دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الحكومة العراقية الى"تحمل مسؤولياتها القانونية"تجاه الحادث المأسوي فوق جسر الأئمة الذي أدى الى مقتل 965 شخصاً، فيما حمل آية الله اسحاق الفياض، الحكومة العراقية مسؤولية هذا الحادث، ودعا الى اقالة أو استقالة وزيري الداخلية بيان جبر صولاغ والدفاع سعدون الدليمي. وشجب السيستاني، في بيان أصدره الناطق باسم مكتبه في بيروت حامد الخفاف"الاعتداء الآثم الذي تعرضت له مدينة الكاظمية المقدسة في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر"، وأبدى ألمه البالغ للخسائر، ودعا"الحكومة العراقية الى تحمل مسؤولياتها القانونية تجاه ما حصل وكشف جميع ملابساته"، كما دعا جميع العراقيين الى"وحدة الكلمة ورص الصفوف وتفويت الفرصة على مثيري الفتنة". أما آية الله الفياض فحمل في بيان الحكومة العراقية مسؤولية الحادث قائلاً:"ان"الحكومة مقصرة في مجال توفير الأمن للزائرين وهي تعلم ان هذه الزيارة سنوية ويتجاوز عدد الزوار فيها المليون زائر عادة". وأضاف:"كان عليها تنظيم عبور الزوار بشكل افضل، اذ ان مسؤولية التدافع بوجود هذه الكثافة من الزائرين على الجسر تقع على الحكومة وليست مسؤولية الزائرين". وأضاف البيان:"نحن كمرجعية لا نتهم جهة معينة بالمسؤولية ونلقي بها كاملة على الحكومة وعليها أن تجري تحقيقاً وتتقصى ملابسات الحادث، فإذا كان وزيرا الداخلية والدفاع غير قادرين على توفير الأمن فعليهما تقديم الاستقالة، وان كانا مقصرين فعلى رئيس الحكومة اقالتهما".وفي ظل استنفار أمني تشهده النجف، شيع أهالي المدينة أكثر من 400 جثة من ضحايا حادث جسر الائمة، وأغلقت كل الشوارع المؤدية الى المدينة القديمة والطريق بين الكوفة والنجف حيث انتشر رجال الشرطة والحرس الوطني والجيش. وأكد محافظ النجف أسعد أبو كلل استنفار كل القوى الأمنية في المحافظة لمنع تكرار مأساة الكاظمية، وقال:"وضعنا خطة أمنية لاحكام السيطرة على منافذ النجف وأغلقنا كل الثغرات التي يمكن أن تكون نقاط ضعف يتسلل منها الارهابيون"، وزاد انه"تم تشكيل قوة مشتركة من وزارتي الداخلية والدفاع تقوم بمهمة التفتيش في منطقة بحر النجف، وهي أهم ثغرة أمنية متوقعة لتسلل الارهابيين من خارج المحافظة"، وتابع:"قررنا بالاشتراك مع اللجنة الأمنية، اغلاق مداخل مدينة النجف من كل الجهات بدءاً من الثانية ظهر أول من أمس". ولفت المحافظ الى ان"فتح الصحن الشريف للزائرين من مسؤولية المرجعية العليا في النجف الأشرف، وتحديداً آية الله علي السيستاني، كون مكتبه هو المسؤول عن ادارة الصحن الحيدري". وأوضح قائد شرطة النجف اللواء عباس معدل ان"الخطة الأمنية تنفذها 17 وحدة أمنية انتشرت للسيطرة على منافذ المدينة"، وأضاف:"تم تشكيل 6 وحدات لمكافحة الجرائم الخطرة، ونشر 3 أفواج من لواء ذو الفقار التابع لشرطة المحافظة في أرجاء المدينة، ومنها المنطقة المحيطة بالصحن الحيدري الشريف". وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعا أنصاره الى ارجاء تظاهرة النجف التي كانت مقررة اليوم، وقال بيان:"أعلم كل العلم ان ما حدث في الكاظمية المقدسة حادث مفتعل لذلك أدعوكم الى التروي وعدم المجيء الى النجف".