تعهد الرئيس محمود عباس القضاء على ظاهرة الفوضى والانفلات الأمني السائدة منذ سنوات في الاراضي الفلسطينية وتهدد بفناء الانجازات التي حققها الفلسطينيون خلال سنوات طويلة. وقال رئيس ديوان الرئيس رفيق الحسيني في كلمة نيابة عن عباس ان الاخير يبذل قصارى جهده من اجل وضع حد لظاهرة الانفلات الأمني. جاء حديث الحسيني امام مئات الفلسطينيين الذين احتشدوا امام مقر الرئاسة"المنتدى"في مدينة غزة امس في ختام مسيرة ضد الانفلات الأمني التي نظمها"مركز الديموقراطية وحل النزاعات"احتجاجا على تفاقم ظاهرة الفوضى وسوء استخدام السلاح وعمليات القتل والخطف وغيرها من مظاهر الانفلات الامني. وقال الحسيني مخاطبا الجموع المحتشدة:"الرئيس ابو مازن يتعهد اليكم انه طالما ظل في السلطة فانه سيعمل على القضاء على الانفلات الامني"، مضيفا ان"الرئيس أعطى تعليماته الواضحة لقادة الاجهزة الامنية بالعمل الفوري على وضع حد لانتشار السلاح". واشار الى ان"تلك الحملة بدأت في مدن الضفة الغربية في نابلس ورام الله وجنين"، وانه"لا بد من القضاء على الفوضى حتى نتمكن من اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". وبينما كان الحسيني يتحدث الى المحتجين، كان مسلحون يحتلون مبنى بلدية بيت لحم جنوب الضفة، ومقرا تابعا لحركة"فتح"في خان يونس جنوب قطاع غزة التي خطف فيها مواطن أمس. وشارك في المسيرة أطفال ووجهاء وطلاب ومحامون واطباء وذوو حاجات خاصة في"كرنفال الحرية والأمان"الذي ينظمه المركز ضمن مشروع الحملة الشعبية لمناهضة الفوضى والانفلات الأمني. وردد المشاركون في المسيرة هتافات منها"يا قاضي يا وزير، وينك وينك من اللي بيصير"، و"كفى نوماً يا جهاز القضاء". وحملوا لافتات تطالب عباس والسلطة بالعمل على انهاء هذه الظاهرة، وسلموا الى ممثل الرئيس مذكرة احتجاج على استمرار تفاقم هذه الظاهرة. من جهتها، قالت وزارة الداخلية والامن الوطني امس ان الحملة الامنية التي بدأت قبل نحو شهر لوضع حد لهذه الظاهرة استؤنفت امس. واضافت ان قوات كبيرة من الشرطة انتشرت امس على طريق صلاح الدين الرئيسة ومفترق الشهداء القريب مما كان يعرف سابقاً مستوطنة"نتساريم"جنوب مدينة غزة، وكذلك على الطريق الساحلية للتدقيق في تراخيص واوراق السيارات، اضافة الى ازالة التعديات داخل المدينة. الى ذلك، انتهت ازمة بلدية بيت لحم بعد فترة من وقوعها، وذلك باخلاء المسلحين المبنى. واخلي 40 مسلحاً كانوا احتلوا مبنى البلدية صباح امس بعد وعود من رئيس البلدية بالنظر في مطالبهم المتعلقة بتوفير فرص عمل لهم ورواتب.واقتحم المسلحون المبنى واعتصموا فيه لمطالبة السلطة باستحقاقات خاصة بالمطاردين. ونفى المسلحون الذين ينتمون الى"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، ان يكون اقتحام مقر البلدية يهدف الى افساد الفرحة بعيد الميلاد. وعزا احد المسلحين اقتحام البلدية الى الوجود الاعلامي الكبير الذي تحظى به بيت لحم عشية عيد الميلاد، وحتى يستطيع الاعلاميون ان يوصلوا صوتهم الى السلطة. وكان محافظ بيت لحم الجديد صلاح التعمري تمكن من دخول مبنى البلدية اثناء احتلاله برفقة مدير الأمن الوقائي ومدير المخابرات العامة، في حين لم يسمح المسلحون لرئيس البلدية المنتخب حديثاً الدكتور فيكتور بطارسة من دخول المبنى. وفي حادث آخر مشابه، اقتحم مسلحون من"كتائب الاقصى، لواء الشهيد جهاد العمارين"مقراً ل"فتح"في خان يونس جنوب القطاع احتجاجاً على ما قالوا انه"سياسة التهميش التي تتبعها السلطة ازاءهم في قضايا التفريغات التوظيف في الاجهزة الامنية".