بعض وسائل الإعلام العربية يسقط في فخ التضليل، عن قصد او من دون قصد، وبعضها لا يكتفي بتقديم روايات كاذبة، بل يذهب لتبنيها والدفاع عنها، معتقداً بأن مثل هذه الروايات الكاذبة يمكنها ان تضلل بعض الساذجين. ومن هذه الروايات التي حاولت بعض وسائل الإعلام العربية، ومنها"الحياة"ترويجها اخيراً, رواية كاذبة لشخص يدّعي انه كان يعمل مديراً للتشريفات في القصر الجمهوري العراقي ايام حكم الرئيس صدام حسين. من هو هذا المدعي؟ انه هيثم رشيد وهيب، الذي كان موظفاً صغيراً في وزارة الخارجية العراقية، وعندما تم استدعاؤه لخدمة الاحتياط العسكرية عام 1984، بدأ يتوسط لتنسيبه الى أي مكان يقضي فيه خدمة الاحتياط، بعيداً من جبهات القتال التي كانت مشتعلة وقتذاك مع ايران، ولأن الرجل ينتسب الى عائلة تكريتية، فقد نجح في الحصول على تنسيب للعمل في استعلامات ديوان رئاسة الجمهورية كجندي احتياط. وكانت مهمة هيم رشيد وهيب في ذلك الوقت تقتصر على اصطحاب المواطنين الذين يقدمون عرائض للمسؤولين في ديوان الرئاسة، من باب الدخول الى قاعة الاستعلامات التي كان يديرها في ذلك الوقت ماجد الأحمد، وهو شخص معروف من قبل عدد كبير من العراقيين وغيرهم من الذين كانوا يراجعون استعلامات الرئاسة. ان هيثم رشيد وهيب ليست له صلة بتشريفات القصر الجمهوري التي كان يرأسها يوم ذاك احد السفراء المعروفين جيداً في العراق. ومن المعروف ان وظيفة رئيس التشريفات لا يشغلها إلا موظف ديبلوماسي بدرجة سفير، والمعلومات المؤكدة ان هذا الجندي الاحتياط لم تتيسر له اية فرصة للقاء الرئيس صدام حسين، وربما التقاه في مناسبات عامة، حين كان الرئيس يلتقي موظفي ديوان الرئاسة عند السلام عليه في الأعياد الوطنية والدينية، وهذه حقيقة يعرفها جميع الذين عملوا في استعلامات ديوان رئاسة الجمهورية في العراق. انني أتحدى هيثم وأتحدى معه وسائل الإعلام التي تبنته، ان يبرز نسخة غير مزورة عن كتاب تعيينه في هذه الوظيفة التي يدعيها، كما أتحداه ان يبرز صورة واحدة من الصور الفوتوغرافية التي جمعته بالرئيس صدام حسين وضيوفه من المسؤولين العرب والأجانب الذين كانوا يترددون بكثرة على بغداد، ومن الضروري ان يكون مدير التشريفات حاضراً في استقبالهم. ان شهادة المدعو هيثم رشيد وهيب التي نشرها في"الحياة"يوم العاشر من الشهر الجاري، وقال فيها ان الرئيس صدام حسين قام بضرب مدير بلدية تكريت، هي ... للرد على كلام صدام في المحكمة بأن يده لم تقم بضرب أي عراقي على الإطلاق. عيسى احمد السامرائي - بريد إلكتروني