام:
"الحمد لله على انتصار راية النصرة والجهاد في بلاد الشام، وبرضى الله نال عميل الكفار في مكة والمدينة رفيق الحريري عقابه في عملية انتحارية نفذها المجاهد احمد ابو عدس حامل راية النصرة والجهاد في بلاد الشام، الاثنين في 14 شباط 2005، الموافق الخامس من محرم 1426 للهجرة في بيروت... مرفق مع هذا فيلم يصور الشهيد احمد ابو عدس، منفذ العملية".
وفي الشريط، شخص يعرف نفسه على انه السيد ابو عدس يستخدم هذه العبارات.
80 وبعد بث الشريط على الهواء بقليل، جمعت السلطات اللبنانية معلومات واسعة عن خلفية ابو عدس وبدأت تستجوب عائلته والمرتبطين به. وجاءت معظم هذه المعلومات من الشيخ احمد عبد العال من الأحباش، وهي مجموعة إسلامية ناشطة في منطقة المخيمات الفلسطينية التي أفيد بان السيد ابو عدس كان يعيش فيها. وذكر الشيخ عبد العال للجنة التحقيق الدولي المستقلة انه تلقى اتصالا هاتفيا من القصر الجمهوري بعد قليل على بث شريط فيديو ابو عدس، للتحقق من اي معلومات لدى عبد العال عن السيد ابو عدس. ووفقا لما ادلى به، قال عبد العال انه حصل على المعلومات حول خلفية السيد ابو عدس، بما فيها عنوان سكنه. حقيقة انه كان يذهب دائما الى عين الحلوة، وانه كان وهابيا، وانه كان متعلما جدا يدرس علوم الكومبيوتر، وانه زار ابو عبيدة مساعد قائد جند الشام. وحصل الشيخ عبد العال أيضا على أسماء عائلة السيد ابو عدس وأصدقائه: لقد أرسل المعلومات بالفاكس الى الرئيس لحود وعلي الحاج والبير كرم وجامع جامع وماهر الطفيلي. وأُفيد بان الشيخ عبد العال التقى أيضا المسؤول في الاستخبارات السورية جامع جامع في مساء 14 شباط 2005 وأعطاه المعلومات حول ابو عدس، التي سلمها جامع جامع لاحقا الى قوى الأمن الداخلي.
81. وزارت قوى الأمن الداخلي منزل ابو عدس، بصحبة عضو في الأحباش، وفتشت جهاز كومبيوتر فضلاً عن عدد من الاسطوانات الممغنطة التي كانت أولا وقبل كل شيء ذات طبيعة إسلامية أصولية.
وعلى رغم ان التقرير بشأن البحث ذكر ان معظم الوثائق المخزنة في الكومبيوتر نقلت من الانترنت، لم يكن هناك ما يدل على ان منزل السيد ابو عدس فيه خط انترنت. واستجوبت السلطات بما فيها قوى الأمن الداخلي والاستخبارات العسكرية العديد من أصدقاء السيد ابو عدس وأقربائه، وبشكل مستفيض، في الأيام التي تلت الانفجار مباشرة. الا انه لم يتم تحديد موقع السيد ابو عدس. واستجوب 10 أشخاص في يوم التفجير وفي غضون الشهرين التاليين، تم استجواب نحو 40 شخصا. وكشف التحقيق اللبناني ايضاً ان السيد ابو عدس عمل موظفا خلال صيف 2004 في محل للكومبيوتر، يملكه الشيخ احمد الصاني الذي كان عضوا في شبكة احمد ميقاتي وإسماعيل الخطيب.
وفي تقرير بتاريخ 17 شباط 2005، من اللواء السيد الى القاضي مزهر، استنتج اللواء السيد ان شريط الفيديو كان اصليا وان "احمد ابو عدس الذي ظهر في الشريط كان .. مشاركا معروفا، بشكل واضح في الاغتيال". والقاعدة الوحيدة التي كانت متوفرة في هذا الاستنتاج هي بالقول ان "الطريقة التي قدم فيها البيان واظهر نفسه من دون إخفاء وجهه هي الطريقة المعتمدة لدى المفجرين الانتحاريين في حالات مشابهة. الحقيقة انه لم يخف وجهه عندما كان يقول خطابه، ما يشير الى انه كان مسؤولاً شخصياً عن تنفيذ الانفجار". معلومات بشأن حقائق متعلقة ببث "الجزيرة" لشريط يدّعي المسؤولية، رقم 606 أ أ، 17 شباط 2005.
التحقيق الأسترالي
83 في 15 شباط 2005، جاء في طلب تقدم به المدعي العام للشرطة الفيديرالية الاسترالية، ان ستة أشخاص أوقفوا كمشتبه في مشاركتهم في اغتيال الحريري. وابلغ المسؤول عن قوى الأمن الداخلي في مطار بيروت الدولي مدير قوى الأمن الداخلي علي الحاج، بشأن الأشخاص الستة. ونقل الحاج هذه المعلومات مباشرة الى المدعي العام القاضي ربيعة قدورة التي اتصلت بالسلطات الاسترالية. وبرأ التحقيق الاسترالي المشتبه فيهم الستة من اي تورط في هذه الجريمة، وهو موقف وافقت عليه السلطات اللبنانية المكلفة إجراء التحقيق.
84 وتشير التسجيلات الى ان السلطات اللبنانية استندت في شكوكها الى العوامل التالية:
أ ان الأشخاص الستة المعنيين غادروا مطار بيروت بعد ساعة ونصف ساعة على حصول التفجير.
ب لم يكن في حوزة الأشخاص الستة أمتعة.
ج واحد من الأشخاص الستة يشبه السيد ابو عدس، الذي ظهر في شريط فيديو لمجموعة متطرفة زعمت انها مسؤولة عن التفجير.
85 - وقامت السلطات الاسترالية بتحقيق واسع لمساعدة السلطات اللبنانية. وشمل التحقيق رفع حال التأهب في المطارات، واستجوابات للأشخاص الستة وأعضاء آخرين في المجموعة، مسح لبقايا متفجرات بما في ذلك الأشخاص، ومقاعدهم في الطائرة، وامتعتهم، والتأكد من خلو الطائرة من المتفجرات. وعلى رغم انه أفيد بان الاشخاص الستة الذين اعتبروا "مشتبه بهم" كانوا من دون أمتعة، الا انهم كانوا يحملون أمتعة. وخضع ثلاثة من ستة مشبوهين الى فحص الطب الشرعي.
86 أظهرت اكتشافات التحقيق الاسترالي:
1 المجموعة كانت مسافرة الى جدة للحج.
2 ولم يتم ضبط اي مواد متفجرة مشتركة عضوية او غير عضوية او حتى بقايا مواد متفجرة، في اي من العينات التي أخذت.
3 لم يكن اي شخص استجوبته السلطات الاسترالية في إطار هذا التحقيق، متورطا او على علم بأي تورط في اغتيال الحريري.
5 تحقيق اللجنة
نظرة عامة
87 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن بدء عمل لجنة تحقيق الأمم المتحدة الدولية المستقلة في 16 حزيران يونيو 2005. من 16 حزيران يونيو الى 6 تشرين الأول اكتوبر 2005 أصدرت بيانات 244 شاهدا وملاحظات 293 محققا وبيانات 22 مشتبهاً فيهم. عدد من الأبحاث أجريت وأقيم 453 عرضا لمشاهد الجريمة. جُمعت في 16711 صفحة من الوثائق المقدمة من قبل 30 محققاً من 17 بلداً مختلفاً شاركوا في تحقيقات اللجنة، فضلا عن خبراء آخرين.
88 في البداية، لا بد من التشديد على عامل الوقت الذي أُتيح للجنة. لقد وضعت اللجنة في العمل بعد أربعة اشهر من اقتراف الجريمة. ما يعني ان أجهزة الأمن وشركاءها كان لديهم الوقت الكافي لتدمير الأدلة و/او التواطؤ مع بعضهم بعضاً، وتراجعت القدرة على إعادة استدعاء الشهود المحتملين، ولم يكن من الممكن تصحيح الإهمال السابق والإغفال او الفقدان المتعمّد والتدمير للأدلة.
89 بعد شهر على إعلان الأمين العام بدء العمل ركزت اللجنة على وضع المحققين في الوضع الحاضر للتحقيق، بما في ذلك تقويم المعايير المتخذة من قبل السلطات اللبنانية. وقت طويل انقضى في الاطلاع على تحليل المواد التي تسلمتها اللجنة من المدعي العام، وتبعت ذلك مقابلات توضيحية مع شهود أساسيين، بناء على مواد من المواضيع التالية:
* إعادة رسم تحركات وأماكن تحرك السيد الحريري قبل الانفجار.
* مكتشفات ونتائج نشاطات السلطات اللبنانية التي تمت في مسرح الجريمة والمناطق المجاورة.
* الأدلة التي تم التلاعب بها.
* الأشغال على الطرقات قبل الانفجار.
* شريط ابو عدس.
* شاحنة المتسوبيشي.
* جمع وتحليل قوائم الهواتف.
* جمع وتحليل المواد الإعلامية، أشرطة الفيديو والصور المجموعة من مواقع مختلفة لمسرح الجريمة قبل الانفجار وبعده.
* التحويلات المالية.
90 هذه المعايير قادت الى شهود جدد. وتم وضع خط ساخن للاستعلامات للعموم بحيث كان بإمكان اي كان الوصول الى اللجنة بشأن القضية: هذا الإجراء قاد الى مقابلات جديدة وخيوط جديدة للمتابعة.
91 تصنيف وتنظيم الملفات والأدلة وتوفير عامل الوقت، وتعزيز وتطوير نظام تخزين وتسجيل الأدلة، التي تضمنت آلاف الصفحات من الوثائق والشهادات المكتوبة، وأيضا عدد كبير من أشرطة الفيديو والصور الفوتوغرافية. المسائل القانونية والأبحاث في القانون الجنائي اللبناني والإجراءات لضمان وضع البروتوكول المناسب للأبحاث، الاعتقالات، مقابلة المشتبه فيهم، ووثائق الاتهام. وقدمت السلطات اللبنانية مساعدة في هذه المسائل تستوجب الثناء عليها.
92 الشهر الثاني تميز بتغيير اتجاهات التحقيق والأولويات، بشكل تبع فيه المحققون خيوطا جديدة واستدعوا شهودا جدداً بناء على استنتاجاتهم ومعايير سابقة وتحليلات مهنية. لقد تقدّمت مصادر مختلفة من اللجنة ومدّت المحققين بمعلومات مفيدة. واستجوبت الغالبية العظمى من المسؤولين الكبار في السلطات اللبنانية المعنية لتوضيح طبيعة تكليفهم بمهامهم ورسم سلسلة القيادة ودرجة تورطهم، بالإضافة الى القرارات المتخذة أو تلك التي اهملت. خلال هذه الفترة تم تدعيم قاعدة اللجنة كما تمّ مدها ببرامج كومبيوتر، ما جعل قاعدة المعلومات أكثر عملانية.
93 في الشهر الثالث، أجريت دراسات على نطاق واسع في مسرح الجريمة من قبل فريق خبراء مشترك ألماني وبريطاني وياباني في موقع الجريمة وفي مناطق موازية، بما في ذلك قعر البحر الموازي لمسرح الجريمة. والهدف من هذه العملية كان إيجاد قرائن حسية في مسرح الجريمة، بغية إعادة بناء أداة التفجير المستخدمة وللتعرف على شاحنة المتسوبيشي. وقد أُنجزت المهمة خلال أيلول سبتمبر.
التخطيط للاغتيال
94 خلال تنفيذ كل التدابير والجهود التي بذلتها لجنة التحقيق الدولية المستقلة، لم تظهر اي دلائل جديدة او خطوط حاسمة تشير الى دافع او سبب لاغتيال السيد الحريري، لتحل مكان الأسباب التي يمكن ربطها بالأحداث التي جرت خلال النصف الثاني من العام 2004 والتي بلغت ذروتها في قرار السيد الحريري التنحي عن رئاسة الوزراء والتنبؤ بنتائج الانتخابات العامة في لبنان. ومن المؤشرات القوية حول هذه المسألة الأخيرة هي الحملة الانتخابية الضخمة التي قادتها كتلة المستقبل، وردة فعل السلطات اللبنانية على قضية الزيت، في شباط فبراير 2005، حيث تم توقيف الموزعين من قبل السلطات اللبنانية أثناء توزيع الزيت تلبية لطلب السيد الحريري: وأخيرا وليس آخرا، النتائج العملية للانتخابات. وقد تقدّم شهود جدد أمام اللجنة، وكانوا مترددين حيال إجراء أي اتصال بالسلطات اللبنانية لعدم ثقتهم بها، وأفادوا أن عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق لم تكن لتتم من دون معرفة السلطات اللبنانية وموافقة سورية.
95 ان هيكلية وتنظيم أجهزة الاستخبارات اللبنانية والسورية في لبنان عند حصول الانفجار، بما في ذلك بروتوكول التراتبية والمساءلة، تظهر تأثيرا سائداً في الحياة اليومية في لبنان. وخير الأمثلة على ذلك هي الملفات التي جمعت من قبل مركز الاستخبارات السوري، فيلا جبر، في غابة بولونيا، لبنان ومن خلال المحادثات الهاتفية المسجلة بين الجنرال رستم غزالة ومسؤول لبناني بارز في 19 تموز يوليو 2004 عند الساعة 9.45 نبذة:
" غزالة: اعلم ان الوقت مبكر ولكني فكرت بانه يجب علينا ان نبقيك على اطلاع. ابلغني رئيس الجمهورية في الصباح بان هناك اثنين يحكمان البلد رئيس الوزراء وهو. وقال ان الأمور لا يمكنها ان تستمر هكذا. ان رئيس الوزراء يغضبه دائما ونحن نسكته دائما ونصرخ عليه. وقال بوضوح انه لا يمكنه الاستمرار بهذه الطريقة".
...
* : هون عليك. هل يمكن ان تشكل حكومة جديدة في هذا الوقت؟
غزالة: نعم يمكن ان نشكل واحدة. ما هي المشكلة؟ يمكن ان نسمي بطرس حرب.
...
غزالة: دعني اقول لك أمرا واحدا. دع حركة العمال تخرج الى الشارع في العشرين في سوليدير وقريطم.
*: دعنا ننهي الحديث. هون عليك. يجب ان آخذ في الاعتبار افضل المصالح بالنسبة لسوريا ولبنان.
غزالة: نحن حريصون على مصالح سوريا ولكني الآن أتكلم عن رفيق الحريري.
*: اذاً، القرار اتخذ.
غزالة: آمل ان اقول لك امرا واحدا. كلما احتجنا للتكلم مع الحريري يجب ان نتزلف له وهو لا يرد علينا دائما.
*: فليذهب الى الجحيم. ولماذا تكترث به؟
غزالة: لماذا اكترث به؟ الرئيس لا يطيقه فلماذا انا؟
*: حسنا، فليعفن في الجحيم.
...
غزالة: كلا. فليكن هو جذع الشجرة الأضحوكة ويظهر على انه الشخص الذي دمر وأرهق البلد بالديون. فلينزل الناس الى الشارع في قريطم وسوليدير، فلتستمر التظاهرات الى ان يرغم بالقوة على التنحي كالكلب.
*: وماذا عن خيار آخر. أرسل له رسالة قائلا: استقل لعنك الله.
غزالة: كلا، لا ترسل له رسالة والا سيقول انهم أجبروني على الاستقالة. دع الشارع... تعرف ماذا اقول. والا سيستخدم هذا كورقة صفقة مع الرؤساء الاميركيين والفرنسيين.
* اذاً هل نترك الامور للشارع؟
غزالة: هذا افضل.
*: فلننفذ ذلك.
96 أفاد شاهد سوري الأصل يعيش في لبنان، بأنه عمل لمصلحة أجهزة الاستخبارات السورية في لبنان، وقال انه بعد نحو أسبوعين على تبني مجلس الأمن للقرار 1559، قرر مسؤولون لبنانيون وسوريون اغتيال رفيق الحريري. وزعم ان مسؤولا امنيا رفيع المستوى ذهب مرات عدة الى سورية للتخطيط للجريمة، وأجرى لقاء مرة في فندق الميرديان في دمشق ومرات عدة في القصر الجمهوري وفي مكتب مسؤول امني سوري رفيع المستوى، نحو سبعة الى عشرة ايام قبل الاغتيال وقد ضمت الاجتماعات مسؤولا أمنيا لبنانيا مهما. وكان لدى الشاهد اتصال قريب جدا بالمسؤولين السوريين رفيعي المستوى الموجودين في لبنان.
97 في بداية كانون الثاني يناير 2005، ابلغ أحد المسؤولين الرفيعي المستوى الشاهد بأن رفيق الحريري هو مشكلة كبيرة لسورية. وبعد نحو شهر، ابلغ المسؤول الشاهد بأنه سيحدث قريبا "زلزال" من شأنه ان يعيد كتابة تاريخ لبنان.
98 زار الشاهد قواعد عسكرية سورية عدة في لبنان. وفي إحدى القواعد، في حمانا، لاحظ سيارة فان ميتسوبيشي بيضاء اللون، يغطيها قماش ابيض سميك. وتمت هذه الملاحظات في 11 و12 و13 شباط فبراير 2005. غادرت الميتسوبيشي القاعدة العسكرية في حمانا في صباح 14 شباط فبراير 2005. لقد دخل فان الميتسوبيشي الذي استخدم كحامل متفجرات، لبنان من سورية عبر الحدود البقاعية من ممر عسكري في 21 كانون الثاني يناير 2005 عند الساعة 20:13 كان يقودها ضابط سوري من وحدة الجيش العاشرة.
99 في 13 شباط 2005، الشاهد قال انه قام بجولة في منطقة سان جورج برفقة ضابط سوري كبير، على سبيل المراجعة النهائية لمنطقة العملية التي جرت فيها عملية الاغتيال.
100 ويقول الشاهد: إن أبو عدس قد صور شريط الفيديو قبل أن يتم قتله في ما بعد في سورية. وشريط الفيديو أُرسل إلى بيروت في صبيحة 14 شباط 2005 وسُلّم إلى جميل السيد. ولكن عناصر مدنيين وآخرين من الأمن العام قاموا بوضعه في مكان في منطقة الحمرا والاتصال بمدير مكتب "الجزيرة" في بيروت السيد غسان بن جدو.
101 اللواء جميل السيد، كان على اتصال دائم بكل من مصطفى حمدان وريمون عازار للتحضير للاغتيال وخصوصاً مع رستم غزالة ومع السيد أحمد جبريل في لبنان. والعميد حمدان وعازار قدموا تجهيزات لوجستية لدعم العملية، وخصوصاً المال ووسائل الاتصال، السيارات وأجهزة التنصت، الأسلحة، وبطاقات مزوّرة... وكانوا يعلمون بالجريمة، كما كان على علم بها كل من اللواء علي الحاج وناصر قنديل.
102 قبل 15 دقيقة من الاغتيال، الشاهد كان في مكان قريب من منطقة سان جورج، وتلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول الاستخبارات السورية، سأل فيه أين أنت الآن، فقال له: في مكان كذا.. فأمره بترك الموقع مباشرة.
103 الشاهد الآخر قال انه التقى مصطفى حمدان في منتصف تشرين الاول اكتوبر2004، وحمدان قال أمامه كلاماً سلبياً جداً وسيئاً بحق الحريري. وقال تحديداً ان الحريري عميل لإسرائيل. وأضاف: "سنرسله في رحلة طويلة... باي باي حريري". وبعد الاغتيال تذكر الشاهد هذا الحوار مع من كان.
104 الشاهد الآخر، الذي أصبح مشتبهاً فيه، زهير ابن محمد سعيد الصديق، أعطى تفاصيل ومعلومات عن المهمة المتعلقة بالجريمة. وتفاصيل عن مهمات كل واحد.
105 ثمة نقطة مهمة، قالها الصديق، وهي أن التقارير التي كتبها قنديل ضد الحريري تضمنت اتهامه ومروان حمادة بالإعداد لصدور القرار 1559 في سردينيا. اقترح قنديل في نهايتها التخلص من الحريري. وقد كلف قنديل بالقيام بحملة إعلامية وفي الأوساط الدينية لتشويه صورة الحريري. كما شارك حزب "البعث" في لبنان بهذه الحملة بهدف التخلص من الحريري نهائياً ومحوه من الحياة السياسية مقابل إظهار لحود بصورة وطنية.
106 السيد صديق صرح بأن قرار اغتيال السيد الحريري اتخذ في سورية، بعد اجتماع سري في لبنان بين مسؤولين لبنانيين كبار وضباط سوريين، الذين أوكلت إليهم مهمة التخطيط وتمهيد الطريق أمام تنفيذ الاعتداء. هذه الاجتماعات بدأت في تموز يوليو 2004 واستمرت حتى كانون الأول ديسمبر 2004. المسؤولون السوريون السبعة والضباط اللبنانيون الكبار الأربعة ادعي عليهم بالتورط في الجريمة.
107 اجتماعات التخطيط بدأت في شقة السيد الصديق في خلدة وجرى نقلها الى شقة في الضاحية، إحدى ضواحي بيروت. بعض هؤلاء الأشخاص زاروا المنطقة حول فندق السان جورج تحت ستارات متعددة وفي أوقات مختلفة للتخطيط والتحضير للاغتيال.
108 السيد الصديق أعطى معلومات عن المتسوبيشي ذاتها وان السائق المكلف كان عراقيا والذي أوحى اليه ان المستهدف هو رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الذي صودف وجوده في بيروت قبل الاغتيال.
109 السيد الصديق ابلغ ان الTNT وبعض المتفجرات الخاصة استخدمت بهدف توجيه الشبهة نحو مجموعات إسلامية، كون هذه المتفجرات تستخدم عادة في عمليات في العراق.
110 - ذهب الصديق مع عبد الكريم عباس الى معسكر في الزبداني، وصرح الصديق بأنه رأى شاحنة "المتسوبيشي" في هذا المعسكر. كان الميكانيكيون يعملون عليها ويفرغون جوانبها. نزعت الجوانب وكذلك الأبواب حيث تم توسيعها وحشوها بالمتفجرات التي وضعت أيضاً تحت مقعد السائق. ورأى في المعسكر شابا كان قادراً على تعريفه بأنه السيد بو عدس بعدما شاهد شريط الفيديو على التلفزيون في 14 شباط 2005.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.