أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بعد لقائه أمس وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، على هامش مؤتمر القمة الأوروبية - المتوسطية في برشلونة، ان الوزير الشرع أعلن في كلمته أمام القمة لبنانية مزارع شبعا المحتلة. وتسلطت الأضواء في برشلونة على حركة الاتصالات الثنائية وخصوصاً لقاء رئيس الحكومة اللبنانية مع وزير الخارجية السورية. وأكد الرئيس السنيورة والشرع بعد اللقاء انه تم فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وعن مباحثاته مع السنيورة، وصف الشرع محادثاته بأنها كانت «إيجابية وبناءة» وقال انها انطلقت من حرص سوريا على أمن واستقرار لبنان وعلى العلاقة الثنائية التاريخية بين البلدين، والتي يجب ان تنطلق من استقلال البلدين وعدم أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية وتوثيق هذه العلاقة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية. وعما إذا كان قد تم تخطى الكلام القاسي الذي توجه به الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرئيس السنيورة، قال الشرع: لقد فتحنا صفحة جديدة والرئيس الأسد سيكون سعيداً بما سيسمعه مني عن لقائي الرئيس السنيورة. ورداً على سؤال حول إنشاء محكمة دولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قال الشرع: نحن واشقاؤنا في لبنان متفاهمون على كل شيء». وقيل له بما في ذلك إنشاء محكمة دولية، فأجاب: لا يوجد حديث عن محكمة، يجب أن لا نستبق الأمور، ولكن إذا حدث أي شيء فنحن اخوة وجيران وأشقاء واستقلالنا الوطني مهم كل طرف للآخر. ورفض الشرع التعليق على التحقيقات التي ستجري في فيينا، لكنه رحب بزيارة الرئيس السنيورة إلى دمشق قائلاً: نحن نريد فتح صفحة جديدة اخوية وودية وفي كل المجالات. أما الرئيس السنيورة فقد كرر قوله بأن لبنان وسوريا بلدان شقيقان جاران بينهما ماض وحاضر ومصالح مشتركة ومستقبل، ويجب أن نكون دائماً حريصين على علاقة سوية صحية جيدة ما بين الطرفين. وقال ان لبنان واللبنانيين لا يتنكرون لما قامت به سوريا في إنهاء النزاع الداخلي في لبنان، وفي مساعدته على التخلص من نير الاحتلال الإسرائيلي، ولبنان يتطلع إلى أن ينشئ علاقات صحيحة بينه وبين سوريا يكون لمصلحة الفريقين ولمصلحة لبنان وسوريا. وأضاف: «لقد تطرقنا إلى عدد من الأمور وبالذات لمواضيع تتعلق بمزارع شبعا، وقلنا ان هذا الأمر يجب أن يبت، ونحن نقول ان أي عملية ترسيم للحدود بين لبنان وسوريا هي لإزالة أي امكانية أن يكون هناك أحد يستغل هذا الخلاف أو هذه الفروقات لمصلحته، وهذا هو ما يفترض، إيماننا بانتمائنا إلى أمة عربية واحدة، وهذا هو التفسير لما يسمى الترجمة الحقيقية. واعتبر الرئيس السنيورة بأن موضوع ترسيم الحدود هام وضروري ويزيل كل الشكوك من أي طرف، وكشف بأن الوزير الشرع سيعلن في خطابه بأن مزارع شبعا لبنانية. وقال ان هذه العملية سوف تساعد ونؤكد اننا نعمل على تحرير مزارع شبعا من الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى ان كل سنتيمتر يتحرر من الاحتلال الإسرائيلي هو لمصلحة لبنان وسوريا. وقال ان لبنان يريد أن ينطلق من ان هذه المزارع لبنانية، ويعمل مع الأممالمتحدة ويبلغ الأممالمتحدة ان هذه المزارع لبنانية باتفاق الطرفين. ووصف اعلان الشرع للبنانية مزارع شبعا بأنه خطوة نحو اختراق اساسي في عملية تحرير هذه الأرض لمصلحة لبنان وسوريا. وعن كيفية ترجمة هذا الاختراق في لبنان فأجاب السنيورة: سنذهب إلى الأرض ونترجمه هناك إن شاء الله. وعما إذا كان متفائلاً باتجاه العلاقات اللبنانية السورية، قال: «أنا دائماً أنظر إلى الأمور بشكل إيجابي واعتمد على تصميم الشعبين بأن ليس هناك من مصلحة على الاطلاق في أن يكون هناك فروقات بين الشعبين الشقيقين، ولا يمكن لأحد لا في الماضي ولا في المستقبل أن يفرق بينهما.