كم يجني منتجو مسلسلات رمضان، ومنتجو الدراما عموماً؟ هل يستحق ما يجنيه هؤلاء المنتجون عناء عامٍ كامل؟ كم يربح الممثلون والمخرجون ومساعدوهم وكُتّاب السيناريو ومديرو التصوير والإضاءة وسواهم، في مقابل عملٍ واحد في العام؟ وماذا عن الخليجيين والإنتاج الخليجي تحديداً؟ ولماذا الخليجيون؟ هل لأن المعلنين يهتمون بالمستهلك الخليجي، وبالتالي تكون القنوات في حاجة إلى دراما خليجية تجذبه؟ أم لأن فضائيات كثيرة تقوم على رأس مال خليجي؟ بغض النظر عن كل تلك الأسئلة يزداد الإنتاج الدرامي الخليجي عاماً بعد عام، ولا تزال القنوات قادرة على استيعاب المزيد، بل وربما تطلبه. ويندر أن يجلس ممثل خليجي على"دكة الاحتياط"في رمضان! بل إن الكويتية حياة الفهد مثلاً، حضرت في مسلسلين في رمضان الماضي على رغم أن أجرها يعتبر خيالياً مقارنة حتى بأغلى ممثلي الدراما في مصر وسورية نحو 10 آلاف ريال في الحلقة. كما أن الملايين تتطاير من هنا وهناك. فإشاعات، في شأن 60 مليون ريال حصل عليها الممثلان والمنتجان السعوديان عبدالله السدحان وناصر القصبي، تقترب من أن تكون يقيناً. ذلك المبلغ كان في مقابل عقد احتكار ل"طاش"مع"أم بي سي"لخمس سنوات مقبلة. الأخيرة باعت الجزء 13 من البرنامج نفسه، ل"القناة الأولى"السعودية بخمسة ملايين ريال سعودي، كما تردد. وبحسب مجلة Forbes العربية، جنت"أم بي سي"نحو 39 مليون ريال من بيعه للتلفزيون السعودي وإعلانات تخللت وقت عرض"طاش"فقط أي قبل بيعه لقنوات أخرى. وتقول الصحافة المحلية السعودية إن مسلسل"مجاديف الأمل"السعودي الذي يعرض هذه الأيام جنى ملايين أيضاً، من التلفزيون السعودي، وينتظر أن يجني من قناة"أبو ظبي"وسواها. وعلى أي حال يدفع التلفزيون السعودي إلى"المنتج المنفذ"، مبلغاً يبدأ من 28 ألفاً ويصل إلى 120 ألف ريال 32 ألف دولار للساعة، بحسب المنتجين السعوديين، على رغم أنه تلفزيون رسمي. ماذا عن الدراما في الخليج؟ تتناقل مواقع الإنترنت وبعض الصحف، أن الكاتبة القطرية وداد الكواري تقاضت 400 ألف ريال أكثر من 100 ألف دولار عن مسلسلها"عندما تغني الزهور"الذي عرض في قناة"دبي"في رمضان ويعاد بثه هذه الأيام، مع أن رصيدها لا يتجاوز كتابة بضعة مسلسلات. أما الكاتبة الكويتية فجر السعيد التي بدأت مشوار الكتابة قبل الكواري بنحو عامين، مع آل المنصور، فهي تملك الآن شركة انتاج سكوب سنتر. ولا يقف إنتاج هذه الشركة عند ما تكتب السعيد، بل يمتد إلى مسلسلات أخرى يلعب فيها دور البطولة ممثلون وقعت معهم"سكوب سنتر"عقود احتكار لسنوات. وينتشر في الوسط الفني الخليجي، هذه الأيام تحديداً، أن هذه الشركة تدفع مبالغ خيالية للأفكار الجديدة. وهذه"حسناء الخليج"زينب العسكري أنتجت مسلسل"عذارى"الذي عرض في رمضان أيضاً، إضافة إلى أنها كتبته ولعبت دور البطولة فيه. بل وغابت عن أكثر من مسلسل، كعادتها في كل عام، كي ترفع أسهم ما أنتجت. الأمثلة كثيرة، وليس بالضرورة أن يكون العمل أو الكاتب أو المخرج... خليجياً، ليحظى بالملايين. ففكرة مسلسل تمس المجتمع الخليجي - خصوصاً السعودي - كپ"الحور العين"مثلاً، كفيلة بأن تدفع في مقابلها قناة واحدة فقط، مثل"أم بي سي"900 ألف دولار! وليس بالضرورة أيضاً أن يكون العمل متقناً وخالياً من الأخطاء الفنية، والدليل المسلسل ذاته. هل يتحول منتجون عرب كثر إلى الدراما الخليجية؟ أم أن"منجم الذهب"هذا - إنتاج الدراما الخليجية - سيقتصر على الخليجيين أنفسهم، ويحول رجال أعمال إليه، ليكون هوساً، يشبه هوس البورصة الذي غزا الخليج أخيراً؟