مساء أول من أمس، جهزت"روتانا"معداتها وموظفيها وانتقلوا جميعاً إلى فندق"موفنبيك"في بيروت... ذلك أن"مطربة الخليج الأولى"أحلام ستنتقل إلى ديارهم، والحدث لا يحتمل أي تقصير. من جهتهم، حمل أهل الصحافة أقلامهم وأوراقهم وقصدوا الفندق للاحتفاء بالنجمة. ليس جديداً أن تنظم"روتانا"مؤتمراً صحافياً لنجومها... إلا أن أحلام كانت تستحق كل تلك الحفاوة: فهي مطربة خليجية من العيار الثقيل، ودخولها إلى"روتانا"الذي ترافق مع شائعات وترجيحات عدة، لا شكّ في انه شكّل ضربة موجعة لمحسن جابر الذي كان ضمّ أحلام قبل سنتين تقريباً إلى"عالم الفن"، وأنتج لها شريطاً واحداً هو"أحسن"... المطربة الخليجية صاحبة الصوت الدافئ والمبيعات المرتفعة، كانت ورقة رابحة أخيرة في يد جابر الذي لم يعد يحمل في قبضته من أسماء كبيرة سوى نوال الزغبي مدة العقد عام واحد، سميرة سعيد أعلنت مراراً أنها ليست راضية عن تعامل جابر معها، هشام عباس وديانا حداد. الموسيقى التي رافقت دخول أحلام إلى الصالة، تشبه تلك المستخدمة في افلام ألفرد هيتشكوك، نظراً لما تحمل من تشويق وإثارة... وإذا كان خبر انتقال أحلام إلى"روتانا"يطرح تساؤلات حول المكانة التي ستحظى بها في الشركة، والجديد الفني الذي يمكن أن يشكل لها أي إضافة هناك، فإن الصحافيين حوّلوا اللقاء إلى حديث خاص تناول أسئلة دقيقة وصلت إلى علاقتها بزملائها وفترة حملها... تكررت الأسئلة وطال النقاش، حتى خيّل لبعض الحاضرين أن أحدهم سيفتح مع أحلام ملف تقرير ميليس وتداعياته على المنطقة! "روتانا"خصصت حصة كبيرة من المؤتمر لتحتفي بنشاطاتها، وهي"الشركة التي يتنعّم بمميزاتها كل من يعمل ضمن إطارها، ويحلم في الدخول إليها كل من هو خارجها"، كما أكدت مقدمة الحفلة جومانا بو عيد. البداية كانت مع فيلم وثائقي لخصّ"إنجازات روتانا"في السنتين الأخيرتين: عقود مع عمرو دياب، إيهاب توفيق، صابر الرباعي، أنغام، أصالة، محمد فؤاد، وتجديد عقود نجوى كرم، جورج وسوف، ونبيل شعيل... سعادة أحلام وفي العودة إلى أحلام، بدت سعيدة بخطوتها الفنية الجديدة،"وما تأجيل الإعلان عن العقد سوى انتظار لهدوء الأوضاع الأمنية في المنطقة"، تقول صاحبة"تدري ليش أزعل عليك". وفي حين كانت"مطربة الخليج الأولى"أعلنت منذ أشهر:"في عالم الفن أنا الملكة، فماذا أفعل في روتانا؟"، أكدت أول من أمس:"روتانا بيتي ومكاني الطبيعي، وكان يجب أن أكون فيها قبل كل الأسماء التي تضمها الشركة... عذراً من الجميع، أنا لست الرقم 128 في لائحة فناني الشركة، بل الرقم واحد". أكدت أن أحلامها في"روتانا"ستبدأ فعلياً مع الألبوم الذي سيطرح بعد أيام وتعوّل عليه الكثير. ومن الأسماء التي تتعامل معها في جديدها الذي يضم 14 أغنية: الشعراء منصور الشادي، أنور المشيري، عبدالله الأسمري، سعود الشربتلي، الأمير سعود بن عبدالله، عبد اللطيف البناي، هيفاء خالد وعبد الله بو دلة. ومع الملحنين أنور عبدالله، عبدالله الجاسم، ناصر الصالح، عبدالله القعود الذي حضر المؤتمر، عارف الزياني، بديع مسعود، الفيصل ومحمد بو دلة... وأشارت إلى أن العمل"يحمل الكثير من التجديد. أخذ مني وقتاً طويلاً، وسيشكل حتماً إضافة للطرفين". وأكدت أحلام أنها لن تقدم أي أغنية لبنانية ومصرية في العمل:"أنا لست ضد غناء باقي اللهجات، لكنني في المقابل متمسكة بلوني الذي ميّزني وأعطاني هويتي الفنية. لماذا يتهمونني بأنني أنتقد اللواتي يطرقن باب الأغنية الخليجية؟ لا أهاجم تجاربهن، لكنني أرفض أن تقدم إحداهن ألبوماً خليجياً صرفاً. أين هي محليتها وما الذي تقدمه لبيئتها؟" من ناحية ثانية، أشارت أحلام إلى أنها تركت محسن جابر على وفاق:"كنت سعيدة في"عالم الفن"، لكن التقصير وسوء التنظيم جعلاني أختار الحل المناسب. وأنا مقتنعة تماماً بأنني وصلت اليوم إلى برّ الأمان مع الشركة التي تحترمني وتقدر مسيرتي... قبل"روتانا"، كنت نجمة الخليج الأولى فكيف اليوم؟". وأكدت أيضاً أن ابتعادها أخيراً عن الساحة كان مقصوداً:"غيابي لسنتين بعد ألبوم"أحسن"كان طبيعياً، فأنا تزوجت وحملت وولدت، وكان عليّ أن أؤمن الاستقرار النفسي لطفلي قبل أن أعاود نشاطي". الأغنية الخليجية في المؤتمر، تطرق المعنيون أيضاً إلى الأغنية الخليجية وپ"المستوى المتدني"الذي وصلت إليه"مع بعض المغنيات الصغيرات". غير أن أحلام حسمت النقاش حينما أعلنت بصراحة:"أشعر بأن المنافسة الفعلية الوحيدة بين مطربات الخليج تتلخص بين أحلام ونوال الكويتية". وتحدثت عن أصالة، وأكدت لأحد الصحافيين أن علاقتهما واضحة:"قمت بكل واجباتي معها، هنأتها بألبوماتها، وأرسلت اليها الورود يوم ولدت شام في دمشق، وخالد في أميركا... أما هي فلم تكلف نفسها عناء الاتصال بي يوم تزوجت، وحملت وولدت ابني... لماذا علي أن أبقى ودودة معها إذا كانت هي ترفض هذا الود... نعم لم ألب دعوتها الى حضور حفلة ميلادها، وأنا مقتنعة بما فعلت". تجدر الإشارة إلى أن سالم الهندي، المدير الفني في الشركة، كان حاضراً، فأجاب على أسئلة الصحافيين، وقال:"أحلام تقاضت في عقدها الذي يمتد لثلاث سنوات المبلغ الذي تستحقه، علماً أن أحداً لم يغادر"روتانا"بعد. فعدم اتفاقنا على بنود عقد عاصي الحلاني الجديد لا يعني انه غادر الشركة... المفاوضات لم تصل بعد إلى طريق مسدود، وكل شيء وارد"، مشيراً إلى أنهم اختاروا بيروت وليس دبي، مكاناً لإقامة أحلام، نظراً لكونها"عاصمة الثقافة في العالم العربي".